حرصت الفنانة رغدة على حضور المؤتمر الصحفي الخاص بمسرحيتها الجديدة "بلقيس"، على الرغم من إصابتها بنزلة برد حادّة؛ حيث إن المسرحية مِن المقرر أن تُعرَض خلال منتصف الشهر الجاري. وبدت علامات التعب والإجهاد على رغدة، فضلا عن أنها تعاني قلة النوم؛ بسبب تكثيف بروفات العرض المسرحي الذي تقوم ببطولته استعدادا لعرضه.
وتأخّرت رغدة عن الموعد المحدد للعرض أكثر من ساعة ونصف، واعتذرت للصحفيين على التأخير؛ مبررةً ذلك بأزمة المرور. وحضر المؤتمر فريق عمل العرض؛ وهم: أحمد عبد الوارث، ونهير أمين، ومفيد عاشور، ومؤلف العرض محفوظ عبد الرحمن، والمخرج أحمد عبد الحليم، فضلا عن حضور رياض الخولي رئيس البيت الفني للمسرح.
هنّأت رغدة في بداية حديثها الأقباط بعيد الميلاد المجيد، مؤكّدةً أن موقف المسلمين معروف تجاه الاعتداءات التي شهدتها كنيسة الإسكندرية.
ثم بدأت حديثها قائلة: "أنا بلقيس ملكة سبأ"، واستطرت قائلة إنها تشعر بالقلق والتوتر تجاه تلك الشخصية، بالرغم مِن أنها تستمر في البروفات حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي.
وأشارت إلى أنها تتمنّى أن يحظى العرض باستقبال وردود فعل جيّدة، خاصة أنها تتمنّى تقديم عمل جاد ومحترم، في زخم الهبوط الاضطراري الذي تشهده الساحة الفنية.
وعن سر تحمّسها لتقديم هذه الشخصية على خشبة المسرح؛ صرّحت رغدة على هامش المؤتمر الصحفي أنها تنجذب للشخصية التاريخية، خاصة أن شخصية "بلقيس" شخصية فدائية ضحّت بنفسها من أجل الوطن، فضلا عن أن العمل يتضمّن العديد من الإسقاطات الاجتماعية والسياسية التي تمسّ الشعوب والمجتمعات العربية.
وعن كيفية استعدادها لتلك الشخصية، أكّدت أن الشخصية أرهقتها ذهنيا، مشيرة إلى أنها تستيقظ من النوم لمراجعة بعض الجُمل الحوارية، بل وتظلّ تُردّد بعض الجمل حتى تخلد إلى النوم.
أما المخرج أحمد عبد الحليم؛ فأكّد أن شخصية بلقيس لها مقومات خاصة تتوافر جميعها في الفنانة رغدة؛ سواء في الأداء أو الحركة؛ فهي الفنانة الأنسب لتقديم تلك الشخصية، مشيرا إلى أن المسرحية تتضمّن مجموعة من الشخصيات استطاع مؤلف العرض أن ينسج من كل شخصية أحداثا ومواقف.
وأشار عبد الحليم إلى أن ما جذبه للعمل هو ارتباط المسرحية بالواقع، فرغم أن النص يتكئ على الأسطورة اليمنية القديمة؛ فإنه يتعامل مع فكرة أن الإنسان في طموحاته ربما يصطدم بواقع أليم؛ وهو ما يجعله يخوض التجربة ويرحل إلى المجهول، معتقدا أن هذا المجهول هو الغاية التي يطمح أن يصل إليها.
وأضاف: "استغلّ المؤلف المناخ الأسطوري ليُقدِّم عملا مرتبطا بالواقع المعاش في بلادنا"، ولفت أحمد عبد الحليم النظر إلى أنه يريد تقديم رسالة تنويرية ثقافية للمتفرّج بطريقة فنية وبأسلوب سمعي وبصري يُحقّق المتعة العقلية والوجدانية، ويحوي لمحات كوميدية، كما يضمّ رقصات وأغنيات استعراضية، ويستخدم خيال الظل لعرض رحلة البشر إلى المجهول، اعتقادا منهم أنهم سوف يُحقّقون أشياء عظيمة فيصلون إلى الوهم.
مِن جانبه أشار الكاتب محفوظ عبد الرحمن -مؤلف العمل- إلى أن له تجربة سابقة من التراث اليمني عن سد مأرب بعنوان "احذروا"، والتي قُدِّمت من خلال المسرح التجريبي، وقال إن التراث اليمني تراث غني بالأساطير، وبلقيس تحديدا أسطورة مغرية جدا للكتابة، لأنها قصة دينية حقيقية.
وأضاف محفوظ: "الفكرة الأساسية التي كانت تلحّ عليّ هي أن الإنسان أقوى من كل الظروف، إلا إذا لم يصدق أو يقتنع بذلك نحن فقط نستسلم لوهم أن الآخرين أقوى، وأننا أضعف. والعرض يُقدِّم مجموعة مقهورة يتم دفعهم للسفر لمكان لا يريدون الوصول إليه؛ إذ إنهم مجبرون على الذهاب لخطبة الأميرة للملك رغم أنفها، وهي مرغمة على الزواج ورغم ذلك ينتصر العمل في النهاية لإرادة الإنسان".