أنا إنسان كان عنده قلب، وبعدين اللي بحبها سابتني، وبتقول لي ظروف قوية وإن أهلها أقوى منها واتخطبت لحد تاني, وبعدين الخطوبة اتفسخت -بس مش علشاني- لسبب ما, ورجعت تكلمني تاني من جديد؛ فأنا مش عارف أعمل إيه؟ صحيح أنا لسه بحبها "بس أنا خايف" من إنه يحصل تاني وتسيبني, وبعدين أنا مش عارف هي رجعت تكلمني علشاني ولا عشان ما فيش حد تاني في حياتها دلوقتي. Ray hero
أقدّر مشاعرك، وأتعاطف معها، كما أتفهّم حيرتك والتي أعتقد بشدة أن سببها هو حبك لفتاتك وغضبك في نفس الوقت مما اعتقدته إهانة لكرامتك عندما وافقت على خطبتها لشخص آخر. فإذا كان هذا يا صديقي هو حالك؛ فنحن إذن متفقين أنك تحمل لها مشاعر قوية؛ وإلا لما كنت اهتممت بها، ولما عدت للحديث معها؛ ذلك الحديث الذي تبيّنت من كلماتك أنه مقدمة لعودة الود القديم بينكما. لكنك خائف، ومعك حق أن تتركك مرة أخرى إذا تقدم لها شخص آخر وضغطت عائلتها عليها، وسؤالي لك: هل هناك ما يمنع من أن تتقدم لخطبتها وتكون العلاقة بينكما في النور وتحميها في نفس الوقت من ضغط أسرتها عليها، وتعفيها أيضاً من الشكوك التي لابد أن تدور في ذهنها حول مدى جدّيّتك، ومدى رغبتك فيها كشريكة للحياة ورفيق في الأوقات السارة والصعبة؟ هل حاولت أصلاً أن تجسّ نبض أسرتك، وتعرف رأيهم في ارتباطك بهذه الفتاة أو بغيرها؟ هل فاتحت فتاتك نفسها برغبتك في الزواج بها؟ أم أنك اكتفيت فقط ببثها حبك ومشاعرك والتأكيد "بالكلام" أنك تحبها وقلبك لا يملكه سواها. إذا كان هذا هو حالك معها؛ فدعني أؤكد لك أنها حتى لو تحبك وتشعر أنك إنسان مناسب لها؛ لكنك لم تفاتحها في الارتباط الرسمي والجاد؛ فتأكد أنها ستستجيب لأي ضغوط من أسرتها للارتباط بأي خاطب جديد لأنها بالتأكيد تدرك أن من يحب؛ يرغب في أن يعيش مع رفيقه طوال العمر وهي لم تر منك تلك الرغبة. أما إذا كنت قد تقدمت لها أو تستطيع الآن الارتباط الرسمي بها؛ فيبقى أمامك الإجابة على سؤال: هل تحبك أم أن عودتها بسبب شعورها بالفراغ العاطفي؟ وبالطبع لن يستطيع أحد أن يجيب على هذا السؤال سواها؛ لكن متاح لنا الآن ونحن نتحدث معاً أن نفترض أسوأ الافتراضات من وجهة نظرك؛ ألا وهو أن عودتها كانت فراغاً عاطفياً وليس حباً لك؛ لكن الحقيقة التي اتفقنا عليها أنك تحبها، وهذا الحب يفرض عليك مسئولية كبيرة إذا كان صادقاً وحقيقياً بالفعل؛ فهو يفرض عليك أولاً أن تبرهن عليه بواقع ملموس يطمئنها ويشعرها بجدّيّتك، ويفرض عليك ثانياً أن تحاول أن تجعل مشاعرها متبادلة معك، وهذا -صدقني- ليس صعباً حتى لو لم تكن تحبك؛ فإن عودتها إليك تعني بشدة أنها تحمل مشاعر إيجابية تجاهك، وقد افترضنا أسوأ الفروض؛ وقد تكون هذه المشاعر حباً تخشى أن يورّطها في علاقة تندم عليها وتضيع عمرها معه كما تسمع ونسمع دائماً. صديقي.. إذا كنت تحبها فارسم مستقبلك معها بشكل واقعي تقبله هي وتقبله أسرتها، أما إذا كنت تشعر بالعكس، وأنك لن تستطيع أن تغفر لها خطبتها لآخر، وأن مشاعرك تجاهها لا تصل للحد الذي يجعلك تمنحها فرصة أخرى فلا مفر من محاولتك النسيان ومحاولتك الجادة بالابتعاد، متأكداً في قرارة نفسك أنك لم تحبها، وبالتالي كان معها الحق في البحث عن مستقبلها مع من ظنت هي أو رأت أسرتها أنه قد يوفر لها الأمان.