كنت مخطوبة لشاب من أسرة محترمة وملتزم دينيا؛ إلا أن به بعض الخصال الصعبة مثل الأنانية والعصبية والغرور؛ لكني أحببته وتعلقت به؛ لكن خطبتي لم تستمر إلا شهورا قليلة انتهت إثر خلاف بسيط بيننا آثرت أن أحافظ على كرامتي فيه، ففسخت الخطبة، ولم يحاول خطيبي أن يعيدني مرة أخرى. مشكلتي أنني لا أستطيع نسيانه؛ فقد مرت سنة على فسخي للخطبة إلا أنني أتذكره كل يوم وكل لحظة، وأرفض أي شخص يتقدم لي وأشعر أنني سأظلم من سأوافق عليه وأنا قلبي ملك لغيره، كما أنني دائما يساورني شعور بالاكتئاب منذ انتهاء خطبتي ولا أعلم ماذا عليّ أن أفعل؟ أفيدوني أفادكم الله. mado
صديقتي العزيزة: لا أستطيع أن أجد مقدمة لكِ أبدأ بها حديثي معك؛ فكل ما يغلب عليّ بعد قراءتي لرسالتك هي: كيف تستطيع أي فتاة في الدنيا أن تتعلق وترتبط وتحب شخصاً يحمل كل هذه الخصال الصعبة؟ والتي قد تستحيل الحياة معها؟
فكل صفة منهم هي كارثة في حد ذاتها؛ فالغرور -والعياذ بالله- صفة تؤدي بالشخص إلى الفشل وعدم التقدم، كما أن الشخص المغرور دائماً ما يقلل من شأن من حوله حتى؛ ولو كانوا أحسن منه، ويضاف إليها العصبية التي قد تحيل حياتك لجحيم؛ فسيكون أمامك حل من اثنين؛ إما أن تكوني عصبية مثله، ووقتها سيزول أي حب بينكما، وتبقى فقط الندية والشجار المستمر، أو أن تتحولي لشخص لا يفعل شيئاً في حياته؛ إلا أن يحاول تجنب عصبية الآخر ويتلاشاها ووقتها ستشعرين بأنك شخص بلا معنى.
أما الأنانية فحدّث ولا حرج؛ فهي صفة لا تتفق والحياة الزوجية التي تقوم على المشاركة والتضحية وبذل النفس من أجل إسعاد الآخرين.
صديقتي: فلْتحمدي الله على أنه نجّاكي من هذا الشخص، ولا تتمردي على إرادته ولتعيدي ضبط نفسك وتهدئي وتفكري بعقلك لتجدي الشخص المناسب لكِ، والذي تستطيعين تكملة مشوار حياتك إلى جواره وأنتِ هادئة سعيدة مطمئنة.