وجّه الجناح المسلح لحركة حماس (الأحد) رسالة مصورة إلى المجتمع الإسرائيلي عن طريق فيلم للرسوم المتحركة تبلغ مدته نحو ثلاث دقائق تطالب فيه بالضغط من أجل عقد صفقة تبادل للأسرى تتضمن الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط المحتجز في غزة منذ نحو أربعة أعوام. ويُظهر الفيلم والد الجندي الإسرائيلي وهو يهيم على وجهه في الشوارع حاملاً صورة لابنه الأسير، قبل أن يشاهد نعش ابنه، وهو يصل إلى أحد المعابر الحدودية، ليفيق من نومه، ويكتشف أن ما شاهده ما هو إلا مجرد كابوس. وينتهي الفيلم -الذي بثته الحركة بمناسبة مرور 1400 يوم على اختطاف الجندي الإسرائيلي- بعبارة تقول: "ما زال هناك أمل". وحذّرت كتائب القسام، في الرسالة المصورة التي بثتها على موقعها الإلكتروني، من أن الجندي شاليط قد يلقى مصير الطيار الإسرائيلي "رون أراد" الذي فُقِد في جنوب لبنان عام 1986 وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الألمانية. وقالت "القسام" في رسالتها التي استغرقت ثلاث دقائق ونصف إنه "ما زال هناك فرصة أمام المجتمع الصهيوني وأمام الحكومة الصهيونية لإتمام صفقة تبادل يتم بموجبها الإفراج عن شاليط مقابل أسرى فلسطينيين". وتابعت: "أما إذا استمر المجتمع الإسرائيلي في مماطلته فإنه سيندم وحينها لن ينفع الندم". وشددت "القسام" على أنه "إذا أراد المجتمع الصهيوني عودة شاليط سالماً، فعلى حكومتهم أن تدفع الثمن؛ بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وإن رفضت شروط المقاومة حالياً فستضطر للإفراج عنهم آجلاً أم عاجلاً وبثمن أكبر"، مضيفة أن "الأسرى سيخرجون سيخرجون". وأكدت كتائب القسام برسالتها "أنها ستواصل مشوارها نحو تحرير الأسرى، وستواصل عملها على أسر أصدقاء جدد لشاليط؛ لدرجة أن الحكومة الصهيونية ستضطر لتأسيس وزارة خاصة بالجنود الأسرى الصهاينة". في الوقت نفسه وصفت الحكومة الإسرائيلية الفيديو الذي بثته "حماس" بأنه دليل على "الطابع السافل والإرهابي" للحركة الفلسطينية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن بيان صدر عن ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قوله إن "حماس تتصرف بشكل تهكمي في قضية شاليط، مما يدل على طابعها السافل والإرهابي"، ولفت إلى أن "بث الشريط يأتي بعد يومين من سماح إسرائيل لابنة وزير الداخلية الحمساوي بالتنقل جواً إلى الأردن لغرض العلاج الطبي". كما نقلت عن نوعام شاليط -والد الجندي المخطتف- إعرابه عن أسفه "لاختيار قادة حماس مجدداً الحرب السيكولوجية، بدلاً من المصادقة على اقتراح الوسيط الألماني لعقد صفقة تبادل"، مشيراً إلى أن هذا الاقتراح مطروح على الطاولة منذ أربعة أشهر. في المقابل أكد القيادي في حماس إسماعيل رضوان أن "الجندي الصهيوني جلعاد شاليط الأسير لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لن يرى النور حتى يراه أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال"، مشدداً على أن "حياته ليست أشرف من حياة ثمانية آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال" -وفقاً للCNN. وكانت كتائب القسام قد أسرت الجندي شاليط في عملية كوماندوز على حدود قطاع غزة نهاية يونيو 2006. وتطالب حركة حماس بالإفراج عن ألف أسير فلسطيني بينهم 450 من قدامى الأسرى تعتقلهم إسرائيل في مقابل الإفراج عن شاليط، وذلك في مفاوضات غير مباشرة ترعاها مصر وألمانيا لم تتوّج بالتوصل لاتفاق. وقالت الحركة مؤخراً إن مفاوضات صفقة التبادل مجمدة؛ بسبب تمسك الحكومة الإسرائيلية بعدم تلبية مطالبها من الصفقة. عن مصادر متعددة إضغط لمشاهدة الفيديو: