في يوم واحد، وربما ساعة واحدة، وفي صحيفة واحدة، هل تتوقع أن تكون صدفة؟... الأربعاء الماضي الموافق التاسع من الشهر الجاري كنا على موعد مع خبر تقشعرّ له الأبدان.. يُحكى أن رجلاً إسرائيلياً اعتاد اغتصاب بناته الأربع منذ طفولتهن وحتى بلوغهن سن المراهقة.. وخروج تقرير صادر للجنة الأمن والخارجية بالكنيست عن تعدّد حالات التحرّش الجنسي بالمجندات والمجندين الإسرائيليين بالجيش الإسرائيلي "الأكثر أخلاقية في العالم"!! في البداية كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية يوم الأربعاء أن رجلاً إسرائيلياً اعتاد اغتصاب بناته الأربع منذ الطفولة وحتى بلوغهن سن المراهقة، وأنهن اعتدن على ذلك أيضاً دون مواربة أو خجل؛ لتوضّح مدى السعار الجنسي في إسرائيل وما تمثّله من انحلال أخلاقي وقيمي، وهو خبر لا يمكن الاقتراب منه؛ خاصة وأنه يتطرق إلى المحارم؛ لكن الملاحظ -وبقوة- أن الخبر امتدّ لفترات طويلة على صدر الصفحة الرئيسية للموقع الإلكتروني للصحيفة، ومنها انتقل إلى غيرها من الصحُف والقنوات الإسرائيلية على مواقعها الإلكترونية أيضاً؛ حيث استمرّ الخبر على رأس أوّليات الأخبار في إسرائيل حتى يوم الجمعة تقريباً!! لكن وبالأرقام، نشرت الصحيفة ضمن الأخبار الداخلية والعسكرية في إسرائيل، أن حالات التحرّش والمضايقات الجنسية في إسرائيل ازدادت وتيرتها وسرعتها في آن واحد؛ حيث كتبت الصحيفة أن المئات من حالات التحرش الجنسي للمجنّدين وللمجندات الإسرائيليات يتمّ الإبلاغ عن 47% منها فقط للشرطة العسكرية.. لاحظ كلمة "المجندين". قالت الصحيفة إن هناك أكثر من 405 حالة تحرّش جنسي في عام 2009 فقط؛ حيث أكّدت أن مستشارة رئيسة هيئة الأركان الإسرائيلي لشئون السيدات بالجيش الإسرائيلي قد قدّمت تقريراً خطيراً الثلاثاء للجنة الخارجية والأمن الإسرائيلية بالكنيست؛ أشارت من خلاله إلى أن هناك أكثر من 405 حالة تحرش ومضايقة جنسية للمجندين والمجندات الإسرائيليات؛ ولكن يتم الإبلاغ عن 47% من تلك الحالات فقط.. ووفقاً لمعطيات التقرير الخاص؛ فإن 50% من تلك البلاغات كانت عن تحرّشات جنسية، وأكثر من 23% منها عن ملاحقات ومضايقات جنسية، وكذا 13% عن وصول المتحرّشين إلى غُرَف المجنّدات الخاصة لملاحقتهن ومضايقتهن جنسياً، و3% عن وقوع حالات اغتصاب أو محاولات اغتصاب بالفعل. قالت الصحيفة الإسرائيلية: إن نسبة كبيرة من تلك الحالات تقع في عطلة نهاية الأسبوع؛ حيث أكد التقرير وقوع 109 حالة من تلك الحالات في الإجازة الأسبوعية للمجندين والمجندات أيضاً؛ غير أن التقرير يشدّد على ضرورة المعالجة النفسية للمجندّات والمجندين الذين تعرّضوا للتحرّشات والمضايقات الجنسية، كجانب اجتماعي مهمّ ومؤثر على نفوس المجندات والمجندين.
الغريب أن صحيفة "معاريف" العبرية قد اهتمّت بالموضوع نفسه؛ حيث كتب المعلق العسكري للصحيفة "إريك بندار": إن معنى وجود حالات تحرش ومضايقات واغتصاب بين المجندين والمجندات الإسرائيليات، هو التأثير السلبي على معنويات الجنود والانهيار الأخلاقي للجيش الأكثر أخلاقية في العالم؛ لكنه أكّد أيضاً أن حالات التحرش الجنسي لم تتوقف عند حد المجنّدات فحسب؛ وإنما امتدّت إلى المجندين أيضاً!! في حالة تعني أن السعار الجنسي في إسرائيل وصل إلى منتهاه!