السلام عليكم. أنا فتاة عمري 23 سنة، ولم أصادف الحب قط طوال عمري؛ ولكنني أُحببت من أشخاص أنا أحبهم كإخوتي، وأعاني من أمرين: 1. الألم الذي أسببه بدون قصد إليهم؛ إذ إنني لا أستجيب لمشاعرهم، وهم يحاولون الارتباط بي، وأقصد بالارتباط الارتباط الصحيح وليس المصاحبة، وأنا لا أستطيع أن أخدعهم؛ حتى أنني أتألم من أي كلمة إعجاب أو من أي كلمة تعبّر عن مشاعرهم تجاهي، ولا أجد سوى كلمة أنني أعتبرهم إخوة لي للاعتذار عن طلبهم للارتباط بي؛ لكنني أجدهم يلحّون في طلبهم هذا؛ مما يزعجني كثيراً ويؤلمني؛ لأنني -كما قلت- أحبهم كإخوتي ولا أتحمل فكرة أن أكون سبباً لألمهم، هل أنا أخطأت أن تعاملت معهم بحسن نية على أساس أننا زملاء، واعتبرتهم إخوتي في العمل؟ وهل تنفع المجاملة في موقف كهذا؟ 2. أشعر أن هذه الكلمات ليست من حقي أن أسمعها سوى من الشخص الذي أوافق بأن أرتبط به. ودائماً أشعر بأنه يوجد شيء داخلي يقول لي لا.. ليس هذا هو الشخص الذي تبحثين عنه، وأحياناً أخرى أشعر بأنني ليس لديّ القدرة الكاملة بأن أثق في أي شاب؛ لأنني طوال عمري أعتمد على نفسي، ولا أعتمد على أحد آخر على الرغم من أنني رومانسية جداً وأيضاً اجتماعية جداً جداً. وبسبب ذلك كله أحسّ بأنني غريبة عن الناس حولي أو أنني متناقضة في تفكيري، ومش عارفة أعمل إيه. آسفة إذا كنت طوّلت عليكم؛ لكنني أريد نهاية للحيرة التي أنا فيها. pinopi صديقتي العزيزة.. كم هو جميل أن نشعر بالآخرين ونقدّر مشاعرهم تجاهنا، كما هو جميل أيضاً أن نحترم مشاعرنا الخاصة ولا نطلقها هباءً. أنا أقدر لك رقة مشاعرك وعدم قدرتك على تحمّل جرحك لمشاعر الآخرين حتى ولو كان الأمر ليس بيدك. ولكن كونك شخصية محبوبة؛ فهذا ليس مشكلة على الإطلاق؛ بل هي نعمة ينبغي أن تحمدي الله عليها دائماً. ولكني أعتقد بأن المشكلة الحقيقية عندك تكمن في إحساسك بأنك قد تكونين -بطريقة ما- السبب في حبهم لك وتعلقهم بك؛ بسبب معاملتك الرقيقة لهم ومجاملتهم. وهذا ما يمكن أن نتناقش فيه؛ لأن كل امرأة في الدنيا تملك راداراً أو مؤشراً يجعلها تشعر بمن حولها، يجعلها تدرك أن هذا الشخص معجب بها مثلاً أو أن آخر يحبها، أو أنه في بداية طريقه للإعجاب بها. وهنا يأتي دورك حتى لا تشعري بأنك ظلمتي أحداً؛ فعندما تلاحظين أن شخصاً ما في طريقه لأن يعجب بك أو أن طريقته في التعامل معك بدأت تتغير؛ هنا عليك أن تؤكدي عليه إحساسك بالأخوة نحوه، وأن توضحي له أن هذا الإحساس لن يتغير إلى شيء آخر.. وهذا طبعاً ليس بطريق مباشر، ولكن في أثناء التعامل. وأما بخصوص إحساسك بأنك لا تثقين في أحد ممن حولك؛ فصدقيني أن هذا الشعور سيتلاشى بمجرد أن تقابلي الشخص المناسب الذي يدقّ له قلبك. ولكن -صديقتي العزيزة- أريدك أن تكوني واقعية بعض الشيء ولا تضيّعي الفرص من يدك بدون أن تفكّري بروية وحكمة؛ فمن الممكن أن يكون الشخص المناسب لك موجوداً بين كل هؤلاء المحبين؛ ولكنك لا تعطينه الفرصة بسبب قلقك وخوفك. ولذا فأنا أنصحك أن تفكّري بعقل قبل أن ترفضي أي عرض، وأن تستخيري الله دائماً في كل خطواتك. وفّقك الله لما يحبه ويرضاه.