على الرغم من حجمه الضئيل جداً، والذي لا يتجاوز 10 ملليمترات طولاً، وجد الباحثون أن الضفدع المعروف بضفدع جبل أيبيريا أو Eleutherodactylus Iberia حسب اسمه العلمي، والذي يحمل لقب أصغر ضفدع في العالم، يستطيع أن ينفث سماً زعافاً لا تتناسب قوته مطلقاً مع حجمه الصغير هذا! كان ذلك الضفدع قد اكتُشف في كُوبا ليدخل على الفور موسوعة جينيس للأرقام القياسية؛ كأصغر ضفادع العالم.. يقول الباحثون إن العثور على هذا النوع من الضفادع أمر شديد الصعوبة؛ فعلى الباحث أن يزحف على بطنه في الغابة ويبحث تحت كل ورقة؛ فإن وجد واحداً قفز الضفدع على الفور واختفى بعيداً. لكن العيّنات التي استطاع الباحثون جمعها من هذا الضفدع، أثبتت أن الضفدع يُفرز من جلده سماً قوياً كوسيلة من وسائل الدفاع عن النفس. ولأنه كلما صغر حجم الجسم كلما زادت مساحة سطح الجسم النسبية مقارنة بالحجم؛ مما يجعل الحيوان الصغير يفقد حرارته بسرعة، وبالتالي يحتاج إلى بذل مزيد من الطاقة ليحافظ على درجة حرارة جسمه؛ لكن لأن الضفادع ذات دم بارد؛ فهذا يفسّر إمكانية وصول أحجامها إلى 10 ملليمترات؛ بينما لا يمكن أن نجد حيواناً ثديياً بهذا الحجم. بالطبع لو لم يكن هذا الضفدع القزم يُفرز هذا السم، لما تمكّن من البقاء حتى الآن، ولانقرض منذ زمن طويل جداً.