في الوقت الذي تركز فيه إسرائيل على الحفاظ على جيشها كعنصر أساسي في المجتمع الإسرائيلي للحفاظ على مكانتها وقوتها وسط الوحل العربي الذي يحيط بها من كل مكان, يعاني هذا الجيش من مشكلات تتوزع بين انعدام الأخلاق, وعدم الشعور بالمسئولية, والعنف الداخلي الذي ينعكس على أداء القوات الإسرائيلية في تعاملها مع الفلسطينيين. ففي ظل هذا الواقع ذكرت صحيفة معاريف أن معطيات الجيش تشير إلى أن ثلث النساء في كل عام تجنيدي يتم إعفائهم من الخدمة في الجيش الإسرائيلي بعد إدعائهن بأنهن متدينات, علما أن نسبة كبيرة منهن يتصنعن التدين للتهرب من الخدمة. ومع هذا فقد ادعى رئيس قسم القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي الجنرال آفي زمير, أن المعطيات في دفعة التجنيد الأخير الذي أجري في شهر مارس عام 2009 كانت إيجابية, حيث طلب 75% ممن تقدموا للتجنيد التطوع في الوحدات القتالية. كما اقترح زمير عدة خطوات لدمج جميع فئات المجتمع في الخدمة العسكرية, ومن بينها تعزيز مشاركة المتدينين مستقبلا بالخدمة العسكرية في إطار أنظمة الإمداد اللوجيستي والتكنولوجي, حيث تشير المعطيات إلى أن الجيش الإسرائيلي جند خلال عام 2008 قرابة 110 ضمن خطة دمج المتدينون في الحياة العسكرية, وفي النصف الأول من عام 2009 جند الجيش أكثر من 250 متدين. زلزال يهز الجيش ما زالت قضية إدانة العميد موشية تشيكو تامير قائد تشكيلة غزة في حادثة التراكتور تلقي بظلالها على الجيش الإسرائيلي وتحظى بتغطية إعلامية واسعة في إسرائيل, ومن المقرر أن يقدم غدا استئناف أمام المحكمة العسكرية لمحاولة تخفيف الحكم الذي صدر بحق تامير الذي يتضمن خفض رتبته إلى عقيد والسجن لمدة ثلاثة شهور وسحب رخصة القيادة منه لمدة ثلاث سنوات. وتوقعت مصادر عسكرية مطلعة أن تطال التحقيقات في القضية ضباط ومسئولين آخرين في الجيش بتهمة التستر على تشيكو تامير والتشويش على مسار التحقيق. وذكرت صحيفة هآرتس أن هذه القضية أصبحت بمثابة هزة أرضية أصابت الجيش, وقد تطال التحقيقات قائد لواء الجنوب يوئاف غلنت وضباط آخرين, فيما عينت المحكمة العسكرية العقيد بالاحتياط يعقوب دناي المحامي البالغ 73, للتحقيق في جميع ملبسات القضية, ويشغل ايضا منصب مسئول وحدة التحقيق الداخلي بالشرطة العسكرية. عنف داخلي, ومخالفة للقوانين فتح الجيش الإسرائيلي تحقيقا في قضية تحرش وتعذيب من قبل ضباط في قاعدة تدريب عسكرية تابعة للواء كفير شمال أغوار الأردن, حيث نكل ضابط بصورة مخالفة للقانون بأحد الجنود ما أدى لفقدانه الوعي. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه في إحدى الأيام شديدة الحرارة في غور الأردن الذي يعد من أكثر الأماكن ارتفاعا للحرارة في إسرائيل, قام عدد من الضباط من لواء كفير بالتنكيل ومضايقة أحد الجنود, حيث أمروه بالجري لمسافات طويلة في ساعات الظهيرة حيث كانت الحرارة تزيد عن 40 درجة مئوية, وأوضح الصحيفة أن هذا التصرف مخالف لكل الأوامر والقوانين المتبعة, ومع هذا فإن الضابط لم يصفحوا عن الجندي وأمروه بالجري والعودة عدة مرات حتى سقط فاقدا الوعي وحينها سادت حالة من الذعر في المكان, استدعوا طبيب القاعدة العسكرية وتم نقله إلى المستشفى. وفي أعقاب ذلك تم وقف التدريبات في القاعدة حتى الانتهاء من عملية التحقيق الأولي في الحادثة, وحسب المعطيات الأولية فإن الضابط المسئول تجاوز القانون وارتكب مخالفة بحق أمن وسلامة الجنود. كما تم تحديد الساعات المخصصة للتدريب ومنعت الساعات الإضافية للتدريبات من قبل الضباط والقادة حتى لا يصاب الجنود بأذى. يذكر انه عام 2001 تعرض أحد الجنود ويدعى إيهود شينور لحادث مماثل حتى فقد الوعي ونقل إلى المستشفى وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة. وأشارت يديعوت إلى ان لواء كفير كانت أخباره في الأسابيع الأخيرة تملأ وسائل الإعلام بعد أن كشف النقاب عن جنود من اللواء تعرضوا للفلسطينيين بالضرب وقاموا بتعذيبهم ووجه حينها قائد المنطقة الوسطى لفت نظر شديد لقائد اللواء العقيد إيتان فيروب. تحرش جنسي تُشير معطيات قدّمتها لجنة تطوير موقف المرأة حول التحرش الجنسي إلى تقديم 363 شكوى في هذا الجانب داخل الجيش الإسرائيلي. وتبين من المعطيات أن 62% من الشكاوى تتطرق إلى حوادث تحرش عن طريق العنف، وأن 43% من المتحرشين يخدمون في الخدمة الإلزامية، وأن 88% من الضحايا هنّ من المجندات في الخدمة الإلزامية. وقالت رئيسة اللجنة، وعضو الكنيست "تسيفي حوتوبلي": "بأن هناك فجوة كبيرة بين العدد الحقيقي والعدد المنشور في وسائل الإعلام، لأن هناك مجندات يفضلن عدم تقديم أي شكوى". وأشارت المعطيات إلى أن 37% من اللواتي قدّمن شكاوى في هذا الجانب، قررن عدم الاستمرار في معالجة قضاياهن. وأوضحت العضو في الكنيست "ليه سمتوب" من حزب إسرائيل بيتنا، أن الاستطلاع يشير إلى هبوط بنسبة 6% في عدد المجندات اللواتي يتقدمن بشكاوى بهذا الخصوص، مقارنة مع استطلاعات سابقة، منوهة إلى أنه مع ذلك لا يوجد انخفاض في عدد اللواتي يتم التحرش بهن جنسيا