أنا بنت عندي 23 سنة، وعندي مشكلة تعباني طول حياتي.. وأنا صغيرة كان ماما وبابا ساعات بيضربوني، وكتير بيزعقوا لي أو يشتموني، أو يتريقوا عليّ، وممكن كمان قصاد قرايبي. أنا ابتديت أفكر في الانتحار من وأنا عندي 8 سنين، ولما كنت أعرف إن حد مات كنت أحقد عليه، ولما شفت طفل ميت قصادي عيطت، مش علشانه.. بس علشان كان نفسي أكون مكانه. كل ما أسرح شوية كنت أفكر في الطريقة اللي ممكن أموت بيها، وإيه اللي هيحصل لما أموت، ولما كبرت شوية وعرفت إنه حرام كنت باقول لنفسي "بس لما أموت هيعرفوا إن اللي عملوه ضيّعني"، وكل اللي هيعرفوا اللي حصل هيعاملوا أولادهم أحسن، وهيعرفوا إن الضرب مش وسيلة تربية، ولا النقد المستمر والزعيق هيخلي حد يبقى أحسن، وهاخد ثوابهم فربنا هيغفر لي. وصلت لدرجة إني لما بدأت أحفظ قرآن ولقيت إنهم هياخدوا ثواب على ده بطلت، علشان إزاي كانوا هيخلوني أموت كافرة ولما ربنا هداني وقربت منه هما اللي ياخدوا ثواب، لحد ما كل الأبواب اتقفلت في وشي، وفعلا مابقاش قصادي غير ربنا، وساعتها الحمد لله رجعت له, أنا طول عمري مواظبة على الصلاة والقرآن. دلوقتي أنا مخطوبة لأطيب وأحن راجل في الدنيا، وبيحميني حتى من نفسه، جزء مني بيقول الحمد لله وكفاية إن ربنا عوضني بخطيبي، بس لسه جوايا طفلة بتعيط لما تبقى لوحدها، وبتتقطع من جواها لما حد يزعق لها أو يتنرفز عليها. لما سمعت دكتورة بتقول إن البنت بنسبة 80% بتبقى نسخة من مامتها بعد الجواز خفت أوي، وقلت مش عايزة أتجوز، وخفت أشيل ذنب بنتي. مش عايزة أظلم خطيبي بإنه يتجوز واحدة مريضة نفسيا، ممكن تطلع أولاده زيها كده، وأنا عارفة إني عمري ما هبقى إنسانة طبيعية. الحلم اللي عندي من سنين هو إن يوم ما أتجوز هترمي في حضن جوزي وأعيط كتير لحد ما أطلّع كل اللي جوايا.. بس هو مايستاهلش إني أنكد عليه، وبقى جوايا رغبة مش طبيعية إني لما أتجوز جوزي يضربني، وماعرفش إيه السبب في ده، وحاسة إني عمري ما هبقى مبسوطة غير لو عمل كده وبعدها حضني وطبطب عليّ. كل اللي يشوفني يحسدني إن ربنا اداني ذكاء عالي وجمال وأب وأم مثاليين في نظر المجتمع، وظاهريا على طول مبتسمة وباضحك، أنا ماعنديش ثقة في نفسي ومابعرفش أعمل حاجة لوحدي، واللي يعرفوني كويس شايفين نظرة الحزن اللي في عينيا اللي مش بتختفي غير لما أشوف خطيبي، مع إني ساعات لما بيكون عندنا ونكون قاعدين لوحدنا ألاقي نفسي باعيط من غير سبب. عايزة أسيبه علشان ماظلموش.. بس برده مش عايزة أسيبه علشان ماظلمش نفسي، وأضيّع أغلى هدية ربنا اداها لي.
eng_re
صديقتي.. ذكّرني حديثك بكلمة تقولها أمي دائما حينما تشتد بي المحَن وتسودّ الدنيا أمام عيني فتقول لي "لا تقلقي فرب الكون موجود يعطي بعد كل محنة منحة"، وهذا ما أرغب أن تضعيه في ذهنك أنتِ أيضا يا عزيزتي، لأن الحياة لا تسير على خط واحد طول الوقت. نعم.. أسرف والداكِ في تربيتك بطريقة الضرب والعنف دون أن ينتبها لأثر هذا، ولكن صديقتي فكري في الأمر بطريقة أخرى.. إن والديكِ أخطآ في ضربك واستخدام العنف والعقاب بدلا من الحنان.. ولكن صدقيني هما لم يفكرا في الأمر بهذه الطريقة، ولكن بالتأكيد أرادا أن تكون لديهما أفضل فتاة. ولكن ما يزيد عن الحد ينقلب إلى الضد وهذا ما حدث معكِ بالفعل، وهذا ما أرغب أن يتعلمه الكثير في تربية أبنائهم، وكذلك أنتِ، لا أرغب أن تنتبهي لكلام من قالت إن الفتيات يصبحن كأمهاتهن بعد الزواج ليس هذا صحيحا.. فطريقة تعاملنا مع أبنائنا بالتأكيد تختلف، نربيهم بالطريقة التي نرغب فيها نحن، لا نقلد سوى الطيب منها ونبتعد عن تلك التي رفضناها يوما ما. صديقتي.. ما يقلقني هنا هو رغبتك في أن يضربك زوجك بعد الزواج وهي رغبة ليست سويّة، تحتاج منكِ أن تراجعي طبيبة نفسية، وهذا ليس بعيب أو خطأ في تكوينك أنتِ، ولكنه أمر يمكن معالجته، وكذلك ستساعدك الطبيبة على أن تتخطي كل الآلام التي توجد داخلك وتعتقدين أنها ستؤثر على حياتك بعد الزواج. عزيزتي.. تقولين إن خطيبك شاب جيد وطيب وتصفينه بالهدية التي أهداها لكِ المولى عز وجل، فحافظي عليه ولا تضيعينه من يديكِ، وكذلك لا أجد مانعا من مصارحته بما حدث معك دون ذكر فكرة ضربك بعد الزواج، وتطلبين منه أن يساعدك في الذهاب إلى طبيبة نفسية، ولا عيب في هذا، دون أن يخبر أحدا، لتستطيعي أن تمري بكل العواقب الداخلية التي تجتاحك وينتبه هو إلى ما كان يؤلمك فيبتعد عنه وتعيشان في أمان معا. سيدتي.. علمتني الدنيا أنه إن لم أساعد نفسي فلن يساعدني أحد، ولذلك أرجو منكِ أن تعلمي شيئا مهما، وهو أن كلا منا داخله طاقة يستطيع بها النجاح في كل أمور حياته لو سخرها بالطريقة الصحيحة، وأنت ذكية وجميلة ومحبوبة ورزقك الله الحب، فلماذا لا تجعلين حياتك أفضل بتخطي كل هذا والسعي نحو العلاج لأنه الطريقة الحالية التي ستساعدك. وأختم حديثي معكِ بقول المولى عز وجل {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.. تحياتي وتابعيني بأخبارك.