السلام عليكم أولا أنا عايزة أشكركم على مجهودكم الكبير ده وجزاكم الله خيرا من غير ما أطول عليكم. أنا مشكلتي تتلخص في أن أنا مخطوبة من وقت قريب، وكنا بنحب بعض أوي لغاية لما اتخطبنا، باحس إنه اتغير كتير وما بقاش بيحبني زي الأول، وبقى مهمل فيّ، وباحس كمان إني ما ليش قيمة عنده يعني ما بقاش يحب يتكلم معايا زي الأول، وما بقاش بيحب يشوفني، وبقى بتلكك بأي حاجة علشان ما نكلمش بعض في التيلفون حتى أسلوبه معايا اتغير خالص أنا قلت له على الكلام ده، ويقول لي: بيتهيأ لك بس، ويقول لي: خلاص أنا هاغير أسلوبي، وبعدها بيومين يرجع زي ما كان وأكتر، ولما آجي أقول له يقول لي: خليكي باردة، وهو كمان بيحب يشوفني متنرفزة. أنا مش عارفة أعمل إيه، ولو عاتبته هيرجع زي الأول، وأنا اللي بيتحرق دمي وخلاص، أنا بافكر آجي ععلى النفسي وأسيبه مع أني بحبه؟ ولا أبقى باردة فعلا زي ما بيقول؟؟ مش عارفة أعمل إيه. nelly صديقتنا: كثير من مشكلاتنا في المراحل الانتقالية تكمن في عدم القدرة على التكيف مع المرحلة الجديدة؛ لأننا فقط مازلنا نحلم بالمرحلة السابقة، ونريد تطبيق قوانينها على المرحلة الحالية، وكثير منا يتعثر في هذه المرحلة الانتقالية، ويأخذ وقتا طويلا حتى يستطيع التكيف والتعامل مع وضعه الجديد، الطلاب عند انتقالهم من المرحلة الثانوية إلى الجامعة يضطربون نفسيا، ومنهم من يتعثر في السنة الأولى من دراسته؛ لا لنقص في إمكاناته التعليمية؛ بل فقط لأنه يفكر في المرحلة الحالية بقانون المرحلة السابقة، ويتكرر الأمر معهم عند التخرج والخروج لسوق العمل، والفتيات تجدن تعثرا في بداية زواجهن لأنهن لم يستطعن التكيف مع بيت الزوج وحياته ورغباته المشتركة معهن. وبما أنك وخطيبك تحبان بعضكما، ولم تظهر أي مشكلة لتغير مشاعر أحدكما، وبما أنه لم يحدث شيء فِعليّ يؤثر سلباً على مسار العلاقة بينكما؛ فإن المشكلة بسيطة. مشكلتك في الفجوة الحاصلة بينك وبين خطيبك، هذه الفجوة سببها أنه تحرك مع مراحل الحياة؛ في حين أنك لاتزالين مكانك، بمعنى أنك لاتزالين تعيشين في مرحلة ما قبل الخطوبة بأحلامها الوردية وكلامها المعسول وخوف كل منكما المتزايد من ضياع الآخر منه، والتفرغ للحب فقط يخرج من نفوس هادئة لا تشعر بمسئوليات كبيرة. بعد ذلك وفقكم الله ووصلتم لمرحلة الخطوبة، هذه المرحلة أعطت شيئاً من الطمأنينة لخطيبك بأنك من نصيبه، وكل منكما أثبت حبه للآخر، وخطوتما خطوة واقعية لبناء بيتكما، وهو على المستوى الشعوري وغير الشعوري يرى أنه لم يعد هناك داع للإلحاح في إثبات هذا الحب بكلام كثير كالذي كان في تلك الفترة مادام قد أثبته عملياً. ثم إن هذه المرحلة تحول هو فيها من مجرد حبيب عاشق إلى رب بيت مستقبلا ومتحمل للمسئولية أمام كل شيء؛ أمام التزاماته أمامك وأمام أهلك، وتفكيره المستمر في التغلب على صعاب الحياة، وترتيبه لأولوياته ومسئوليته أمام أهله وأمام المجتمع بأنه أصبح رجلا وجديراً بفتح بيت وإقامة أركانه، ومسئولية أمام نفسه بأن يكون جديراً بثقتك في أن يكفل لك حياة كريمة ومستقبلا جيداً لكما ولأبنائكما. كل ذلك ولا شك يشغل حيزا غير قليل من فكره ونفسه، إضافة إلى الكثير من الإحباطات والمصاعب التي يتعرض لها والتي تعكر نفسه. وبعد كل ذلك ماذا يكون الحل؟ هل هو أن تنسي حياتك السعيدة والحب والحنان الذي تريدين إشباع نفسك به، ولا شك أن به هو أيضاً هذا التعطش له لكنه لا يشعر؟ الحل صديقتي يكون أولا في تقديرك لهذه المرحلة وشعورك بها، وهذا سيجعلك تكونين أكثر توازناً في تقييمك للأمور، عيشي مرحلتك إدراكا وواقعا، شاركيه مشكلاته وهمومه وأشعريه أنك معه وأنك شاعرة به، مع الحرص على إشعاره أنك دائما تثقين به وتحبينه، ومع ذلك لا تضغطي عليه ولا تلحي بأن يحكي لك عن كل ما بنفسه؛ فالرجل كثيرا ما يحتاج أن يفكر وحده، لكنه يسعد إن علم أنك معه بقلبك وبنفسك إن احتاج إليك. في الوقت نفسه لا تتخلي عن أحلامك الندية الشابة، وعيشي مرحلتك هذه بكل ما فيها من سعادة؛ فكل مرحلة تمر من حياتنا لا تتكرر ثانية بملذاتها ومنغصاتها، جددي في شكل حياتكما، في طبيعة جلساتكم وخروجكم، أحضري له هدية في مناسبة خاصة له والعكس كذلك، وتخيلي بيتكما وأولادكما، وأشركيه معك في هذا، ولتتخلل كلاماتك العذبة لحظات كدره وتعبه لتحل عنه الهموم، واحكي له عن ما في نفسك وما تشعرين به من متاعب، واستسقي منه الحنان. لعلي أكون قد وفقت في أن أقف بك على أول الطريق، وأسأل الله تعالى أن يسعدك به ويسعده بك ويهديكما للخير.