عادت دار "الشروق" طبع كتاب للكاتب الراحل صالح مرسي بعنوان "ليلى مراد"، وهو الكتاب الذي سبق لدار "الهلال" أن أصدرته منذ ما يزيد على عشر سنوات. ويضمّ الكتاب سلسلة من الحوارات الصحفية التي أجراها "مرسي" مع قيثارة الطرب العربي، سبق نشرها في سلسلة مقالات قبل وفاتها ببضع سنوات. ويعتبر الكتاب من أهم المراجع التي يعتمد عليها لمعرفة تفاصيل حياة الفنانة والمطربة ليلى مراد، وقام السيناريست مجدي صابر عام 2009 بتحويل الكتاب إلى مسلسل تليفزيوني عن الفنانة الراحلة بعنوان "أنا قلبي دليلي" من إخراج السوري محمد زهير، وبطولة الأردنية صفاء سلطان. يقع الكتاب في 150 صفحة، ونقرأ من خلفية الكتاب: طفلة تنمو في بيت يسهر فيه كل ليلة مجموعة من شباب الفن أمثال: رياض السنباطي، والقصبجي، وسيد شطا، وداوود حسني، وزكريا أحمد... وغيرهم، وفي بعض الأحيان كان يأتي حبيبها ومعشوقها وحلم أحلامها جميعا، مطرب شاب خلب الألباب اسمه محمد عبد الوهاب. في هذه التربة، نمت ليلى مراد! هي لا تذكر... غير أن الذي تذكره جيّدا أنهم أوقفوها فوق مائدة صغيرة، وسألوها عن الأغنية التي تحبّ أن تغنيها؛ فقالت: "يا جارة الوادي". وبدأ العزف، العود مع القانون، وانسال صوت ليلى مراد يجيد ويجود، وكانت دهشة الأب شديدة، انتهت من الأغنية، فسألوها عن أغنية أخرى، فاختارت دور "ياما بنيت قصر الأماني"! كان ذهول الجميع فوق كل تصوّر.. كان هذا الدور الذي أدّاه محمد عبد الوهاب من أصعب الأدوار في الغناء، كان يحتاج إلى تمرّس وفهم، كما كان يحتاج إلى مران، لكن ليلى مراد أدّته. كانت هذه هي البداية الحقيقية لمطربة من أحلى وأجمل مطربات السينما العربية في تاريخها كله؛ ففي تلك الليلة وُلِدت فكرة احتراف ليلى مراد للغناء... حتى كان يوم من أيام الربيع عام 1932، عندما فتح مسرح رمسيس ستاره عن حفل أحيته فتاة لا يتعدّى عمرها أربعة عشر عاما، ابنة لمطرب كان ذات يوم شهيرا، وكان اسمها ليلى مراد. وليلى مراد من مواليد 17 فبراير عام 1918 بالإسكندرية لأسرة يهودية الأصل والدها هو المغني والملحن إبراهيم زكي موردخاي المعروف باسم زكي مراد، وأمّها جميلة سالومون مغربية من أصل بولندي. بدأت مشوارها مع الغناء في سن أربعة عشر عاماً؛ حيث تعلَّمت على يد والدها زكي مراد والملحن المعروف داوود حسني، وبدأت بالغناء في الحفلات الخاصة ثم الحفلات العامة، ولما أُنشِئت دار الإذاعة المصرية تعاقدت معها على الغناء مرة كل أسبوع. وغنّت ليلى مراد حوالي 1000 أغنية، ولحّن لها كبار الملحنين من أمثال: محمد فوزي، ومحمد عبد الوهاب، ومنير مراد، ورياض السنباطي، وزكريا أحمد، والقصبجي. ومثّلت للسينما 27 فيلماً؛ كان أوّلها فيلم "يحيا الحب" مع الموسيقار محمد عبد الوهاب عام 1937. ارتبط اسمها باسم أنور وجدي بعد أول فيلم لها معه وكان من إخراجه وهو فيلم "ليلى بنت الفقراء"، وتزوّجا عام 1945، بينما كان آخر أفلامها في السينما "الحبيب المجهول" مع أحمد سالم، واعتزلت بعدها العمل الفني. ورغم أصول العائلة اليهودية، فإن ليلى مراد وشقيقها منير مراد أعلنا إسلامهم في مرحلة لاحقة من حياتهم، وأثبت تحقيق عسكري جرى عقب ثورة 23 يوليو 1952 كذب الادّعاءات التي حاولت الربط بينهما وبين دولة إسرائيل أو المنظّمات الصهيونية. وعلى المستوى الإنساني تزوّجت أنور وجدي، ثم وجيه أباظة وأنجبت منه ابنها "أشرف"، ثم فطين عبد الوهاب الذي أنجبت منه ولدها "زكي"، وتُوفّيت في 21 نوفمبر 1995.