أقيم مساء الاثنين 16 نوفمبر الجاري بمكتبة البلد بوسط القاهرة حفل توقيع كتاب "بالنيابة عن جسدي" والذي صدر مؤخرا عن دار نشر (شباب بوكس) للكاتبة الصحفية الشابة هبة العفيفي الصحفية بجريدة المصري اليوم.. والكتاب تدور فكرته باختصار حول الضغوط التي تتعرض لها الأنثى والعقبات التي تواجهها في ظل المجتمع الذكوري الشرقي. وقد أدار الندوة كل من الصحفي الشاب مصطفى فتحي رئيس تحرير "راديو حريتنا"، وأماني التونسي صاحبة دار النشر ومدير إذاعة "بنات وبس" على الإنترنت، ثم انضمت بعد ذلك للنقاش في الندوة الكاتبة الكبيرة فريدة الشوباشي.. ونظرا لأن أكثر الحضور لم يكن قد قرأ الكتاب بعد لحداثة صدوره؛ فقد دعا مصطفى فتحي الكاتبة هبة العفيفي لتتحدث عن الكتاب وما فيه فقالت فكرة الكتاب باختصار تدور حول إنسانية المرأة فأنا لا أكتب دفاعا عن المرأة ولا هجوما ضد الرجل؛ لكنى أكتب دفاعًا عن الأنوثة التي أصبحت عارًا على جبين كل من كتب لها الله أن تكون أنثى، وأقول لهم: الأنوثة ليست عارًا؛ ولكن العار هو نظرتكم المتدنية لها.. فلا يجب النظر لها من حيث النوع بل من حيث الوجود كبشر.. وتضيف هبة: إنها من خلال عملها كصحفية صادفت نماذج كثيرة أغلبها نماذج سلبية، وهي من عبرت عنهم في الكتاب، وقد شعرت فيهم بقهر داخلي لمعنى الأنثى، وأن كثيرات يفعلن طواعية ما يكرهونه لأن العرف والعادات والتقاليد تتطلب هذا، وهذا مثل التوقف عن العمل من أجل الزواج أو اختيار الزوج ذي الوضع المادي الأفضل عن الزوج المحب.. وكارتداء الحجاب أو النقاب دون اقتناع بأهميته أو فرضيته.. وهنا بدأ سجال شديد بين كل الحضور حول الحجاب فبين مؤيدين ومتعصبين للحجاب دون نقاش، وبين من يرون أنه قيمة دينية ليست بفرض، وكان للكاتبة الكبيرة فريدة الشوباشي دور كبير في هذا السجال، وهي تصف أخلاق المجتمع في الستينات وحتى السبعينات عندما لم يكن هناك أي وجود للحجاب، وكان المجتمع لا يعاني من أمراضه المزمنة التي يعاني منها الآن، وأهمها التحرش بالفتيات حتى المحجبات والمنقبات منهن.. لذلك فمشكلة المجتمع الآن هي التدين الظاهري بالشكل والمظهر لا بالعمل والجوهر، وهو ما جعل كثيرات محجبات يعانين من نفس المشكلة وليس فقط غير المحجبات ووصفت أيضا أنها سافرت إلى فرنسا منذ نحو 30 عام وقضت هناك ما يفوق العشرين عاما، وكانت تستقل كل وسائل المواصلات وتسير في كل الشوارع، ولم تجد ظاهرة تحرش واحدة.. وحينها تدخلت إحدى الحضور بقولها: هذا لأنهم لا حاجة لهم بالتحرش في ظل وجود حرية جنسية لا محدودة، أما هنا فالشباب يعاني من القهر الاقتصادي والكبت السياسي فلا يجد ما يخرج فيه طاقاته سوى بأداء كل الأمور والأفعال السلبية.. ولكي ينتهي هذا السجال تدخل مصطفى فتحي مقاطعا الجميع بقوله: نحن اليوم هنا لمناقشة كتاب هبة وليس للتحدث حول الحجاب والتحرش، وليست هذه القضية محل نقاش بيننا اليوم.. فنحن نحترم كل الآراء.. فقط نحن نتحدث اليوم عن الكتاب وعن مفهوم حرية المرأة بشكل أوسع وأعم.. فنماذج السيدات والفتيات الناجحات حولنا في كل مجال يؤكد أن المرأة يجب ألا تصنف كنوع وإنما كقدرات.. تستطيع أو لا تستطيع.. وهذا هو قضية الكتاب الأولى.. ونظرا لأن الكثيرين لم يقرؤوا الكتاب فنحن إذن بحاجة لعمل حفل توقيع ومناقشة للكتاب في مرة قادمة ليدور النقاش حول ما احتواه الكتاب من نماذج وليس لنطرح قضايا أخرى للنقاش فيها.. وبهذا انتهى الحفل بعد سجال طويل ونقاش دار أغلبه حول التحرش والحجاب؛ ولكن الملفت للنظر أن الحفل شهد كثافة عالية في الحضور ومن الرجال أكثر من النساء.. يذكر أن كتاب هبة العفيفي صدر منذ فترة قريبة عن دار نشر شباب بوكس، وهو ثاني إصدار للدار بعد كتاب "في بلد الولاد" لمصطفى فتحي.. وأول إصدار لهبة، وقد كتبت مقدمة الكتاب الكاتبة الصحفية "سحر الجعارة" وقالت في كلمتها: "حاولت أن أرسم ملامح "الأنثى" فغلبتني ابتسامتها.. أن أسطر حرفا في قاموس قهر المرأة فوجدت لغتها العفوية المعقدة تسكن قلمي..!! إنها "هبة" فعلا.. تحرض أمومتي، وتستفز عقلي.. فهبة العفيفى تتمرد -بكل براءة- على كهنة المعبد، تحبو هربا من حصار القبيلة، تمسك بطوق الكتابة ربما تتحرر على الورق..!! تحلم.. تتمرد.. تطلق ضفيرتها في الهواء، تقرأ "نزار"، ثم تصرخ.. فهل تسمعون صمتها الجارح؟؟" بص وطل على حفل توقيع "بالنيابة عن جسدي" * دنيا الأدب اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: