في الوقت الذي تواردت فيه الأنباء عن احتواء الأزمة التي تفجّرت أمس (الجمعة) بقرية المريناب بأسوان؛ نظّم نحو ألفي مسيحي مسيرة سلمية بدأت من شارع شبرا في طريقها إلى مبنى دار القضاء العالي ثم إلى ماسبيرو. ونقلت بوابة الأهرام أن مسيرة الأقباط جاءت اعتراضا على تصريحات مصطفى السيد -محافظ أسوان- بشأن حريق كنيسة ماري جرجس في أسوان. وأغلق المتظاهرون شارع شبرا تماما أمام السيارات، وهو ما أدّى إلى تكدّس حركة المرور في الشوارع المؤدية لشارع شبرا، مرددين هتافات: "الشجاع هو اللي هينزل"، "دم القبطي مش هيروح"، "لا لحرق الكنائس". من جانبه قال مجدي صابر -عضو اتحاد شباب ماسبيرو وأحد المشاركين في المسيرة- إن الكنيسة قد حصلت على تصريح بترميم القبة الخاصة بها، وأثناء الترميم جاء عدد من السلفيين، وطلبوا من كاهن الكنيسة عدم استكمال بناء القبة، لكنهم بعد أيام جاءوا إلى الكنيسة مرة أخرى وهدموا القبة، وعقّب المحافظ بأن الهدم كان سيتمّ من جانب المحليات، كما صرّح بأنها "مضيفة" وليست كنيسة. وطالب المتظاهرون بإقالة محافظ أسوان؛ بسبب التصريحات التي أدلى بها للإعلام، والتي اعتبروها تبريرا لقيام السلفيين بإزالة القبة، وكسر الأسقف الخاصة بالكنيسة.
بينما أكّدت وكالة أنباء الشرق الأوسط في الوقت نفسه أن الجهود التي قادها محافظ أسوان والأجهزة الأمنية قد تمكّنت من السيطرة على الأزمة. وبحسب رواية الوكالة؛ وقعت أمس اعتداءات من قِبل عدد من الشباب الغاضب بالقرية على مبنى لمواطن مسيحي شرع في تحويله إلى كنيسة. فمن جانبه أكّد محافظ أسوان أن الأزمة تفجّرت بعد قيام أحد الأقباط بمخالفة القرار الذي صدر له العام الماضي بإحلال وتجديد وبناء "مضيفة" خاصة به على مساحة 280 مترا، والتي كانت في الأصل عبارة عن منزل قديم، وقام بتحويل "المضيفة" إلى كنيسة، وهو ما تسبّب في احتقان وإثارة أهالي القرية. وأوضح أنه بناء على الشكوى التي تَقدَّم بها أهالي قرية المريناب تمّ إحالة هذه المخالفات للنيابة العامة لمحاسبة الذين تلاعبوا في استخراج الترخيص؛ خاصة أن الكثافة السكانية لا تسمح بإقامة كنيسة؛ حيث إن هناك كنيسة أخرى قريبة من منطقة "الحج زيدان ". وأشار إلى أنه جرى من قبل احتواء الأزمة داخل القرية من خلال جلسة عرفية، انتهت إلى استنكار القيادات الكنسية لهذه المخالفة، ووعد القائمون على بناء "المضيفة" بهدم الجزء المخالف من خلال أحد المقاولين الأقباط. ولفت النظر إلى أن تباطؤ المقاول في هدم الجزء المخالف تسبّب في إعادة الاحتقان مرة أخرى؛ حيث توجّه مجموعة من شباب القرية أمس عقب صلاة الجمعة للمشاركة في هدم هذه المخالفات، وقاموا بإشعال النيران في إطارات السيارات وأخشاب في مخزن المقاول المجاور للمضيفة. وأضاف أن أجهزة المحافظة وقوات الأمن تمكّنت من السيطرة على الموقف لمنع حدوث أي اشتباكات بمشاركة القيادات الدينية والشعبية، وهو ما ساهم في عدم نشوب مصادمات بين الجانبين.