يجتمع المئات من الشباب المُعرّض لخطر الاستبعاد الاجتماعي من خمس قارات هذه الأيام في شاطئ "كوباكابانا" بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية بهدف تغيير حياتهم، والبحث عن مستقبل أفضل من خلال لغة عالمية، وهي كرة القدم. وتُشارك أكثر من 50 دولة في الوقت الحالي بالشاطئ البرازيلي الشهير في المونديال الثامن لكرة القدم الاجتماعية، والمعروف أيضا باسم "مونديال البلا مأوى" منها فلسطين حيث تشارك بمنتخب مكوّن من لاجئي المخيمات في لبنان. ويتمتع شاطئ "كوباكابانا" بملعبين صغيرين تقام عليهما مباريات من شوطين مُدة كل واحد سبع دقائق، ويخوضها فريقان يتكوّن كل منهما من أربعة لاعبين. وكان منتخب البرازيل قد افتتح البطولة الأحد الماضي، وفاز على منتخب تشيلي بنتيجة (7/6). ويُؤكّد منظّمو البطولة أن الهدف من هذا المونديال هو توعية الناس بمشكلة الفقر في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى تغيير حياة الشباب الذين يعيشون في الشوارع أو من تعرّضوا للاستبعاد الاجتماعي. ووفقا لدراسة أعدّها منظّمو المونديال، فإن أكثر من نصف اللاعبين الذين يُشاركون في البطولة تتغيّر حياتهم، ويُقلعون عن تعاطي المخدّرات وشرب الكحول بعدها، كما أنهم ينضمون لبرامج تعليمية وتدريبية، ويُصبحون في بعض الأحيان لاعبين أو مدرّبين محترفين يُكرّسون وقتهم لمساعدة الشباب المعوزين. وتكشف الدراسة أيضا أن أكثر من 30 ألف شاب فقير أو يعاني الاستبعاد الاجتماعي استفادوا من برامج التدريب السابقة للبطولة. ولاختيار اللاعبين الذين يُشاركون في البطولة، يقوم تنظيم الحدث بالاتصال بمنظمات غير حكومية ومراكز مساعدة اجتماعية في الدول المختلفة؛ للبحث عن شباب مستعدين للانضمام للمونديال. وعلى سبيل المثال، تتولّى لجنة تحكيم شعبية في بلجيكا مسئولية اختيار اللاعبين الذين يُشاركون في البطولة، وفيما يخص لاعبو المنتخب الفلسطيني فيكونون من لائجي المخيمات في لبنان. وتضم البطولة لاعبين من دول لديها تاريخ في مونديال كرة القدم الذي ينظّمه "الفيفا"؛ مثل: البرازيل، وإنجلترا، وفرنسا، وهولندا، والبرتغال، كما أنها تحظى بمشاركة منتخبات من دول لا تشتهر بكرة القدم مثل هاييتي والهند. يُذكَر أن فكرة مونديال كرة القدم الاجتماعية، وُلدت من لعبة الفيديو جيم المثير للجدل "منديجو جيم" التي يتحوّل فيها اللاعب إلى شخصية مشردة تعيش في الشوارع. وأُقيم المونديال لأوّل مرة عام 2003، ونُظّم في عدد من الدول؛ مثل: إيطاليا وأستراليا والدنمارك وجنوب إفريقيا، ويتولّى به منصب السفير لاعب كرة القدم الفرنسي السابق "إريك كانتونا"، كما أنه يحظى بدعم لاعبين مشهورين؛ مثل: لاعب كوت ديفوار ديدييه دروجبا، والإنجليزي ريو فرديناند. يُشار إلى أن مونديال كرة القدم الاجتماعية في ريو دي جانيرو مستمر حتى الأحد القادم؛ حيث ستقام مباراتان نهائيتان في نسختَي الرجال والنساء، وسيتم توزيع الجوائز على أفضل لاعبي البطولة. عن وكالة الأنباء الإسبانية