أنا حاسة إني بقيت إنسانة ضايعة محتاجة رأي حد بجد؛ لأني تعبانة جدًّا.. أنا عمري 22 سنة، وحبيت إنسان وأنا في المرحلة الثانوية، وارتبطنا ارتباط عاطفي لمدة 4 سنوات، وتمت الخطوبة وأنا في السنة النهائية من كليتي، يعني مجمل معرفتي بحبيبي 5 سنوات ونص. حياتي كلها هو وبس، هو خلاني أبعد عن أي معرفة شباب حتى لو كانوا مجرد زملاء دراسة بالجامعة، لحد ما اتخرّجت من الجامعة واشتغلت، بعد ما اشتغلت ابتديت أحس إني اتخنقت من حياتي المقفولة عليّ، وابتديت أخرج مع أصحابي البنات وأشوف الدنيا، وبدأت أحس إني زهقانة منه وما عنديش رغبة لرؤيته أو حديثه أصبح حديثه ملل، وخُلْقي أصبح ضيق معاه. أنا مش باخونه وما ليش أي علاقة عاطفية بشباب طبعاً، بس اتعرّفت على شباب عن طريق عملي مجرد زملاء عمل، بس مرتاحة جدًّا، وأنا ليّ علاقة بيهم وبيكلموني وباكلمهم، بس ده طبعاً بدون علم خطيبي. أنا دلوقتي مش عارفة أنا مين ولّا عايزة إيه!! هو بيحبني جدًّا وبيعمل كل حاجة عشان نتجوّز بسرعة، وأنا حاسة إني ما قدرش أعيش من غيره، في نفس الوقت خايفة أتجوّز وأزهق حاسة إني ما عشتش حياتي. tr23a
عزيزتي... ما مفهوم "تعيشي حياتِك"؟ هل تعنين حياة بلا مسئوليات ولا التزامات؟ إن كنتِ تتحدثين عن تلك الحياة -فعفوًا- أفيقي! نحن في الدنيا.. حيث على كل منا في مرحلة ما من عمره أن يبدأ يُدرك أن كل إنسان يجب أن تكون له مسئوليات والتزامات وأمور عليه الاعتناء بها, فالحياة ليست عبارة عن خروجات وأصدقاء ومرح, هناك جانب جدي على كل منا مراعاته, وعلى كل منا تحقيق التوازن الصحي بين التفاني فيما هو جد والاستمتاع بمباهج الحياة. ثم إن النجاح في تكوين حياة زوجية سعيدة إلى جوار من تحبين, والحفاظ على تلك الحياة وجني ثمارها, لهو من متع الحياة التي تريدين أن تعيشيها. أنا أتفق معكِ أن من حقكِ أن يكون لديكِ أصدقاء وعلاقات اجتماعية وجوانب عدة من الحياة, ولكن أن تلخصي الحياة كلها في تلك المتع فقط، وأن يتحوّل الارتباط بمن تحبين ويحبك منذ خمسة أعوام إلى عبء ثقيل مكروه, فهذه قمة الغفلة عن المعنى السليم للحياة! ثم إن هؤلاء الذين تستمتعين معهم بحياة الفراغ الذهني والراحة من كل عبء، لكل منهم التزاماته, وسرعان ما تجدينهم قد انفضوا من حولك كلا إلى حياته, فأين تكون حياتك تلك التي تريدين أن تعيشيها؟ إن تفكيرك في حاجة لتعديل كبير يا عزيزتي.. هذا فضلاً عن خطئك في حق خطيبك بإخفائك عنه علاقاتك بزملائك, وفي رأيي أن عليك أخذ وقفة مع نفسك تفكرين فيها وتقررين ماذا تريدين حقًا, ولكن ليس في ضوء إغراء الحياة الفارغة الخيالية, وإنما في ضوء الواقع الملموس والمحسوس من حولك, والذي لا تستطيعين الانفصال عنه. فإما أن يعتدل تفكيرك, أو أن تصارحي خطيبك بما يجري في ذهنك كله, حتى تكون له الحرية في أن يكمل معك متحملاً عيشك في الوهم أو أن يبحث لنفسه عن فتاة جادة في تكوين علاقة طبيعية. هداكِ الله