نجحت مصر في إنجاز اتفاق لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، بموجبه يتم إطلاق سراح 1027 أسيرا فلسطينيا، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن المخابرات المصرية قد بذلت جهودًا مُضنية مع الطرفين (حماس وإسرائيل)، وتوصلت في سرية تامة إلى اتفاق لإنجاز صفقة تبادل الأسرى، التي من المتوقع أن يتم تنفيذها خلال أسبوع من الآن. أشرف على الصفقة اللواء مراد موافي -وزير المخابرات المصرية- الذي أتمّ مباحثاته مع بنيامين نتنياهو -رئيس الوزراء الإسرائيلي- عبر الهاتف؛ فيما استقبل في مقر المخابرات المصرية قبل أسبوعين وفد حماس برئاسة أحمد الجعبري. وسيتم الإفراج عن 450 أسيرًا فلسطينيًّا قبل الإفراج عن شاليط و 550 بعد الإفراج عنه؛ وذلك بناء على طلب من مصر، كبادرة حسن نية من جانب إسرائيل للرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما تشمل الصفقة الإفراج عن الأسيرات الفلسطينيات جميعهن. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسئول فلسطيني قوله إن مروان البرغوثي -القيادي بحركة فتح- وأحمد سعدات -أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- سيكونان بين الأسرى المحررين. من جانبه أعلن خالد مشعل -رئيس المكتب السياسي لحماس- في كلمة له مساء اليوم بثتها قناة العربية، تفاصيل صفقة تبادل الأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل؛ موضحًا أن إسرائيل ستفرج عن ألف أسير، إضافة إلى 27 أسيرة، وستتم الصفقة على مرحلتين؛ المرحلة الأولى ستضم 315 أسيرًا من أصحاب الأحكام المؤبدة، كما ستشمل الصفقة أسرى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة، ومناطق ال48، التي تدخل ضمن حدود إسرائيل والجولان المحتل. وقال مشعل مخاطبًا الأسرى في سجون الاحتلال: "عهْدنا وقَسَمُنا أن نواصل جهودنا حتى نفرج عنكم جميعًا"؛ موجّهًا التحية لكتائب القسام ومن معها من فصائل المقاومة الذين قاموا بعملية "الوهم المتبدد" التي تم خلالها أسر شاليط. ووجّه مشعل الشكر لمصر قائلًا: "نشكر مصر الشقيقة التي خاضت معنا مفاوضات عسيرة ومضنية"، كما وجّه مشعل كلمة للسلطة والفصائل الفلسطينية: "أخاطب إخواني في السلطة والفصائل بأن هذا إنجازنا جميعًا نفخر به؛ فتعالوا نخطط لمزيد من الإنجازات سويًّا".
فيما أعرب نتنياهو عن شكره لمصر ولأجهزة الأمن والمخابرات التابعة لها على ما بذلته من جهود للتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس. ونقل راديو صوت إسرائيل عن نتنياهو قوله، في مستهل جلسة مجلس الوزراء الطارئة التي عقدت مساء اليوم للمصادقة على صفقة الإفراج عن شاليط، إن حكومته ستعيد شاليط سليما معافا إلى أهله، مضيفا أنه اتخذ قرارا صعبا وأنه يقدر مشاعر العائلات الإسرائيلية المتضررة من الإرهاب. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي: "هذه الصفقة هي الأفضل التي كان بإمكاننا أن نتوصل إليها"، مؤكدا تحمله كل المسئولية عن هذه الصفقة. جدير بالذكر أن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط (23 عاما) الذي يحمل أيضا الجنسية الفرنسية قد تم أسره في 25 يونيو 2006 في غزة على يد ثلاث مجموعات مسلحة وهي: كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس وألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام، وذلك في عملية عسكرية نوعية أطلقت عليها الجهات المنفذة اسم "الوهم المتبدد"، ولم يعرف مكان احتجازه حتى الآن. وأصدرت حركة حماس شريط فيديو في أكتوبر 2009 يظهر فيه شاليط يدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى فعل كل شيء لإطلاق سراحه. ولم تؤدّ محاولات الوساطة السابقة بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى صفقة إطلاق سراح شاليط، مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين إلى أية نتائج.