السلام عليكم.. لأول مرة في حياتي أتحط في موقف وأحس إني مترددة في اختيار أي قرار.. أنا فتاة عندي 20 سنة في كلية من كليات القمة متفوقة في دراستي والحمد لله.. أنا مخطوبة من حوالي شهرين مشكلتي هي خطيبي، أنا أول ما اتقدم لي اتشديت له جدا، وشفت فيه فتى أحلامي وحمدت ربنا إنه كرمني بيه وهو كان كويس معايا، وأنا بصراحة كنت بدأت أستلطفه بس في مرة كنا خارجين مع بعض قال لي كلام جرحني جدا جدا بجد مش قادرة أنساه لحد دلوقتي ومش قادرة أسامحه على اللي قاله ومن ساعتها وإحنا بنتخانق أكتر ما بنتصالح بجد رغم إننا مخطوبين من شهرين بس كل الذكريات اللي بيننا خناق، المشكلة إن مشاعري اتغيرت 180 درجة وكل يوم أصلي صلاة الاستخارة وأقول هاديله فرصة ويقول لي مش هاعمل حاجة تضايقك تاني وبرده نرجع نتخانق تاني.. أنا مش عارفة أعمل إيه؟؟ بافكر إني أسيبه خصوصا إني بدأت أحس إن تفكيرنا مش واحد ونظرتنا للأمور مش واحدة وفي نفس الوقت خايفة أظلمه معايا بس برده لو فضلت كده أبقى باظلم نفسي وباظلمه هو كمان أنا أعطيت له فرص كتير أوي حاسة إني رسمت صورة ليه في الأول بس من كلام الناس عنه (لأني ماكنتش أعرفه قبل كده) عن تدينه وأخلاقه وطيبته وإلخ لكن مع الوقت الصورة بدأت تختفي وتروح لحد مابقتش شايفة أي ملامح فيها.. أنا دلوقتي مابقتش طايقة أكلمه واليوم اللي بيجيلي فيه بابقى عايزة الأسبوع كله ييجي إلا اليوم ده مابقتش طايقة أقعد معاه مش متخيلة إزاي هيكون جوزي وأنا مش طايقاه وصدقوني حاولت كتير إني أقول له على الحاجات اللي بتضايقني بس بالاقيه يقول لي حاضر مش هاعملها ويرجع تاني يعملها ويقول لي كلام يجرحني ودايما يقارننا بناس صحابه مخطوبين وأنا ما أحبش حد يقارني بحد تاني.. أعمل إيه؟؟ marwa الأخت العزيزة.. نهنئك أولا على تفوقك وندعو لك باستمرار التفوق في الدراسة وأن يرزقك الله الهدى عند الاختيار والتوفيق في مسالك ودروب الحياة. وها أنت تواجهين أولى تلك المواقف وعليك اتخاذ قرار لن يحسمه سواك؛ قرار يتعلق بمصير استمرار خطبتك لشاب توسمت فيه فتى الأحلام الذي جاء من بعيد ليخطفك على صهوة جواده الأبيض. من منا ينال ما يتمنى، وقد عودتنا الحياة أن تمنحنا لحظات قلائل من الفرح والسعادة؛ قبل أن نفيق فجأة ونكتشف أننا كنا نعيش وهما كبيرا نستمتع فيه بلحظات سعادة زائفة، لا نجدها إلا في عالم الأحلام التي تتسرب من بين أيدينا كالماء. كان هذا حلمك الأول فقط؛ وستتوالى تلك الأحلام حتى يتجسد أحدها أمام عينيك يوما ما. صديقتي... لا تشعري بصدمة بعد أن سقط القناع ليكشف عن الوجه الحقيقي لصاحبه؛ وكما قلت فإن كلام الناس ليس كافيا كي يعتد به في مثل هذه الأمور دون تمحيص. وكما يقال "تعرف فلان؟ آه أعرفه.. عاشرته؟ لأ.. تبقى ما تعرفوش". لهذا جرى العرف على أن تكون هناك فترة خطبة ليست بالطويلة أو القصيرة؛ تلك الفترة الاختبارية التي يتعرف كل طرف خلالها على طباع الآخر وعاداته وسلوكياته في مختلف المواقف. وغالبا ما يتحرك منحنى هذه العلاقة الإنسانية من صعود إلى هبوط مرورا بنقاط خلاف أو اتفاق. وبناء عليه تتحدد وجهتها سواء بالاستمرار أو بالتوقف. الأمر بمنتهى البساطة أنك بعد فترة من الخطبة على الرغم من قصرها؛ أتيحت لك فرصة للاحتكاك بهذا الشخص عن قرب ومعرفته دون مؤثرات خارجية ككلام الناس وخلافه؛ ظهرت ملامح شخصيته الحقيقية أو بمعنى آخر سقط عنه القناع واختلفت الصورة التي رسمتها له في خيالك؛ فليس هو ذلك المتدين الخلوق الذي يكترث لمشاعرك أيما اكتراث. وماذا في هذا.. اكتشفت أن آراءكما وطباعكما لا تتفق؛ ومع هذا فقد أعطيته فرصا -وليس فرصة- كي يصلح من مساوئه ويتجنب مسببات الخلاف بينكما بعد أن شرحتِها ولكنه أبدا لا يفي بوعوده. صديقتي... لا تظلمي نفسك ولا تظلميه أكثر من هذا؛ فقد حاولت جاهدة تخطي كل هذه العقبات دون جدوى حتى توقفت مسيرة علاقتكما أمام جدار شاهق من الخلافات لا يمكن تخطيه. عليك أن تعجلي بإخباره صراحة أنه ليس مقدرا لكما الاستمرار سويا، وأن هذا أفضل له؛ لانعدام وجود صيغة للتفاهم المتبادل واختلاف الطباع؛ وهذا لا يعيب أيا منكما في شيء. وفقك الله إلى ما فيه الخير ورزقك بمن تستحقين.