الحقيقة أنا مش عارفة اللي هاقوله ده يعتبر مشكلة ولا لأ؛ بس هي بالنسبة لي مشكلة لأنها اتكررت أكتر من مرة. أنا بنت -إلى حد ما- مثيرة لاستفزاز أي واحد يعرفني! يمكن عقلي، يمكن شكلي، يمكن طريقتي؛ وده طبعاً بيسبب لي قلق كبير لأن كل حد أعرفه بيكون مُصِرّ إنه يكون دايماً على اتصال أو علاقة بيّ.
مشكلتي بقى إني بادوّر على الاهتمام والحب ومش لاقياه.. اتعرفت على واحد بالصدفة، كان دايماً مُصِرّ إني أكلّمه وباحسّ إنه بيدوّر عليّ برغم عدم اهتمامي.. مرة اتكلمنا عن مواصفات الراجل اللي عاوزاه، وفجأة لقيته بيقول لي: أنا عاوز أتجوّزك.
ولأني مش باثق في العلاقات السريعة، وعلاقات النت بالأخص، ماصدقتهوش، وفضلت حوالي شهر مش مستوعبة إزاي واحد لا عرفني ولا عرف أهلي ولا أصلي يطلب الارتباط بيّ.
أنا كمان شكاكة بطبعي، ودوّرت وراه في كل مكان: فيس بوك، إيميله، المواقع المشترك فيها، مكان شغله.. ولقيته حد بسيط وسهل إني أشكّله زي ما أنا عاوزة، ولقيت إنه طيب وابن حلال.
قلت له إني دوّرت وراه؛ فبعدها قطع فترة، وحاولت أتّصل بيه وحاولت أكلّمه، رفض.. ورجع لوحده بعد يومين، وقال إنه كان عنده عذره.
ورجع تاني يتكلم في الخطوبة والارتباط، وبقيت مش فاهمة هو بيتكلم بجدّ ولا بيجرّني بكلمة خطوبة زي الشباب ما بيعملوا.. وقال لي إنه بيحبني، وطلب مني إني أسمع الكلام وأبقى مطيعة ما دام مش بيطلب حاجة غلط، وأنا وافقت وقلت له إني كمان متعلقة بيه.
المشكلة إنه فجأة قطع كلامه تاني، وبقاله حوالي أسبوعين ولا بيردّ عليّ ولا على رسايلي، وحتى إضافتي على الفيس مسحها؛ لدرجة إني بقيت هاتجنن، ومش فاهمة.. أنا لا اتنازلت ولا قصّرت في نفس الوقت.. بقيت مش فاهمة فيه إيه: سوء اختيار؟ ولا فيّ حاجة غلط؟ ولا طبعي حادّ؟
والغريب إنهم شخصيات مختلفة، وطريقتي في التعامل معاهم برضه مختلفة.. إزاي اجتمعوا على نقطة واحدة، وهي البعد فجأة من غير سبب؟
مع العلم إني مش معقدة، يمكن شوية غيورة وشكاكة؛ لكن مش سيئة.
Don't .stop
صديقتي العزيزة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هل تسمحين لي أن أوجّه لك بعض الأسئلة، آملة أن يتّسع لي صدرك في قبول هذه التساؤلات والإجابة عنها بموضوعية؛ خاصة وأنا أرى أنك قَبِلت أن تنعتي نفسك ب"الاستفزازية"؛ فهذا يشير إلى أنه لا مانع لديك من رؤية نفسك ونقدها؛ حتى نرى ما يعيق التواصل مع الجنس الآخر.
حسب اعتقادي؛ فأنا أرى أنك لم تذكري أية مشكلات في التواصل؛ إلا مع من يقترب منك، وتشعرين أنه يلمح للارتباط بك؛ فلا أستطيع هنا أن أقول إنك شخصية شكاكة بوجه عام؛ لكن شيئاً ما يؤثر في تقبّلك لتقرّب شخص منك للزواج؛ لذا تعالي معي نطرح الأسئلة، ونحاول أن نرى معاً ما تعنيه الأسئلة لمساعدتك على الإجابة ورؤية نفسك:
1- بداية، هل لك مفهوم عام حول الرجال؛ أنهم خوَنة ونيتهم دايماً وحشة؟ كلهم بيحبوا يتسلوا ويضيّعوا وقت؟ وإذا كان الأمر كذلك فمن أين أتى لك هذا المفهوم؟
من أسلوب التربية والتنشئة؟ كأن كنت مبكراً تتلقين التحذيرات والتنبيهات حيال التعامل مع الأولاد، بشكل كان يرعبك ويخيفك مثلاً؟ أم كنت تستمعين بشكل غير مباشر إلى قصص الخيانة من الرجال، أو لعبهم بالبنات؟
و"بشكل غير مباشر" تعني أن تستمعي لحديث أشخاص من الأسرة دون أن يكون الحديث موجّهاً لك؛ لأن هذا النمط من الاستماع يكون عاملاً أساسياً في تكوين المخاوف؛ لأن الذي يسمع هنا يسمع بشكل سلبي فتدخل إليه المعلومة كما هي وتترسخ في عقله.
