بسم الله الرحمن الرحيم.. أولاً أنا باشكر المسئولين على الفقرة دي جداً؛ لأن الناس فعلاً محتاجة لها. أنا فتاة أبلغ من العمر 27 سنة، مشكلتي زي مشكلة كتير من البنات (الوحدة)... رغم إني -وبشهادة كل الناس- على قدر من الجمال والدين والحمد لله ومعايا مؤهل عالٍ وباشتغل في شركة كبيرة؛ لكن النصيب. أنا كنت مخطوبة وخطيبي طلع عنده نقص في ثقته في نفسه، وده كان سبب فسخي لخطوبتي، أقل ما يُقال عنه إنه كان مريضاً بالشك والغيرة؛ حتى من الأطفال. أصعب شيء فعلاً لما تحسي إن كل اللي حواليكِ وكل أصحابك واحدة وراء واحدة بتتجوز وبتشتغل في حياتها الجديدة وإنتِ كل يوم والتاني في فرح واحدة ولّا ولادة طفل جديد، وتبصي لنفسك تلاقيكِ زي ما إنتِ.. قاعدة ومستنية نصيبك اللي ما بيجيش، ولو جه يبقى مش مناسب. طبعاً كل اللي في سني لازم يتنازلوا ويتجوزوا أي حد ويقولوا أهي جوازة والسلام أحسن ما أعنّس.. أنا ما اقدرش أعمل زيهم، ما اقدرش اتجوز لمجرد الجواز، وكل الشباب اللي ممكن سنّهم يناسبني دلوقتي حاجة من الاتنين (متجوز أو عاوز يتجوز بنت صغيرة) طيب وأنا واللي زيي؟ آه لما نقبل بأي واحد مش متعلم، أو متجوز ومطلق وعنده أطفال، أو نفضل قاعدين حاطين إيدينا على خدنا ومستنيين نصيبنا. أنا مش باعترض.. ده نصيبي؛ لكن إحساس الوحدة قاتلني بجد، وحدتي مموتاني وما حدش حاسس بيّ خالص، أنا عارفة إنكم هتقولوا لي كل واحد بياخد نصيبه؛ لكن أنا بقيت حاسة نفسي مريضة وبادوّر بجنون على الحب اللي مش لاقياه، قولوا لي أعمل إيه من فضلكم.. أنا في حالة نفسية سيئة جداً. sendreella صديقتنا العزيزة.. ذكرتِ كلمة "الخطوبة والزواج" في رسالتك 12 مرة، وكلمة "النصيب" وهي بنفس معنى الزواج 5 مرات، وهو ما يعني أنك جعلت الزواج والارتباط قِبلة وأخذت تطوفين حولها حتى صارت هي كل حياتك. تشتكين من الوحدة وأنت من خَلقت وحدتك بيدك.. وتحسدين صديقاتك على حياتهن الجديدة وأنت من ترفضين أن تصنعي لنفسك حياة جديدة. معك كل المقومات التي تؤهلك لأن تصبحي كما تريدين ولكنك ترضين بالأقل.. فتاة تنتظر العريس المناسب.. تعملين في شركة جيدة ولديك مؤهل عالٍ، وتجلسين كأي بنت ليس لديها أي شيء، تنتظر العريس المناسب.. الزواج يا صديقنا -كما نقول دائماً- شيء من الحياة وليس كل الحياة، الحياة أكبر بكثير. استكشفي هذه الحياة.. أدركي جمالها واتّساعها، وما يجب أن تقدميه لها ولنفسك بالطبع.. لماذا لا تتعلمين شيئاً يفيدك وتجدين في نفسك قابلية لتعلّمه؟ لماذا لا تهتمّين بنشاط ما يساعدك ويسعدك في نفس الوقت، ويحقق الفائدة لغيرك والمتعة لك؛ متعة البذل والعطاء؟ لماذا لا تُقبلين على حفظ القرآن الكريم وتكونين إحدى القليلات اللاتي يُتْمِمن حفظه وأنت في فترة لديك فيها الوقت لذلك؟؟ لماذا لا تُنمّين هواياتك؟ فثقافة الهواية أصبحت ثقافة ميتة؛ فلماذا لا تنمين هواياتك وتصرفين فيها بعض الوقت والجهد فتحققين لنفسك المتعة والفائدة؟ أريدك أن تقفي في البلكونة وتنظري إلى أسفل.. ماذا ترين، تفاصيل كثيرة كثيرة تشكّل الحي أو الشارع الذي تسكنين فيه.. انزلي إلى الشارع وانظري أمامك فلن تري إلا جانباً واحداً يسدّ بصرك ولا يسمح لك برؤية غيره؛ رغم أنه موجود بالفعل.. كذلك هي الحياة.. تفاصيل كثيرة وجوانب متعددة؛ ولكننا نحن من نقصُر رؤيتنا على بعض هذه الجوانب فقط، ثم نشكو من الوحدة وأننا لا نجد ما نعمله؛ برغم أن الواجبات أكثر من الأوقات. الله سبحانه من فوق سبع سماوات يدبّر الأمر ويقدّر الأقدار وينظّم أرزاق العباد وأقدارهم؛ فلا تيأسي من معونة الله لك فهو يقدّر لك الخير ويدّخر لك السعادة التي ربما تكون مخبوءة لأَجَل يعلمه هو سبحانه. توكّلي على الله وأشغلي نفسك قبل أن تشغلك.. وبادري باعتلاء جواد الحياة وانطلقي.. وفّقك الله وأعانك. لو عايز تفضفض لنا دوس هنا