في خطوة جادة ومهمة قرَّر الشاباك الإسرائيلي (جهاز المخابرات الداخلية) مؤخرا رفض تمويل المدارس الدينية اليهودية المتشدّدة؛ التي تبيح قتل الأغيار (أي شخص غير يهودي) بدم بارد. بعدما تسبب نشر كتاب "شريعة الملك" الخاص بقتل الأطفال الرُضّع من الأغيار من العرب والمسلمين في عام 2009، وخروج ترجمته العربية والوحيدة في مصر مطلع العام الجاري؛ اعتزمت المخابرات الإسرائيلية العمل على رفض تمويل بعض المدارس الدينية اليهودية المتشددة، ومن بينها مدرسة "يوسف ما يزال حيا"، وهي المدرسة التي يديرها الحاخام يتسحاق شابيرا مؤلف الكتاب السابق، وتقع المدرسة في مستوطنة يتسهار بالقرب من مدينة نابلس الفلسطينية المحتلة، فقد أوصت الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية وزارة التعليم الإسرائيلية بوجوب رفض تمويل مثل هذه المدارس الدينية اليهودية المتشددة. ذكر الموقع الإلكتروني الإسرائيلي نيوز فيرست كلاس مساء أمس الأول (الثلاثاء) أن الشاباك الإسرائيلي أوصى وزارة التعليم برفض تمويل المدارس الدينية المتطرفة، وعلى رأسها مدرسة "يوسف ما يزال حيا" بمستوطنة يتسهار، والتي تتلقى ما يزيد على مليوني شيكل سنويا؛ حيث أكّد الموقع الإلكتروني العبري أن حاخامات المدرسة والمشرفين عليها يحرضون التلاميذ على الإساءة للدين الإسلامي، وللمساجد في القرى العربية المجاورة لمستوطنتهم، ونشر رسوم مسيئة للدين الإسلامي، وكتابة عبارات خارجة على جدران تلك المساجد. وقال المحلل السياسي للموقع إيتسيك وولف إن هذه المدرسة ومدارس دينية أخرى متطرفة بمستوطنة يتسهار تقوم بالتحريض ضد العرب والمسلمين بشكل سافر، ويشجعون تلاميذهم وروّادهم على ذلك، بل ويدفعونهم للتظاهر والتعدي على رجال الشرطة الإسرائيلية أيضا؛ إذا ما حالوا دون تنفيذ مثل هذه المخططات الخاصة بالإساءة للإسلام والمسلمين، والتحريض الدائم على قتلهم. الجدير بالذكر أن كتاب "شريعة الملك" يُعدّ من أخطر وأهم الكتب الإسرائيلية التي صدرت في السنوات الأخيرة؛ خاصة أنه يبيح قتل الأطفال الرُضّع من العرب والمسلمين بدم بارد، وقد صدر الجزء الأول منه في سبتمبر من عام 2009، وخرجت ترجمته للعربية في الخامس والعشرين من يناير 2011، في حين يستعد مؤلفاه الحاخام يتسحاق شابيرا ومساعده يوسيف اليتسور إلى إصدار الجزء الثاني منه قريبا، وهو الكتاب الذي أثار ضجة كبيرة داخل وخارج إسرائيل؛ نظرا لخطورته وإباحته الفجة السافرة المباشرة لقتل الأغيار بدم بارد!