فجّر رجل الأعمال ورئيس حزب الوفد د. "السيد البدوي" مفاجآت جديدة في قضية جريدة الدستور، خاصة بعد ما تعرّضت له من ضغوط وأزمات آخرها بيع "البدوي" حصته بشكل نهائي ل"رضا إدوارد" -الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة جريدة الدستور- وإقالة إبراهيم عيسى من رئاسة تحريرها من قبل، مما أدى إلى اعتصام مفتوح من قبل صحفيي الدستور في نقابة الصحفيين، مطالبين بعودة "عيسى"، وذلك خلال حوار أجرته معه أمس (الثلاثاء) الإعلامية منى الشاذلي مقدمة برنامج "العاشرة مساءً". في بداية الحوار تحدّث "السيد البدوي" عن علاقته بمشكلة الدستور قائلاً: "ليس لي أي علاقة بجريدة الدستور إطلاقاً؛ فالقضية بالنسبة لي بلكونة وقعت عليّ وأنا ماشي في الشارع، ليس لي أي ذنب في سقوطها، ولم أكن طرفًا في القضية من الأساس، لكن الظروف أوقعتني في هذه المشكلة، والحمد لله أني خرجت منها سريعًا". شراؤها أكثر قرار خاطئ اتّخذته في حياتي ووصف "البدوي" شراءه لجريدة الدستور بأنه أكثر قرار خاطئ اتّخذه في حياته، وأضاف: "معروف عني أنني أتّخذ قراراتي بناء على دراسة، لكن هذا هو القرار الوحيد الذي اتّخذته بناء على العاطفة"، وتابع: "الحمد الله على أنني صحّحته حتى أتفرغ لحزب الوفد وجريدة الوفد". وتطرّق "البدوي" لقصة بيع جريدة الدستور فقال: "أقسم بالله العظيم إنني لم يكن لديّ أي نية للسيطرة على جريدة الدستور، وإقالة إبراهيم عيسى من رئاسة التحرير؛ لأني أعشق جريدة الدستور وأفضّلها، وأحترم إبراهيم عيسى شخصياً".
"عيسى" هو الذي كان يسعى لبيع الدستور وأكد "البدوي" أن: "القصة بدأت بأن إبراهيم عيسى كان يسعى لبيع جريدة الدستور للسيد "رضا إدوارد"؛ كي ينقذها من الانهيار الذي تتعرض له في الفترة الأخيرة، فذهبت إلى "إدوارد" صحفية تُدعى "إيمان عبد المنعم" تعرض عليه شراء الدستور، بناء على طلب ورغبة إبراهيم عيسى لكي ينقذها من السقوط، فقال لها إنه معجب بالدستور وبتاريخها، ولذلك يريد مقابلة الملاك للتحدّث في الأمر، فوجدت "إدوارد" يتصل بي ويقول: "أنا مش بافهم في الميديا والصحافة إيه رأيك تشاركني، فرفضت على الفور؛ لأني مشغول بحزب الوفد وإنهاض جريدته، ولكن كانت تربطني علاقة صداقة قوية جداً ب"رضا إدوارد" فألحّ علي أن أشاركه، فتقدّمت لمشاركة "إدوارد" في شراء جريدة الدستور، وبشروط كان أهمها ضرورة تواجد إبراهيم عيسى؛ لأن الدستور بدون إبراهيم عيسى "صندوق فاضي"، فوافق فورًا على مطلبي، وبالفعل تمّ شراء الدستور، وقرّرنا إنهاضها وإنهاض الكوادر البشرية أولا المحرّكة للصحيفة، ورفعنا المرتبات 100% كحد أدنى بالإضافة إلى رفع مرتّب إبراهيم عيسى، بعد ذلك بيومين من التعديلات وجدت صحفيي الدستور معتصمين لخصم الضرائب منهم، وممتنعين عن العمل، فاستغربت