السلام عليكم.. أولًا أنا متزوج، وسوف أنفصل عن زوجتي، ومعي 4 أولاد من زوجة أولى توفيت، ولي زميلة في العمل أميل لها منذ 17 سنة، وهي غير متزوجة، وسنها 42 سنة تقريبًا، وأعلم أن لها قصة حب مع أحد الزملاء، وماطَل معها في وعده بالزواج منها؛ حيث إنه متزوج من اثنتين، وسوف تصبح هي الثالثة، وهي تعلم ذلك، وكنت أنصحها دائمًا بالابتعاد عنه لعدم جدّيته في هذا الزواج؛ للصعوبات التي سوف تقابلها. وأخيرًا قررت أن أبوح لها، ووجدت عندها نفس الشعور، وربما أكثر؛ ولكن المشكلة أنها يجب أن تتزوج من ذلك الشخص؛ لأنها -كما قالت لي- فقدت عُذريتها بعد ما حدث بينهما ما حدث.. وبعد أن أوهمها بالزواج، وأنه مستعدّ أن يذهب إلى المأذون ويكتب الكتاب، أخذ يتحجج بالظروف والحالة المادية. وهي الآن في حيرة، وأنا في حيرة كذلك.. ماذا أفعل؟ لو تركتها سوف يُفتضح أمرها وتموت، وإن تزوجتها أخاف ألا أستطيع أن أنسى ذلك؛ مع العلم أنها مؤدبة ومحترمة بين الزملاء، ولم يُلاحظ عليها طيلة هذه المدة أي شيء، وإذا كان رب العباد يسامح ويغفر؛ أفلا أكون أنا كذلك؟! ومن سَتَر مسلمًا سَترَه الله يوم القيامة، كل هذا يدور في ذهني.. أنا الآن مُشتّت الأفكار، ولا أستطيع اتخاذ قرار؛ فهل من مساعدة؟ el.adawy قرأت رسالتك مرات عديدة، وفكرت كثيرًا في مشكلتك، واكتشفت في النهاية أن الأمر بين يديك أنت، لا بين يديْ أي شخص آخر.. أيها الصديق العزيز، ما ستتقبله أنت على نفسك هو ما ستتعايش معه فيما بعد. صديقي.. مشكلتك حلها بين يديك أنت؛ فهذه المرأة كانت صادقة معك، ولم تخدعك أو تحاول التنكّر؛ لقد أعلمتك بكل شيء، وتركت الأمر بين يديك كي تتخذ قرارك. أيها الصديق أنت في النهاية رجل من بني آدم، تغضب وتنفعل وتفكر وتشك؛ لكنك تعلم نفسك جيدًا أكثر من أي شخص، والله سبحانه وتعالى يغفر كل الذنوب، ويعاقب على كل الأفعال، وهذه المرأة على الرغم من خطئها الواضح؛ فإنها في النهاية أصبحت مجرد ضحية تلاعَب بها الزمن وهذا الشخص الآخر والعديد من العوامل النفسية والضغوط المجتمعية. اعلم جيدًا أيها الصديق أنه بعد الزواج وضياع نشوة الحب الأولى ستتذكر كل هذه الأمور مرة ثانية، وستقوم بإيذاء هذه المرأة كثيرًا؛ فإن كنت ستتحمل وستسامحها وتنسى ما فعلَته، وتعلم جيدًا أنك ستستطيع التعايش مع هذا الأمر؛ فتوكل على الله واسترها وسامحها.. أما إن كنت لا تستطيع -وهو حقك- فلا تعذبها وتعذب نفسك، وتعيش معها حياة من جحيم سيكون مصيرها في النهاية هو الطلاق أو العذاب. أيها الرجل الكريم فكّر جيدًا قبل أن تتخذ قرارك؛ فالأمر بين يديك؛ إن كنت تودّ المغفرة والرحمة والشهامة وهو الأمر الكريم؛ فلا تتأخر في ارتباطك بها، أما إن كنت ستشكّ فيها فيما بعد وسيشغلك التفكير وهو أحد حقوقك؛ فلا تعذبها وتعذب نفسك.. واعلم جيدًا أن الله حليم ستار، ويغفر كل الذنوب ما عظم منها وما صغُر، وأننا أبناء آدم، يجب أن يكون في قلوبنا الرحمة، وتقبّل الذنوب ومسامحتها قدر الإمكان؛ لأن كل ابن آدم خطأ وخير الخطّائين التوابون.. وفّقك الله وهداك لما فيه الخير والصواب.. ولا تنسَ أن تُطلعنا على جديدك وما آلت إليه الأمور.