ندّد كلاوس فوفورايت -عمدة برلين- بالاعتداءات التي تستهدف مؤسسات اسلامية، واعتبر أن إضرام النيران وتدنيس المساجد ليس من طبيعة المجتمع الألماني. جاء ذلك بعد الهجوم الذي شنّه مجهولون مسلحون بموادّ حارقة على مؤسسة إسلامية بالعاصمة الألمانية برلين أمس (الخميس)، وذكرت الشرطة أنه تم إلقاء عبوة تحتوي مواد حارقة على واجهة مركز ثقافي إسلامي، تابع لإيرانيين في حي تيمبلهوف.
كما تعرض مسجد "النور" بحي نويكولن في برلين لهجوم مماثل قبل أيام قليلة، وتعرّض كذلك مسجد "سيهيتليك" -أكبر مساجد العاصمة الألمانية- لأربع هجمات مماثلة خلال العام الجاري.
وأعرب عمدة برلين عن أمله في أن "تلقي الشرطة الألمانية القبض على الجناة، وتضع حدا لهذه الهجمات"، مضيفا أن "مدينة برلين بحاجة إلى جوّ أكثر تسامحا وانفتاحا مع جميع الديانات؛ ليتمكن الجميع من العيش في سلام"، مؤكدا ضرورة "الدفاع على هذا المبدأ بكل الوسائل القانونية".
وفي نفس السياق عقد توماس دي ميزير -وزير الداخلية الألماني- اجتماعا في بون مع مجموعة من الأئمة المسلمين، بحث معهم فيه سبل التعاون المشترك؛ باعتبارهم همزة وصل بين المسلمين في البلاد -حيث يتمتعون بتأثير ديني وأخلاقي عليهم- وبين المجتمع الذي يعيشون فيه.
ويعدّ هذا هو اللقاء الأول من نوعه بين الجانبين، ويهدف -كما ذكرت وزارة الداخلية في بيان لها- إلى التعارف، والبحث في مشروع الحكومة و"مؤتمر الإسلام"، الذي يهدف إلى تعليم وتأهيل أئمة المساجد الحاليين، وصولا إلى تخريج أئمة مسلمين وُلدوا في ألمانيا.
وينتمي الأئمة الذين حضروا الاجتماع إلى مختلف الاتحادات والروابط الإسلامية المشارِكة في "مؤتمر الإسلام"، الذي تأسس في عام 2006 ليكون ساحة حوار شاملة على مستوى حكومي رسمي؛ بهدف رعاية العلاقات بينها وبين المسلمين.
ويهدف المؤتمر عموما إلى تحسين اندماج المسلمين في المجتمع الألماني، في إطار القوانين المتعلقة بالدين وبالدولة. ويعمل في ألمانيا نحو 2000 إمام تنحدر غالبيتهم من تركيا؛ لوجود نحو ثلاثة ملايين تركي في ألمانيا.