أنا تعبان أوي.. قصتي بدأت في سنة ثانية جامعة، اتعرفت على بنت، وكان كل يوم العلاقة بتزيد بينّا؛ بس من الأول كنا مُعتبرينها أُخوّة، كنا بنتكلم في كل حاجة وأي حاجة تخصها وتخصني، وساعات كانت بتسألني على حاجات شخصية أوي تخصها، وكنا دايماً مع بعض؛ مع إنها مخطوبة، وخطيبها مش بيحبها تتكلم مع شباب خالص؛ بس هي كانت بتعمل كده من وراه بعلم والدتها ووالدها. ارتبطنا ببعض أوي، وحبينا بعض، وهي حبتني واتعلقت بيّ، وبتعمل كل حاجة علشان ترضيني، مافيش مرة قالت لي لأ على حاجة، وأنا كمان. المشكلة إن إحنا خلاص خلّصنا دراسة، وهي فرحها كمان أسبوع؛ بس إحنا كل يوم بنقرّب من بعض أكتر، مش بنعرف نبعد عن بعض ولو ساعة؛ بس مش عارف أعمل إيه بعد ما تتزوج، وأكيد هيبقى غلط كبير لو اتكلمنا مع بعض بعد كده؛ لأن جوزها مش راضي بحاجة زي دي، وأنا عارف إنها أكيد هتتكلم وتطلب تشوفني، وبحكم شغل زوجها هتكلمني كتير. أنا بجد مش عارف أعمل إيه، وكل ما أفكر إنها هتقعد أسبوع العسل مش هاسمع صوتها، باتعب نفسياً؛ بس هي بتقول لي هاكلّمك، ومش هاسيبك خالص؛ حتى لو إنتَ طلبْت تبعد عني، أنا مش هابعد عنك مهما كان. أنا نفسياً مش قادر، وعاوز أبعد ومش قادر.. يا ريت تدلّوني على الصح؛ خصوصاً إني اتعلقت بيها أوي، وهي أكتر بكتير مني. Etsh الصح هو أن "الحلال بيّن والحرام بيّن" يا عزيزي، واعذرني لو أخبرتك أنك لو وقفت مع ذاتك لحظة واحدة لاكتشفت الصح وحدك، دون حاجة لأي سؤال؛ بل إنك ما أرسلت الآن؛ إلا لأنك تعلم الصح تماماً. أرجو أن تعذرني مرة أخرى عندما أسألك: ما هذا التسيّب؟ ولن أزيد على هذا برغم رغبتي الشديدة؛ كي تفيق.. فتاة مخطوبة وائتمنها شاب على اسمه؛ تمهيداً لتُصبح زوجته؛ فتتسلل من ورائه لتتكلم مع شاب في "كل حاجة" حسب تعبيرك؟! وما نوعية أهلها الذين يشجّعونها على أن تفعل ذلك دون معرفة خطيبها؟ قد أتفهّم أن ترفض الفتاة أن تتنازل عن أصدقائها أو معارفها عند الارتباط؛ ولكني أتوقّع منها أن تكون أمينة مع ذاتها ومع من ارتبطت به، وأن تملك الشجاعة بما يكفي لتخبره بأنها لا تستطيع التنازل عن أصدقائها؛ فتعطي لخطيبها الخيار؛ فإما أن يتقبّلها كما هي، وإما أن يتركها ويبحث عمن يتفق معها؛ أما أن تخدع شريك حياتها هكذا قبل الارتباط؛ فماذا ستفعل بعده؟ وأنت، كيف ترضى لنفسك الاعتداء على حقّ شاب آخر بهذا الشكل؛ بأن تكون صديقاً لخطيبته دون رغبته وموافقته؟ بل أن يكون ما بينك وبين خطيبته متحرّر من كل قيود؛ لدرجة حديثكم في كل شيء! ثم لم تكتفيا بأن تخونا هذا الشاب وهي لم تصبح زوجته بعد؛ بل تخططان لذلك بعد زواجها، وبعد أن تصبح في عصمة رجل، وبعد أن يعطيها اسمه؛ فتدور من ورائه لتُكلّم صديقها! عزيزي ألم تسأل ذاتك وتسألها: لماذا ترتبط بهذا الشخص من الأساس؟ ألِتتقرب منك أنت في النهاية، وكلك لوعة في الحديث عنها، وكل اللوعة والإصرار والاشتياق الذي تنقله عن لسانها بوعدها لك أنها لن تتخلى عنك بل ستتصل بك وتقابلك أيضًا من خلف زوجها؟ ألا يعني هذا أن مشاعركما أبعد ما تكون عن الأخوّة؟ وأنه من الأوْلى أن ترتبطا في العَلَن وفي الضوء دون أن تخدعا رجلاً لا ذنب له سوى أنه أراد أن يتزوج ويكوّن أسرة. عزيزي ما يحدث هذا خطأ؛ بل يمكن أن يجرّ عليكما ما هو أسوأ؛ فتتحول هي إلى خائنة فعلاً، وتتحول أنت إلى رجل يعتدي على حُرمات غيره. أوقفا هذه المهزلة؛ فإما أن تترك هي هذا الشاب وترتبطا سوياً، وإما أن تبتعد عنها تماماً؛ بل وتغيّر هاتفك وكل وسائل الاتصال بك؛ لتعصم نفسك من السقوط في الخطأ؛ إن كانت هي لا تريد ذلك.. ورحم الله الزوج المخدوع الذي يدور كل هذا خلف ظهره.