بعد ما يقرب من عام على صدور كتابه الأهم والأشهر، الذي قلب موازين كثيرة حول إباحة قتل المسلمين والمسيحيين (غير اليهود) بدم بارد وبشكل صريح؛ ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على حاخام إسرائيلي بتهمة تأليفه كتاب "شريعة الملك" الداعي لقتل غير اليهود!! الغريب في الأمر الذي استرعى انتباهنا في البداية، هو أن الحاخام "شابيرا" ألقي القبض عليه بتهمة تأليفه كتاب "شريعة الملك" رغم أنه صدر في سبتمبر من العام الماضي، حيث أفادت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية الإثنين الماضي، الموافق السادس والعشرين من الشهر الجاري، أن الشرطة الإسرائيلية ألقت القبض الأحد على الحاخام "يتسحاق شابيرا" مدير مدرسة "يوسف ما يزال حيا" بنابلس؛ بتهمة تأليفه كتابا يدعو لقتل غير اليهود!! وهو الخبر الذي تصدّر الصحيفة مرفقًا بصورة كبيرة للحاخام "شابيرا" نفسه! كتب "حاييم ليفنسون" -المحلل السياسي للصحيفة- أن الوحدة القطرية للتحقيق في الجرائم الدولية التابعة للشرطة الإسرائيلية ألقت القبض على الحاخام "شابيرا" بتهمة تأليفه كتاب "شريعة الملك"، والذي يقضي بقتل غير اليهود (الأغيار) باعتبار أن اليهود هم شعب الله المختار، وما سواهم يجب قتلهم والتمثيل والتنكيل بهم، حيث اعتبرت الوحدة أن الكتاب يتنافى والعقيدة اليهودية، وأن الحكومة الإسرائيلية لا تريد إظهارها واتهامها بالعنصرية وازدراء الأديان والدعوة إلى قتل غير اليهود. وذكرت الصحيفة أن مدير مدرسة "يوسف ما يزال حيا" -بمستوطنة "يتسهار" القريبة من مدينة نابلس- الحاخام "يتسحاق شابيرا" قام بتأليف كتابه الأشهر "شريعة الملك" بالتعاون مع حاخام آخر صديق له ومدرّس بالمدرسة نفسها، وباحث في التوراة والعهد القديم، وهو الكتاب الذي يفعّل من جديد شرائع وأحكامًا صدرت من عقود طويلة تبيح قتل غير اليهود أو الأغيار، مؤكدة أنه سبق وألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على "شابيرا" في يناير الماضي بتهمة كتابة كلمات عنصرية على مسجد بالمدينة!! ويبدو أن إسرائيل لم تنتبه إلى الكتاب الصادر منذ عام تقريبًا، إلا مع تشديد الحصار الأكاديمي والدبلوماسي على إسرائيل، في أعقاب الحملة القوية التي تدار من عرب وغربيين بهدف إجبار إسرائيل على عدم ارتكاب الحماقات، والعدول عن سياستها وفك الحصار عن قطاع غزة، والدخول في مفاوضات مع الطرف الفلسطيني، بهدف الإسراع بإقامة دولة فلسطينية. مع التذكير بأن خبر إلقاء القبض على "شابيرا" جاء في صحيفة هاآرتس الصادرة باللغة العبرية، والتي لها نسخة بالإنجليزية أيضا، ولم يصدر في معاريف مثلا التي تصدر بالعبرية فقط، وهو ما يعني أن إسرائيل تريد إخبار العالم الغربي بأنها تحاول رويدًا رويدًا التخلي عن بعض من يُوصفون بالعنصرية بين صفوفها، فهل يشفي إلقاء القبض على الحاخام "شابيرا" الذي يدعو لقتل المسلمين والمسيحيين غليلنا جميعا؟!