بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة على موقع "بص وطل". جاءتنا هذه المشكلة تقول: حماتي وحمايه كثيرا الشجار، وفي إحدى المرات أشعلتْ في نفسها النار على سبيل التهديد؛ ليكفّ عن معاملتها بشكل سيئ، ولكن شاء القدر أن تتوفّى بعد أسبوعين من العذاب، وسؤالي: هل هي تعدّ بهذا الشكل مِن المنتحرين.. أم إنها ماتت قضاءً وقدراً؟ أولاً ندعو الناس إلى حُسن الخلق، والنبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لمعاذ ابن جبل وهو يذهب إلى اليمن قال: "وأن تُخالِق الناسَ بخلق حَسن"، والنبي يُوصي ويقول: "خياركم خياركم لأهله.. وأنا خيركم لأهلي"، والنبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالأخلاق، ويجعلها أعلى مراتب شأن الدين فيقول: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، والنبي صلى الله عليه وسلم يروي حديثا يقول حديثا يرويه العلماء من بعده فيُسمّونه الحديث "المسلسل بالحُسْن" عن الحسن عن أبي الحسن وهو على ابن أبي طالب عن جدّ الحسن وهو النبي صلى الله عليه وسلم: "أَحْسنُ الحَسَن الخلق الحَسَن". كل ذلك لو أن المسلمين اتّبعوا وعرفوا يا عائشة: "إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه، وما نزُع من شيء إلا شانه". وعرفوا أنه صلى الله عليه وسلم ما خُيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وعرفوا أن الراحمين يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى: "ارحموا مَن في الأرض يرحمكم من في السماء"... لو عرفوا كل ذلك، لم يكن لهذا الرجل أن يُسيء معاملة زوجته إلى أن يضيق بها الحال، وإلى أن ترتكب هذه الحماقة، وإلى أن تُعرِّض نفسها لهذه النار ولو تهديداً، وإلى أن تخرج عن شعورها إلى تكون في ذلك الفعل مسببة لموتها في النهاية. إذن أصل المشكلة هو إساءة الزوج معاملة زوجته، قد يُنكر ويقول أنا لم أعاملها معاملة سيئة، ولكن في النهاية مردود تصرّفاتك كان سيئا عليها، وذلك لأن الرفق قد نُزِع من علاقتكَ، والرحمة قد نزعت منك، والكرم والحب، والحب عطاء قد نُزع من هذه العلاقة، ولذلك رأينا في النهاية هذه الخاتمة المأساوية. يقول: "لكن شاء القدر أن تتوفّى بعد أسبوعين".. الإنسان لا يملك حياته ولا يملك نهايتها، ولذلك يُحاول بعض الناس الانتحار، ولكن الله لم يأتِ بالأجل بعدُ، لذلك تراه بعد أن ألقى نفسه من شاهق لا يموت بل تكسّر عظامه، ويعيش أسبوعا وأسبوعين وتلاتة وعشرة وعشرين وسنة وسنتين وأكثر بدون حالته الصحية الأولى، وهو مكسّر العظام، ولكنه بذلك قام بالانتحار، وقد توافق هذه المحاولة أجله فيموت، لكنه لا يموت بسبب انتحاره ومحاولته، إنما يموت لأن الأجل قد جاء. فهذه المرأة آثمة، وكان يجب عليها وقد نجّاها الله أن تتوب إلى الله في خلال هذين اليومين، وأن ترجع إليه حتى يتوب الله عليها. إلى لقاء آخر أستودعكم، فأقول لكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، إضغط لمشاهدة الفيديو: