اعتقلت سلطات الأمن السودانية الدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض. وفي اتصال هاتفي لها مع ال"بي بي سي" أكدت وصال المهدي زوجة الترابي أن عناصر من الأمن السوداني اقتحمت منزله في العاصمة السودانية الخرطوم بعد منتصف ليل السبت بالتوقيت المحلي، واقتادته إلى مكان مجهول. وقالت إن زوجها ربما اعتُقل لادلائه بمقابلة صحفية لصحيفة "أخبار اليوم" السودانية المستقلة اتّهم فيها السلطات السودانية بتزوير الانتخابات الأخيرة لصالح حزب الرئيس عمر حسن البشير. وقالت زوجة الزعيم السوداني المعارض إن قادة حزب المؤتمر لم يجتمعوا بعدُ لدراسة الخطوة القادمة بعد اعتقال الترابي، مشيرة إلى أن أسرته ستتصل بإدارة الأمن السياسي في الخرطوم بحري لترى إلى أين تم اقتياده. وقدّر نجله "صديق حسن الترابي" في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت بأن نحو أربع عربات، اثنتان منها مسلحتان جاءت إلى منزل والده نحو الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف ليلة الأحد، واقتادته إلى مكاتب جهاز الأمن السياسي في الخرطوم بحري. ونقلت وكالة رويترز عن إبراهيم السنوسي نائب "الترابي" قوله إن السلطات الأمنية جاءت إلى منزل "الترابي" وأخذته، "ونريد أن نعرف السبب". ويقول مراقبون إن الاعتقال ربما تمّ على خلفية التطورات الأمنية في دارفور؛ حيث تجددت المعارك بين القوات الحكومية وقوات حركة العدل والمساواة المتمرّدة في الإقليم التي يتهم حزب المؤتمر الشعبي المعارض بدعمها. كما أفاد مراسل الجزيرة نت في الخرطوم أن السلطات السودانية أغلقت الليلة صحيفة "رأي الشعب" الناطقة باسم حزب المؤتمر الشعبي، ونقل المراسل عن رئيس تحرير الصحيفة "ياسين عمر الإمام" تأكيده ذلك.
وكان حزب المؤتمر الشعبي أحد الأحزاب القليلة التي خاضت غمار أول انتخابات عامة تنافسية في السودان منذ أربعة وعشرين عاماً، والتي جرت الشهر الماضي. وقد اتّهم مراراً الحزب الحاكم بزعامة الرئيس عمر حسن البشير بتزوير تلك الانتخابات. ويُذكر أن الترابي الذي كان وثيق الصلة بالرئيس عمر حسن البشير قبل انشقاقه عنه 1999-2000 وتشكيل حزبه المعارض على خلفية نزاع على السلطة والصلاحيات، كان قد اعتُقل عدة مرات في السنوات الماضية آخرها في يناير عام 2009. عن مصادر متعددة