أنا كنت بحب واحد، والشخص ده حصلت له حادثة من 17 يوم هو كان جاي من الكلية، والحادثة دي أدّت إلى وفاته، طبعاً أنا لما عرفت أُصبت بصدمة، وضغطي كان عالي جداً، وانكشف أمر حبي له؛ بسبب الانهيار اللي كنت فيه. بعد الموقف ده أنا حسيت إن كرامتي ضاعت قدام أصحابي اللي عرفوا إنه كان بيحب واحدة تانية، أنا عارفة إن كل الكلام ده ولا ليه لازمة علشان هو بقى في مكان أحسن من الدنيا، أنا مش مصدّقة، أنا حاسة إني باحلم، أنا دلوقتي مش واثقة في أي حد حتى نفسي، أنا مش عارفة ليه ربنا كتب إني أفضل أحبه 3 سنين، وهو عارف إنه هيحصل كده أكيد ليه حِكمة في كده. أنا مش طايقة نفسي.. أنا عارفة إن الدنيا هتمشي أكيد؛ علشان هو مش هيكون أغلى عليّ من أمي، بس أنا مش قادرة بجد كل حاجة أحبها في الدنيا تروح مني، أستغفر الله العظيم.. يا ريت تساعدوني!! doda
احذري يا صديقتي من "البكاء على اللبن المسكوب"، فما فات بالفعل قد مرّ ورحل بكل ما فيه بحلوه ومره، فلماذا تصممين على تعذيب نفسك بأسئلة لا فائدة منها أبداً!! لماذا تحاولين التفكير في أشياء لا يجوز مجرد التفكير فيها، ولا حتى تضييع ثانية واحدة من عمرك في مجرد التفكير فيها. فأنت تقولين إن الشخص الذي أحببتيه بالفعل قد انتقل إلى الرفيق الأعلى، وترك هذه الدنيا بما فيها من شرور، لمكان أسْمى وأرفع من دنيتنا هذه، فلماذا لا تتذكرينه برحمتك وغفرانك وتسامحينه على ما فعله بكِ أيا كان ما هو، فهذا أفضل كثيراً يا صديقتي العزيزة، ولا تنسي ما جاء في الأثر "اذكروا محاسن موتاكم"، فهو كل ما يحتاجه منك الآن هو الرحمة والتسامح حتى لا تكوني سبباً في إيلامه أو تعذيبه أو حتى عدم راحته، فيجب أن تكوني أنتِ أفضل منه سواء في الحياة الدنيا أو في الحياة الأخرى. كما أرى أن صدمتكِ في حبكِ لهذا الشخص قد أثّرت تأثيراً كبيراً على باقي حُكمك على الأشياء وسلامة تفكيرك، فبدأتِ تتكلّمين وتُفكّرين بأسلوب لا يرقى لمؤمن ومسلم يثق بالله، وهو ما أُحبّ أن أحذّرك وألفت انتباهك له، فلا يجب أن تتركي صدمتك تُؤثّر عليكِ بهذا الشكل ولهذه الدرجة، فيجب أن تتماسكي أكثر من ذلك، وتعيدي تقييم تفكيرك مرة أخرى، فلا يجب على مؤمنة تثق بالله أن تقول مثل: "ليه ربنا كتب لي إني أفضل أحبه 3 سنين، وهو عارف إنه هيحصل كده"، ولا أن تقولي: "كل حاجة أحبها في الدنيا تروح مني".. فكل هذه الأقوال من شأنها أن تضيع من حسناتك، وتغضب الله عليك، ولكن اعلمي أنه من الممكن أن يكون كل ما أنت فيه الآن مجرد اختبار قد وضعك فيه الله ليختبر حبكِ وثقتكِ به، لذلك يجب أن تقفي صامدة، وتثقي فيه أكثر وتحمديه على نعمه، وتتوكلي عليه، وأُحبّ أن أُذكّرك بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً"، أما هذا الشخص فحسابه لدى خالقه هو مَن سيحاسبه برحمته، ولعل قصتكِ يا صديقتي تكون عبرة لباقي الشباب المستهتر الذي لا يُقيم وزناً للحياة ولا للآخرة، ويفشي الفساد في الأرض، ويفعل ما بدا له غير مهتم بحساب الآخرة. كما يجب أن أُؤكّد على قولكِ الذي ذكرتيه، وهو أن الله يفعل كل شيء في حياتنا لحكمة يعلمها هو، وبالتأكيد لشيء سينفعكِ لا ليضرك أبداً؛ فالله يا صديقتي هو أرحم الراحمين، يفعل ما هو لصالح الإنسان ولنفعه لا لضره أبداً، لذلك كل ما أستطيع أن أنصحكِ به الآن هو أن تتقربي لله أكثر، وتعرفيه أكثر حتى تستطيعي أن تثقي بنفسك وبمن حولك أكثر، أما باقي أسئلتك التي دائماً ما تسألينها بمجرد أن تثقي بالله وبنفسك بشكل أكبر، ستفاجئين أنك أصبحتِ لا تفكّرين بهذه الطريقة الانهزامية، بل ستقبلين على الحياة بشكل أكثر تفاؤلاً وإشراقاً.. وفي النهاية أحب أن أدعو الله لكِ بأن يوفّقكِ لما يحبه ويرضاه،،،،