السلام عليكم.. أنا أول مرة أبعت مشكلة ونفسي أعرف ردّها بوضوح ويا ريت ماتتأخروش عليّ في الردّ لو سمحتم. أنا راجل متزوج من حوالي سنة وبحب زوجتي جداً، وربنا رزقني منها بطفلة جميلة وبحبها جداً. اتعرفت على زوجتي في فرح أختي قبل خمس سنوات هي من محافظة بعيدة غير اللي أنا فيها، وبعد ما اتعرفت عليها اتعلّقت بيها، وبصراحة والدتي هي اللي علّقتني بيها أكتر، وأنا وافقت، والحمد لله واتجوّزتها، وشايفها أجمل وأطيب إنسانة شفتها؟ لكن أنا من صغري في مراحل الطفولة، كنت متعلق ببنت من بلدنا، وكنت بحبها، وفضلت أحبها من طرف واحد؛ لحدّ ما شُفت زوجتي، فنسيتها نهائي وشيلتها من حياتي بعد ما خطبت واتجوّزت. المشكلة إن البنت دي أوقات بتيجي على بالي، مش عارف ليه، وكمان في بعض الأوقات في فترات متباعدة باحلم بيها، وبابقى نفسي ماصحاش من النوم. مش عارف أعمل إيه في المشكلة دي؛ مع إني والله بحب مراتي جداً، وماعنديش استعداد أعيش من غيرها، ومش هالاقي زيها أبداً. أنا عايز أتخلص من صورة حبيبتي الأولى، ومش عايزها تيجي على بالي أو أشوفها في الحلم، عشان ممكن أكون كده باخون مراتي.. عايز أعرف طبيعة الأحلام والتهيؤات دي، وأريد حل نهائي لها. Hosam من الواضح أنك شخصية مرهفة، ولديك قابلية عالية للإيحاء، ولقد نجحتْ والدتُك في التأثير عليك، فتركت حبيبتك التي ظللت تحبها من الطفولة إلى ما بعد الرشد، وهي سنوات طويلة عِشت تحلم فيها بهذه الفتاة، وتمكّنَت من جوارحك؛ ولذلك من الصعب نسيانها بسهولة؛ لأنك ما تزال تفكّر فيها، وتحلم بها في نومك. إنك بعقلك مقتنع بزوجتك؛ بما لها من صفات حميدة نجحت والدتك في إقناعك بها؛ ولكن مشاعرك مع فتاتك الأولى، ودرجة اقتناعك بزوجتك وسعادتك معها لم تنجح في إزاحة الأولى من مشاعرك، إنك تحاول إرضاء العقل على حساب القلب وهو جهاد مشروع؛ خاصة أنك قد تزوّجت واقتنعت بزوجتك؛ فهو زواج العقل والمنطق وليس زواج القلب والمشاعر، وبما أنك قد اخترت العقل؛ فإن هذا العقل يحكم بأن تنسى فتاتك وتعتَبِر أن التفكير فيها خيانة لزوجتك التي اقتنعْت بها. لقد أحببت هذه الفتاة من طرف واحد، ولم تعِش معها في الواقع أيّة لحظة جميلة؛ ولكنها الأحلام التي هيّأت لك المتعة واللذة، واستقرّت الفتاة بالأحلام في خيالك الذي صنعته بنفسك، ودائماً الأحلام سهلة وجميلة، ولا ينجح الواقع -مهما كان جميلاً- في الوصول إلى درجة جمالها. ولو أنك عشت تجارب حية مع هذه الفتاة من تبادل المشاعر أو المصارحة بالحب والمقابلات وغير ذلك؛ مما يفعله الشباب؛ لكُنت عرفت شيئاً من عيوبها، وما تمكّنَت من مشاعرك لهذه الدرجة. إنك تعشق الخيال، والخيال يمكن أن يطرده تمسّكك بالواقع الجميل الذي تعيشه مع زوجتك التي لم تُمكّنها من مشاعرك؛ برغم صفاتها الحميدة؛ لأن هناك خيالاً يزاحمها في تلك المشاعر. عليك أن تقترب أكثر من زوجتك، وتُكثر لها من كلمات الحب، وعندما يخطر على بالك طيف تلك الفتاة، استعذ بالله من الشيطان الرجيم الذي يريد أن يُفسد عليك حلالك ويجرّك إلى نسيان نعمة الله؛ عليك بتلك الزوجة الرائعة كما تقول؛ عليك أن تتذكر الواقع السعيد الذي تعيشه بالفعل، وتنسى ذلك الخيال المريض الذي يستنفد طاقتك فيما لا طائل وراءه. حاول أن تنظر إلى هذه الفتاة نظرة نقدية بعقلك، تُقارن فيها بين عيوبها ومزايا زوجتك.. من المؤكد أن فيها عيوباً؛ فابحث عنها وضعها أمام عينيك حتى يمكنك التخلّص من طيفها الذي يؤرّق ضميرك. وتذكر أنه مع تكرار هذا الطيف وتلذّذك به قد يزلّ لسانك في اليقظة، أو أثناء النوم، وتعرف زوجتك، ويحدث ما لا يحمد عقباه، ويتحقق للشيطان مأربه، ويتصدع بيتك السعيد، وتنهار أسرتك الجميلة لا قدر الله.
عليك أن تُطيل التفكير في مزايا زوجتك وتتحدث معها، وعنها، تذكّر دائماً الأوقات الجميلة التي تعيشها معها، والبيت السعيد الذي نجحتما في تشييده، وبذلك تتمكن من طرد ذلك الخيال الشيطاني اللعين الذي يؤرّق ضميرك ويهدّد بيتك السعيد.