عقب قيام إسرائيل باعتراض سفينة الأسلحة التي يُشتبه أنها كانت متوجهة إلى حزب الله، قامت جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية بتوجيه انتقادات شديدة لمصر واتهمتها بالتغاضي -عمداً- عن عمليات تهريب الأسلحة، وزعمت أن هذه ليست المرة الأولى التي تسمح فيها مصر بعبور مثل هذه السفن المحمّلة بالأسلحة عبر مياهها الإقليمية. في المقابل يرى المحلل الإسرائيلي البارز بصحيفة هاآرتس والمتخصص في الشئون العربية "تسيفي برئيل"، أن وسائل الإعلام الإسرائيلية عندما وجهت هجومها للقاهرة تناست أن مصر قامت منذ أشهر قليلة فقط بإلقاء القبض على خلية تابعة لحزب الله، وكشفت عن الأسلحة التي كانت تخطط تلك الخلية لتهريبها إلى غزة، كما قامت أيضاً بالعمل ضد مهربي الأسلحة القادمين من السودان. لذلك يحتج "برئيل" على هذا الهجوم الإسرائيلي الموجه لمصر والذي يرى أنه تم بدون سبب واضح. وهنا يتوجّه "تسيفي برئيل" إلى جميع هؤلاء المنتقدين والمهاجمين لمصر متسائلاً: هل أخبرت إسرائيل مصر بأن السفينة الإيرانية محمّلة بالأسلحة قبيل دخولها ميناء دمياط؟ وهل حذرتها من أن هناك سفينة ألمانية ستبحر من نفس الميناء وهي محمّلة بالأسلحة وطالبتها باحتجازها؟ ثم يقوم هو بالرد على نفسه نيابة عن هؤلاء المعارضين لمصر، حيث يقول إنهم سيدعون أنه لا يمكن الوثوق في أن مصر ستقوم فعلاً باحتجاز السفينة ومصادرة شحنتها واعتقال طاقمها، وقد يدعون أيضاً أن مصر قد تقوم بإخبار طاقم السفينة أنهم موضوعون تحت المراقبة الإسرائيلية. ولكن يشير المحلل الإسرائيلي إلى أن كل هذه الادعاءات ما هي إلا ادعاءات واهية، وأن الحقيقة أن إسرائيل لم تخبر مصر بموضوع هذه السفينة حتى تستأثر هي بالتسليط الإعلامي عند احتجاز السفينة بدون أن يشاركها أحد في ذلك. وهو يرى أن إسرائيل بفعلتها هذه كان من الممكن أن تتسبب في الإضرار بنفسها. كحيث كان من الممكن أن يتم تهريب جزء من شحنة الأسلحة الموجودة على السفينة من ميناء دمياط إلى قطاع غزة. تجدر الإشارة إلى أن السفينة الإيرانية المحمّلة بالأسلحة كانت قد وصلت إلى ميناء دمياط قادمة من إيران وقامت بتفريغ حمولتها هناك وتحميلها على سفينة الشحن الألمانية "فرنكوب" التي اعترضتها إسرائيل في مياه البحر الأبيض المتوسط.