هل لديك مشكلة في العلاقة بينك وبين والدك أو أشقائك من الذكور مثلاً؛ بحيث تنطوي نفسك على مفاهيم سلبية للجنس الآخر؟ أم أنك شخصية قلقة بوجه عام، وما نراه في هذا الزمان من تراجع للقيم الدينية والأخلاقية يُرسّخ عندك هذه المفاهيم، أم كل هذه الأشياء مجتمعة؟
بالطبع هذه الأسئلة هي محاولة للتعرف على دوافع الشكّ لديك؛ لأن معرفة الدوافع دائماً تُشكّل العامل الأساسي لتعديل أي سلوك غير مرغوب فيه.
2- والآن دعينا نتأمل هذه الأسئلة التي تهدف إلى رؤيتك لنفسك أثناء تواصلك مع الآخر:
- هل أنت حساسة جداً لأي نقد؛ بحيث يظهر ذلك في تعبيرات وجهك وإيماءاتك؟
- هل تحاولين دائماً قراءة ما بين السطور؛ بحيث يبدو عليك عدم الإنصات للكلام المباشر؛ بل تُوَجّهين أسئلة تستفزّ من يتحدث معك؛ لأنها تُشعره أنه مراقب أو قيد التحقيق؟
- هل يبدو عليك الإصرار على رأيك والتحدي والعناد؛ يعني بيتقال عليك "رأسك ناشفة"؟
- هل تميلين إلى السيطرة؛ خاصة وأنك ذكرتِ جملة تشير إلى ذلك، وتشير إلى ما يعجبك في الرجل "ولقيته حد بسيط وسهل إني أشكّله زي ما أنا عاوزة"؟ فهل هذا ما يعجبك في الرجل أن تُطَوّعيه على رغبتك وتشكّليه حسب رؤيتك؟
- هل تصارحين مَن أمامك بكلام يشير إلى أنك نابهة في التقاط خبايا الصدور، وتستطيعين معرفة ما يُفَكّرون به حتى ولو لم يصرّحوا به؟
- هل تواجهين الآخرين صراحة بشكوكك ومخاوفك؛ خاصة وأنك صرّحت لهذا الشاب الذي ذكرتيه بأنك تلصّصت عليه؟
والآن دعينا نحاول معاً أن نصل للحل:
1- ابدئي بأن تعكسي الموقف؛ أي أنت من يشكّ فيه الطرف الآخر؛ بحيث تكون كل النقاط السابقة التي تصف نمط تواصل الشخص الشكّاك موجّهة لك أنت: اغمضي عينيك واسترخي تماماً وتخيّلي الموقف.. كيف تتصرفين مع هذا الشخص الشكاك؛ خاصة لو كنا نتكلم عن ارتباط وعِشرة عمر.. هتختاري إيه من التلاتة؟
- أنسى الموضوع وأقطع صلتي به نهائياً.
- أعمل نفسي مش واخدة بالي وأخوض التجربة.
- أتجوّزه وأنا عارفة إنه صعب أغيّره، وفي الغالب الموضوع هينتهي بالفشل.
2- اعرفي ماذا يحبّ الرجل في المرأة:
- الرجل يريد الكثير من المرأة؛ لكن في أحد استطلاعات الرأي تبيّن أن الرجل يحب المرأة المرحة، خفيفة الظلّ، التي تُخفّف أعباء الحياة.. وهذا لا يتّفق مطلقاً مع الشك الذي يفتح الباب على مصراعيه لشيطان النكد.
- الرجل لا يحب أن تواجهه الزوجة بكذبه؛ حتى لو اضطر أن يكذب ليرضيها.. فالزوجة اللي بتعمل ناصحة وكاشفة جوزها، لا تدري أنها تُخرّب ديناميكية هامة في العلاقة، وهي عدم التصريح اللفظي بأنني أحبك وأغفر لك على علمي بكذبك؛ فهو يعرف أنها تعرف؛ لكن لا يحبها أن تصارحه أنها تعرف.
- الرجل يريد المرأة الودودة، حلوة اللسان، ليّنة الطباع؛ فالحدة في الطباع تُنَفّر الرجل.
- الرجل يريد من المرأة الحب، لا أن تشعره بأنها لا تثق به، والثقة تسبق الحب؛ فمن لا تثق بي لا أمل في أن تحبني.
- ويريدها ذكية، والذكاء أن تفهم الكثير وتُفصح عن القليل، وأنتِ كما يبدو تُفصحين عن الكثير.
عزيزتي، المرأة الشكاكة كالمحقق بالنسبة للرجل، والرجل بطبيعته أحياناً لا يتكلم كثيراً، ويخفي بعض الأمور؛ فمن تُحقّق معه -حتى ولو كانت زوجته- سيشعر معها باقتحام شديد لذاته ورجولته.
3- إذا كنت تخافين من الشباب في هذا الزمان؛ فلا بأس أن تسألي وتتحرّيْ جيداً، وهذا أمر طبيعي لأمور الارتباط، والأفضل أن تُطلعي أسرتك مُبَكراً على هذه الأمور؛ لكن احذري الإنصات للشكّاك من أسرتك؛ لأنه سيزيد الأمر تعقيداً، وأعطِ نفسك الفرصة الكافية للتعرّف على الطرف الآخر؛ لكن بعلم الأسرة.
4- اطمئني أن حرصك على طاعة الله في كل تصرفاتك، سيكون لك طوق النجاة من مكر الآخرين؛ فخذي بالأسباب وتوكّلي على الله.