تقدَّم مجموعة من العلماء الهولنديين خطوات باتجاه تحسين مكافحة الترسبات الجيرية في الأسنان؛ حيث اكتشفوا بنية الإنزيم المسئول عن إطلاق البكتيريا المكوّنة للجير، ويجعل الجراثيم تلتصق بالأسنان وتتراكم فوقها. وأكّد العلماء في دراستهم التي نشروا نتائجها أمس (الأربعاء) في مجلة Proceedings التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم أن هذا الكشف سيُساعد في التوصّل إلى مثبطات لهذا الإنزيم لمنع البكتيريا من تكوين الجير في الأسنان.
كما قام العلماء باستخلاص الإنزيم المسمّى "جلوكانسوكريس" من أحد الأحماض اللبنية في الفم واللعاب، ثم توصّلوا إلى معرفة بنيته ثلاثية الأبعاد، ويتكوّن نفس الإنزيم من بكتيريا Streptococcus mutans (ستريبتوكوكوس موتانز)، والتي تعتبر أحد المسببات الأساسية لتسوّس الأسنان.
وهذه البكتيريا مسئولة عن تحويل سكر السكروز الذي يتناوله الإنسان في غذائه إلى مادة الجلوكوز السكرية، أو مادة الفركتوز قبل أن يتم ربط جزيئات الجلوكوز في سلسلة تمكّن البكتيريا من الالتصاق باللثة.
وأوضحت بنية الإنزيم التي كشف عنها العلماء أن إنزيم "جلوكانسوكريس" يمتلك مركزا واحدا نشطا فقط يتم فيه تحليل السكروز ودمجه في سلسلة من جزيئات الجلوكوز، وذلك خلافا لما كان يعتقده العلماء حتى الآن.
كما أظهرت الدراسة أن المركز النشط لهذا الإنزيم يكاد يتطابق مع المركز النشط لإنزيم "أميلاز" الموجود في اللعاب والمسئول عن تحليل سكر النشا في غذاء الإنسان.
وأكّد العلماء أن هذا هو السبب وراء فشل المحاولات العلمية التي تمت حتى الآن لتطوير مثبط لإنزيم "جلوكانسوكريس"، وأن المواد الفعّالة التي طوّرت حتى الآن كانت تثبط إنزيم "أميلاز" أيضا، وهو الإنزيم الضروري لعملية الهضم.
وتوقّع العلماء أن يساعد هذا الكشف في تطوير مثبط يعلق في إنزيم "جلوكانسوكريس" ويوقف نشاطه، مؤكّدين أن الكشف عن بنية هذا الإنزيم تساعد على تطوير هذه المادة المثبطة التي يمكن إضافتها فيما بعد لمعجون الأسنان أو حتى الحلويات لمنع إلحاق السكر أي ضرر بالفم.