اتّهم "ميليس زيناوي" -رئيس الوزراء الإثيوبي- مصر باحتمال لجوئها إلى العمل العسكري ضد بلاده؛ بسبب الخلاف القائم بين الطرفين حول مياه النيل، مؤكداً أنها -أي مصر- تدعم جماعات متمرّدة ضد نظام الحكم في أديس أبابا، وهو الأمر الذي أثار دهشة القاهرة، التي اعتبرت تلك الاتهامات عارية من الصحة. وقال "زيناوي": "إن مصر لا يمكنها أن تكسب حرباً مع إثيوبيا على مياه نهر النيل، وإنها تدعم جماعات متمردة في محاولة لزعزعة استقرار البلاد". وأضاف: "لا أخشى أن يغزو المصريون إثيوبيا فجأة، فلم يعِشْ أحد ممن حاولوا ذلك قبلا ليحكي نتيجة فعلته، ولا أعتقد أن المصريين سيختلفون عمن سبقهم، وأعتقد أنهم يعلمون ذلك". وفي المقابل أعربت مصر عن دهشتها وأسفها بسبب هذه التصريحات، وقال السفير حسام زكي -المتحدث باسم وزارة الخارجية- في بيان له: إن ما يثير الاستغراب هو حديث "زيناوي" عن مواجهة عسكرية بين البلدين بشأن المياه. وأكد أن موقف القاهرة معروف ومعلن، وهو أنها لا تعتبر الحرب خيارها، وأن سياستها تستند إلى الحوار والتفاوض والتشاور، واللجوء إلى القانون الدولي والحقوق المكتسبة للدول. وأضاف أن الاتهامات التي تضمّنتها تصريحات "زيناوي" بشأن استغلال مصر لمجموعات متمردة ضدّ النظام الحاكم في إثيوبيا، هي اتهامات عارية من الصحة، مؤكدا حرص مصر على تمكّن النظام في أديس أبابا من توفير الأجواء المناسبة، التي تحول دون استفادة أي طرف من وجود هذه الجماعات. وأعرب "زكي" عن أسف بلاده لإقدام بعض الدول -وفي طليعتها إثيوبيا- على استباق نتائج الحوار، من خلال التوقيع على مسوّدة الاتفاق الإطاري غير المكتمل، قبل التوصل إلى التوافق المنشود بشأن اقتسام مياه النيل. ومن جانبه أبدى وزير الخارجية أحمد أبو الغيط -خلال زيارته لأبو ظبي- دهشته للّغة التي استخدمها "زيناوي"، قائلاً: "إن مصر لا تسعى لحرب، ولن تكون هناك حرب". يُذكر أن دول حوض النيل التسع -ومن بينها مصر وإثيوبيا- تجري محادثات منذ ما يزيد على عشر سنوات؛ لتسوية الخلافات حول اقتسام مياه النيل، حيث ترى بعض الدول أنها تعرّضت للظلم في اتفاقية سابقة وُقّعت عام 1929. لكن في مايو الماضي وقّعت إثيوبيا وأوغندا وتنزانيا ورواندا وكينيا اتفاقية جديدة، مناقضة للاتفاقية السابقة بشأن مياه النيل، التي أُبرمت عام 1929، وتعدها هذه الدول ظالمة لها. وبموجب اتفاقية 1929 تحصل مصر -التي ستواجه نقصاً في المياه بحلول 2017- على 55.5 مليار متر مكعب سنويا، وهو نصيب الأسد من المياه المتدفقة في النيل، والبالغة 84 مليار متر مكعب، وتمثل إثيوبيا مصدرا لحوالي 85% من مياه النيل. وأقامت إثيوبيا خمسة سدود ضخمة على مدى العقد الأخير، وبدأت في إقامة منشأة جديدة للطاقة الكهرومائية بتكلفة 1.4 مليار دولار. عن موقع الجزيرة