بحضور ملك السويد و15 من الحاصلين على جائزة نوبل بدأ صباح أمس المهرجان العالمي الثالث للمفكرين والمبدعين في أبو ظبي؛ وذلك برعاية سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. والمهرجان الذي يقام كل عامين وتستضيفه كليات التقنية العليا يشارك فيه هذا العام أكثر من 110 من المفكرين والعلماء من مختلف دول العالم، وملك السويد كارل جوستاف السادس عشر، بالإضافة إلى 15 من الحاصلين على جائزة نوبل، بجانب مجموعة من شباب العلماء وطلاب الكليات التقنية؛ مما يمنح المهرجان طابعاً خاصاً لتلاقي تيارات وأجيال العلم المختلفة.
وأيضا يعتبر مهرجان المفكرين فرصة جيدة لتواصل المفكرين العالميين مع الجيل الصاعد من الشخصيات القيادية وإلهامهم للاعتماد على قوة التفكير الخلاق في إيجاد الوسائل والسبل لمعالجة التحديات العالمية الجسيمة التي نواجهها في عالم اليوم. ويأمل الجميع أن يؤدي تلاقي أجواء الفكر والتناغم بين الحقول ومجالات الاختصاص المتعددة إلى حلول إبداعية لمعظم المشكلات العالمية .
وقد شملت قائمة الحضور: شيرين عبادي -أول الإيرانية وامرأة مسلمة تفوز بجائزة نوبل- لأنها واحدة من أهم ناشطي حقوق الإنسان في بلادها، وأيضا العالم جون فوربس ناش الابن -عالم الرياضيات والاقتصاد المعروف والحاصل على نوبل في الاقتصاد- والذي تم تناول قصة حياته في فيلم أمريكي بعنوان (عقل جميل Beautiful Mind) حصد أكثر من أربع جوائز أوسكار، ود. راجيندرا ك. باشوري -الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2007- وهو رئيس فريق دولي معني بتغير المناخ، والبروفيسور هارتموت ميشال، الحائز جائزة نوبل في الكيمياء للعام 1988 في الموارد المستقبلية وتصور التنمية المستدامة، وأيضا من بين الحضور شيري بلير، زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ومؤسِسة مؤسسة شيري بلير للمرأة.
وقد تقرر أن تناقش جلسات العمل قضايا عالمية في غاية الأهمية مثل الفقر والرعاية الصحية والتغييرات المناخية والأزمة المالية العالمية وتمكين المرأة وغيرها.... ولكن هل تستطيع هذه العقول العظيمة أن تجد حلولا حقيقية لهذه المشكلات المتفاقمة والتي تهدد أمن وسلام عالمنا اليوم؟!
على أية حال إن مجرد اجتماع هؤلاء العلماء سويا وتعاونهم من أجل التقدم والتنمية المستدامة يعتبر شيئا رائعا، ومبشرا بالخير، وإن لم يأتِ بحلول جذرية، فبالتأكيد سيحمل الكثير من الأفكار الخلاقة والحلول الإبداعية.
إن العالم اليوم يواجه تحديات جسيمة، ولن نستطيع مواجهتها إلا بالتفكير والإبداع، لأن الطرق العادية والتقليدية لم تعد مفيدة كما كانت في السابق وخاصة في ظل العولمة والتقدم الحضاري والتكنولوجي. يجب أن يدرك العالم أجمع أهمية العلم والتفكير، وخاصة في بلادنا العربية والتي كانت يوما من الأيام منارة للعلم والإبداع تنشر نورها في كل مكان، وتحولت الآن مع الأسف إلى عقول متجمدة تستورد كل شيء من الخارج حتى الأفكار.