أنا مشكلتي مع جوزي حسيتها بعد الزواج، أنا لما كنت مخطوبة ما حستش؛ ولكن مع مرور الوقت حاسة إنها ظهرت. أنا عندي 25 سنة، وزوجي 39 سنة، يعني فرق 14 سنة.. دلوقتي لما بيكلمني كل حاجة يقول العمر جري أنا خلاص في شغلي كبرت، حتى كلامه ما فيش عنده روح، وحاسة إني مخنوقة من الإحساس ده، وكل يوم بيكبر في التصرفات. أنا بحب جوزي أوي أوي وهو كمان؛ بس كان نفسي يبقى أصغر من كده، وبصراحة بدأت أرمي كل المشاكل أو الخلافات على موضوع السن.. إيه رأيكم؟ وأحسن إني أواجهه وأتكلم معاه ولا كده هاجرح كرامته؟ أفيدوني. Sh صديقة بص وطل العزيزة.. لا أدري إذا كنتِ فعلاً تعانين من مشكلة لم تشعري بها أثناء الخطبة وفاجأتك الآن بعد الزواج؟!! أم أن الموضوع ببساطة أن مشاكلك العادية مع زوجك والموجودة في كل بيت لم تجدي لها شمّاعة أفضل من فرق السن حتى تحوّل إحساسك نحو زوجك لإحساس بنت ناحية أبيها؟؟
مشكلتك صديقتي -وإن كانت تبدو بسيطة- إلا أنها قنبلة موقوتة، وللأسف هتنفجر فيك وحدك؛ حيث لا يشعر بها زوجك الذي لا زلت تحبينه قوي قوي كما تقولين، والذي سيتحول حتماً عن حبّك في حالة حديثك معه عن فرق السن وتأثيره عليك؛ لأنه لم يخدعك ويدّعي أنه قريب منك في السن، حتى تتحول مشاعرك ناحيته بعد الزواج. ومعنى بحبه قوي قوي أنه زوج وكامل ولا ينقصه شيء، لذلك تحبينه قوي.. ومشكلة السن هذه لم تؤثر عليه لا في طريقة معاملته لك على أنك صغيرة ولا تفهمين، وأنه هو كل شيء وأنت لا شيء، ولا على أنك ابنته التي عليها السمع والطاعة دون مناقشة كما يفعل الآباء في الغالب، ولا على أنك تافهة لا قيمة لعقلك ولا لفكرك وأنك في بيته تؤدّين ما عليك من واجبات في مقابل حقوق. ولا شأن لك بالتكافؤ بين الزوجين الذي هو أساس الزواج وأساس الحب. عزيزتي.. كونك تحبين زوجك معناه أنه كامل كزوج ولا ينقصه إلا زوجة عاقلة تفهم مفردات هذا الحب وتردّه حباً بحب، يعني مش معقول يكون حبكم متبادل وأنت تشعرين أنك صغيرة جداً وهو كبير جداً؛ فالزواج بالتفاهم وليس بالسن، والزواج بالحب وليس بالسن، والزواج بالتكافؤ وليس بالسن. وأمامك الكثير من الحالات التي يتقارب فيها الزوجان سناً وبينهما مشاكل وتحدٍ وعناد، وكل منهما رأسه برأس الآخر، يعني لا قائد ولا مقود؛ مما يجعل الطلاق هو الحل الأمثل لهما. صديقتي العزيزة.. في وجود الحب لا وجود لفرق السن، والمسألة ليست إلا وسوسة شيطان "صِعِب عليه" سعادتك وحبك، وأن مشاكلك مع زوجك لا وجود لها في الحقيقة؛ فاخترع لك هذه المسألة لتجري وراءها حتى تهدمي بيتك على رأسك. ولو وافقتك وقلت لك إن فرق السن فعلاً مشكلة، ويجب أن تكلّميه تفتكري هيصغر في السن شوية؟ ولا هيعرف إنك مش مقتنعة به وندمانة على الزواج منه؟! صديقتي.. حبك لزوجك هو خلاصة التفاهم والتكافؤ وهما أساس الزواج، واعلمي أن الحب والندم لا يتفقان إلا إذا كنت ممن ينطبق عليهم المثل القائل "العايط على الفايت نقصان من العقل". عزيزتي.. أنت أميرة نفسك وأكثر الناس دراية بحياتك، إذا كنت تشعرين أن فرق السن بينك وبين زوجك تأثيره عليك وعلى حياتك أكبر من تأثير الحب والعشرة والسكن بينكما؛ فتوكلي على الله وابحثي عن طريق جديد وعتبة جديدة مع زوج بدون فارق سن، ولا تنسي التأكد من وجود الضمان المرفق مع الزوج الجديد والذي يضمن لك أنه سيحبك، وسيتمتع بالمرح اللازم لإدخال السعادة على قلبك، وأن يتمتع بخفّة الروح، والتصرفات "الشبابية أو العيالية" التي تناسب سنه! راجعي نفسك صديقتي وتقرّبي لزوجك، واعلمي أن ما تملكينه من رصيد حب وحسن معاشرة كفيل بإذابة أي عوائق تمنع استمتاعك بنعمة الزواج من شخص محترم ويحبك؛ فالأهم من حصولنا على النعمة هو إدراكنا وإحساسنا بوجودها؛ فلا تنتظري أن تضيع منك النعمة لتعرفي قيمتها.