جدا، وقلت لنفسي بدل ما الصحفيين يشكروني على الزيادة والتطوير يعتصموا؟! وأضاف "البدوي": حمّلت إبراهيم عيسى المسئولية؛ لأنه لم يُخطرني بموضوع الضرائب، وأنها تُخصم منهم كل شهر، ولا تُخصم من إبراهيم عيسى والجورنال هو الذي يدفعها عنه، فحدث نوع من القلق داخل الجريدة، بالإضافة إلى قلّة الإعلانات بالجريدة، رغم أن معظم المساهمين ألحّوا عليّ لرئاسة مجلس إدارة الجريدة، وقالوا لي وجود اسمك على الجريدة سيعطي ثقة للمعلنين لحجز مساحات إعلانية في الجريدة، ولكن لم يتحقّق شيء من ذلك". قرار إقالة "عيسى" هو قرار "رضا إدوارد" والملاك الآخرين وبالنسبة لما قيل إن سبب إقالة "عيسى" هو نشر مقال للدكتور محمد البرادعي -المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية- بالجريدة، قال "البدوي": "لم يكن مقال الدكتور البرادعي هو السبب إطلاقاً في إقالة "عيسى"، والقرار ليس قراري بل قرار "رضا إدوارد" والملاك الآخرين، فأنا اتصلت ب"عيسى" وقلت له أنا سمعت أنك ستنشر مقالاً عن حرب أكتوبر بقلم الدكتور البرادعي، فقال لي: أيوه ده صحيح بس ده شغل مخبرين، فأخذت الكلمة من منطلق الصداقة، وقلت له إنت هتنشرها إمتى، فقال لي هانشرها بكره يوم 5 أكتوبر، فقلت له طيب ابعتها لي على الإيميل من باب الحرص، وننشرها يوم 6 أكتوبر مع المناسبة، وبالفعل أرسلها لي لكي ننشرها يوم 6 أكتوبر، فحدث ما حدث يوم 5 أكتوبر، ولكن نشرنا المقال يوم 6 أكتوبر كما كان مخططاً له، وهذا تأكيد على أن مقال البرادعي ليس له أي علاقة بإقالة إبراهيم عيسى". أما عن بيع حصة "البدوي" في الدستور فقال عنها: "بِعْت حصتي في جريدة الدستور؛ لأن هناك علاقة صداقة بيني وبين "رضا إدوارد" منذ سنوات عديدة، فلم أضحِّ بصداقتي تجاهه، وتركت له الدستور يديرها كما يشاء، ف"رِضا إدوارد" هو أكثر شخص تصدّى للتعديلات الدستورية في حزب الوفد، وهو شخص وطني جدًا ومعارض جدًا، فكان أمامي خياران إما أن أخسر صداقتي مع "رضا إدوارد" أو أترك الدستور وأبيع حصتي فيها، واتّخذت الحلّ الثاني حتى لا أخسر صداقتي مع إدوارد". كما أكد "البدوي" أنه لن يضحِّي باسمه وتاريخه لشراء صفقة أو إسكات صوت معارض، قائلاً: "أنا على رأس أكبر حزب معارض في مصر، ولذلك من المستحيل أن يظن بي الكثير أنني أتعرض لضغوط سياسية". بسقوط الدستور مصر ستخسر رمزًا من رموزها وتابع "البدوي": "قلت ل"إدوارد" لو سقطت الدستور ستخسر مصر والمعارضة رمزًا من رموزها، لذلك عرضتها على "علاء الكحكي" لشرائها ليستمرّ تمويلها حتى لا تنهار الدستور إطلاقاً، فأنا اشتريت الدستور وأنا أعلم أنها ليست مربحة إطلاقا، لكني معجب بفكرتها وبتاريخها وبصانعيها باعتبارها أكبر رموز المعارضة في مصر". عن اليوم السابع (بتصرّف) إضغط لمشاهدة الفيديو: