قال مسئولون عراقيون إن تفجيرات جديدة استهدفت زواراً شيعة أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص اليوم (الخميس)، آخر أيام إحياء ذكرى وفاة "الإمام موسى الكاظم" ومرقده بضاحية الكاظمية ببغداد. وأضاف المسئولون أن القتلى هم من زوار المرقد، وقد قتل أربعة منهم في تفجير لغم بسيارتهم شرقي بغداد، وقتل الخامس في تفجير لغم بسيارة أخرى جنوبي العاصمة. وبهذه التطوّرات وصل عدد قتلى الهجمات التي استهدفت زوار "الكاظم" حتى الآن أكثر من 55 قتيلاً. وكانت التفجيرات التي وقعت أمس (الأربعاء) قد تسببت في مقتل أكثر من 40 شخصاً وجرح حوالي 100 شخص في سلسلة من الهجمات والتفجيرات التي استهدفت الزوار الذين كانوا في طريقهم إلى ضريح إمامهم السابع. وقد وقع أكبر قدر من هؤلاء الضحايا عندما فجّر انتحاري نفسه في حشد من الزوار في حي الأعظمية ذي الأغلبية السنية، حيث قتل أكثر من 30 شخصاً في الانفجار. وأوضح مصدر في الشرطة العراقية أن التفجير وقع بالقرب من جامع أبي حنيفة النعمان في حي الأعظمية، كما قتل 11 من الزوار وأصيب 36 آخرون في انفجارات أخرى في عدد من أحياء وضواحي بغداد، ومن ضمنها مقتل ستة أشخاص وإصابة 18 آخرين بجروح في انفجار عبوة ناسفة بين اليرموك والحارثية في غرب بغداد. كما أصيب تسعة أشخاص بجروح في انفجار في آخر شارع حيفا وسط العاصمة العراقية بغداد. وسارعت قوة الجيش المنتشرة في الحي إلى فرض طوق أمني حول مكان الانفجار في حي الأعظمية. وتم تكثيف الإجراءات الأمنية لحماية الآلاف من الزوار الآخرين الذين جاءوا من مختلف المحافظات العراقية، لإحياء مراسم هذه المناسبة الدينية الشيعية. وقد حظرت حركة السيارات في منطقة الكاظمية التي يتوسّطها ضريح "الإمام الكاظم"، وانتشر أكثر من 200 ألف من رجال الشرطة والجيش على امتداد الطرق المؤدية إلى الضريح. كما فرضت السلطات أيضاً حظراً على حركة الدراجات النارية والهوائية وعربات نقل البضائع التي تجرّها الحيوانات في محاولة لتجنّب استخدامها في هجمات مفخخة ضد حشود الزوار. وكان قائد الفرقة السادسة في الجيش العراقي اللواء الركن أحمد الساعدي قد قال في وقت سابق: "نتوقّع قيام الجماعات الإرهابية بشنّ هجمات إرهابية ضد الزوار خلال الساعات القادمة، لكن خططنا للطوارئ ستفشل أفعالهم الخبيثة". ويقام هذا الاحتفال الديني لإحياء ذكرى وفاة موسى الكاظم التي وقعت في القرن الثامن الميلادي، وهو ابن الإمام جعفر الصادق ويمثل الإمام السابع لدى الشيعة الإثني عشرية. وقد استعيدت هذه الطقوس بكثافة كبيرة بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي كان قد فرض قيوداً كبيرة على ممارستها. ويُذكر أنه في العام الماضي فجّرت امرأتان انتحاريتان نفسيهما قرب الضريح مما أسفر عن مقتل 65 شخصاً كان من ضمنهم 20 شخصاً من الزوار الإيرانيين. وكان الزوار الشيعة قد تعرّضوا لسلسلة هجمات مساء الثلاثاء الماضي أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 25 آخرين من الزوار في أحياء بغداد. عن ال"بي. بي. سي"