أشادت الصحف العالمية بالدور الذي لعبه الناشط السياسي والمدوّن الصحفي وائل غنيم، الذي أطلقت السلطات سراحه أمس (الإثنين)، بعد فترة من الاختفاء، بعد أن ساهم في إطلاق شرارة الثورة للمطالبة بإسقاط النظام الحاكم والإصلاح السياسي والاجتماعي، والتي دخلت يومها الخامس عشر؛ بحسب ما جاء في وكالة الأنباء الإسبانية. وأعلنت تقارير إعلامية أن وائل غنيم قد أُطلق سراحه أمس، بعد أن أُعلن عن اختفائه يوم 28 يناير الماضي المعروف ب"جمعة الغضب"، والتي شهدت مصادمات بين المتظاهرين في مصر المطالبين بتنحية الرئيس وقوات الأمن. وفي أول تصريحات له فور إطلاق سراحه، قال وائل غنيم اليوم: "أتقدم بالعزاء لكل من سقطوا في الاحتجاجات التي شهدتها مصر منذ 25 يناير الماضي". وأكّد أن الحركة منذ بدايتها بكل تفاصيلها لم تكن تحمل طابعاً عنيفاً، وأنها كانت تسعى لأن تعبّر عن مطالب الشعب في التغيير بالطرق السلمية دون دمار أو تخريب؛ مشدداً على مواصلة العمل يداً واحدة لتخليص مصر مما ألمّ بها من فساد؛ بحسب تصريحاته لقناة On Tv التليفزيونية الخاصة. وقال: "أرجو ألا تصنعوا مني بطلاً، لم أفعل شيئاً سوى النوم طوال 12 يوماً، وجِّهوا الكاميرات للأبطال الحقيقيين، الذين نزلوا إلى الشارع، وبمشيئة الله سوف نحقق التغيير". وقد قام حسام بدراوي -أمين عام الحزب الوطني- باصطحاب خالد، بعد الإفراج عنه بسيارة خاصة حتى منزل أحد أقاربه. وأفردت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية مساحة واسعة لسرد السيرة الذاتية لوائل غنيم (30 عاماً)، ودوره الفعال في إلهاب حماس الشباب وإلمامهم بكافة تفاصيل التحركات الشعبية والمظاهرات. ونقلت الصحيفة تصريحات عدد من أفراد عائلته ورجل الأعمال نجيب ساويرس، إضافة إلى معلومات عنه؛ منها عمله كمدير تسويق لمحرك البحث الأشهر في العالم جوجل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد كان وائل مُشرفاً على مجموعة "كلنا خالد سعيد"، على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك المنبر الذي انطلقت منه المظاهرات في 25 يناير. وأعلن موقع جوجل عن اختفاء وائل غنيم، ثم أعلن رقماً هاتفياً لاستقبال أية معلومات عنه؛ فيما تناقل مستخدمو فيس بوك شريطاً مصوراً يسرد عملية اعتقاله من قبل السلطات. وحذّرت منظمة العفو الدولية من تعرّض المدوّن وائل غنيم لأعمال تعذيب وسوء معاملة. وقد تمّ إنشاء صفحة على فيس بوك بعنوان: "أفوّض وائل غنيم متحدثاً باسم ثوار مصر"، التي اجتذبت الآلاف من الجمهور المؤيدين لوائل غنيم كمتحدث رسمي باسم "ثوار مصر"، بعد حديثه مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "العاشرة مساء". واحتوت الصفحة على تصريحات وائل غنيم -بعد خروجه من المعتقل- التي طالب فيها الشباب بعدم ربط الثورة باسمه، وركّزت الصفحة على مقترح بتفويض وائل غنيم متحدثاً باسم الثورة وممثِّلاً عن الشباب للتحدث مع النظام. وفي حوار وائل غنيم مع برنامج العاشرة مساء على قناة دريم، قال: "إن الأبطال الحقيقيين هم الشباب المعتصمون في ميدان التحرير، وأنا كنت نايم 12 يوماً"، مشيرا إلى أن تلك المظاهرات كانت قد بدأت من خلال الإنترنت ثم تحوّلت إلى جميع أنحاء مصر، وأنها بالأساس كانت دعوة للتظاهر السلمي. وروى غنيم قصة اعتقاله، أنه اعتقل يوم الخميس ليلاً، وأن اعتقاله يعد جريمة فى حقه؛ لأنه ليس تاجر مخدرات ولا إرهابي، مؤكداً أن النظام الأمني يرى مصلحة مصر من منظوره. وأضاف غنيم: "من حقي معرفة سبب اعتقالي، وإذا خالفت فيجب معاقبتي"، مشيرا إلى أنه منذ لحظة القبض عليه لا يعرف أي شيء عن المظاهرات، وخلال التحقيقات معه في أمن الدولة حرصوا على التأكد من أنه لا توجد قوة خارجية وراء المظاهرات، وهل جاءت المظاهرات عفوية أم لا؟ إلى أن قابل وزير الداخلية بعد 12 يوماً. وأضاف: "كنت فخوراً بالمظاهرة التي جعلت من وزير الداخلية وأنا أمامه يعاملني كرجل قوي، وأن يصل الأمر إلى أن أقابل د. حسام بدراوي لكي يوصلني إلى البيت". وأضاف أن وزير الداخلية أكد له أن الشباب حققوا مكاسب كبيرة، ورد وائل غنيم بأننا لن نعود إلى الوراء وأن المشكلة فى أنه لا توجد وسيلة بينهم للخطاب، بالإضافة إلى أنه هناك أزمة ثقة، ومع الأسف القنوات المحلية مهمتها التضليل بدليل انصراف المشاهد عنها واللجوء إلى قنوات أخرى، وبذلك فقدت مصداقيتها، وعليه فقد طالب وائل بوضع قانون لها حتى نحترمها؛ لأن دور الإعلام هو نشر الحقيقة. وقد وجّه وائل الشكر للدكتور حسام بدراوي على محاولاته قائلا: "كل ما أتمناه هو عدم رؤية شعار الحزب الوطني في أي مكان في مصر؛ لأنه خرب البلد"، مضيفا أنه يتمنى أن يأخذ الغلبان حقه في مصر؛ لأن هناك منظومة في مصر اسمها "إعدام الكرامة"، متسائلا: "كيف ترجع كرامة المصري وكيف نحارب الفساد؟"، متمنيا عودة الانتماء للشباب المصري الذي يظهر في وقت المحن. وبعد عرض الإعلامية منى الشاذلي لصور الشهداء دخل وائل في حالة بكاء شديدة جعلته يترك البرنامج دون استكماله. يُذكر أن وائل غنيم من مواليد عام 1980، ونشأ في الإمارات العربية المتحدة، وحصل على شهادة البكالوريوس في هندسة الحاسبات من جامعة القاهرة عام 2004، ليلتحق بعدها بالعمل مديراً للتسويق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمنتجات محرك البحث الشهير جوجل.
شاهد حوار وائل غنيم في برنامج العاشرة مساء على قناة دريم