لا يزال الدولار الأمريكي يواجه زخم بيعي مقابل العملات الرئيسية باستثناء الفرنك السويسري عقب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة، ووسط تكهنات بأن يتخذ الاحتياطي الفيدرالي المزيد من اجراءات السياسة النقدية خلال الشهر المقبل. وبرغم عدم تصريح رئيس الاحتياطي الفيدرالي بن برنانكي لأي إشارات لتسهيل نقدي 3 أو تفاصيل لذلك لدعم تعافي الاقتصاد الأمريكي يوم الجمعة الماضي خلال الاجتماع، فقد أعلن برنانكي إن البنك يمكن أن يمد اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية إلى يومين ليكون هناك وقت أكبر لمناقشة الخيارات المتاحة أمامه. ويراهن المتداولون على إعلان البنك المركزي لإجراءات حفز جديدة خلال اجتماع السياسة النقدية في شهر سبتمبر، حيث أشار برنانكي أيضًا إلى أن الفيدرالي مستعدًا لتوظيف آلياته لتكون مناسبة لتعزيز تعافي اقتصادي أكثر قوة. على الجانب الآخر، كان هناك عاملًا آخر دفع العملة الموحدة للارتفاع ألا وهو التقرير الذي صدر عن صنداي تايمز وأفاد أن مسؤلوا البنك المركزي ينظروا في تقديم ضمانات على السندات التي أصدرتها البنوك. ووفقًا لآراء بعض المحللين الاقتصاديين، فهم غير مقتنعين بأن يستطيع اليورو الارتفاع كثيرًا، نظرًا لأزمة ديون منطقة اليورو وتعليقات لاغارد رئيس صندوق النقد الدولي، التي حذرت إن الاقتصاد العالمي يشهد تباطؤً ويواجه مرحلة خطيرة في هذه الآونة. هذا فضلًا عن المخاوف المتزايدة من أن تنتشر أزمة ديون منطقة اليورو إلى النظام المصرفي الأوروبي. ومع ذلك، ففي ظل دعم البنك المركزي السويسري للزوج (يورو/ فرنك) والزوج (دولار/ فرنك)، من المحتمل أن يتحدد تراجع اليورو في الوقت الحالي. ومن أهم أحداث اليوم، كان اختياررئيس وزراء ياباني جديد، فقد أفادت الأخبار باختيار وزير المالية الياباني نودا من قبل الحزب الديمقراطي الحاكم لليابان ليكون رئيسًا للحزب، ومن ثم تعين أن يصبح نودا رئيس الوزراء المقبل لليابان. ومع ذلك، ليس هناك ردود فعل بالغة على هذا القرار في السوق الحالية، حيث ينتظر المتداولون الإعلان عن مجموعة جديدة من السياسات والاجراءات من قبل الإدارة الجديدة، بشأن كبح ارتفاع اليورو وبشأن التعامل مع تأثير هذا الارتفاع على الاقتصاد الياباني. وبرغم ارتفاع الين إلى المستوى 77.00 الأسبوع الماضي بفضل التوقعات أن يشير برنانكي إلى تسهيل نقدي 3، تراجع الزوج (دولار/ ين) إلى نقطة انطلاقه يوم الجمعة الماضي ليصل إلى المستوى 76.50. فيبقى المصدرين هم أكثر من يقومون بعمليات البيع عند المستوى 77.00. ولذلك، مالم تعلن السلطات اليابانية مثلما فعلت في وقت سابق من هذا الشهر في 4 أغسطس عن دورة جديدة من التدخل لبيع الين، سيكون من الصعب أن يجري تداول الزوج (دولار/ ين) بشكل طبيعي فوق المستوى 77.00، في ظل ما تشهده الأسواق اليابانية من أسعار العرض على ارتفاع ما بين المستويين 77.10 و 77.80 . في الوقت نفسه، كان الفرنك السويسري هو العملة الرئيسة الوحيدة التي جرى التداول عليها منخفضة مقابل الدولار الأمريكي يوم الجمعة الماضي. فقد ارتفع الفرنك السويسري جزئيًا خلال الأسبوع الماضي، نظرًا للبيانات الاقتصادية التي كانت أقل من التوقعات لمؤشر KOF السويسري الرائد، بالإضافة إلى ملاحظات الإتحاد السويسري التي قالت إن قيمة الفرنك السويسري "ترتفع بشكل بالغ". وكان هناك شائعات بأن البنك المركزي السويسري إتخذ إجراءًا لبيع الفرنك السويسري، ما أدى إلى ارتفاع الزوج (دولار/ فرنك) والزوج (يورو/ فرنك) إلى المستويين 0.8159 و 1.1735 بشكل ملحوظ. لذلك ظهرت أوامر وقف عمليات التداول فوق المستويات 0.8020 و 0.8040 و 0.8100، وتراجعت الأسعار من المستوى 0.8159. وفي ظل عدم وضوح موقف البنك المركزي السويسري، يجب أن يتحدد الاتجاه الهابط ويشهد المستوى 0.8050 أسعار العرض منخفضًا إلى المستوى 0.8030 ومن ثم إلى المستوى 0.8000. فيرى المتداولون بالتأكيد عزم البنك المركزي السويسري على خفض قيمة الفرنك، فضلًا عن المحادثات الجارية حول احتمالية بدأ البنوك السويسرية في طرح ودائع خارجية للفرنك ، وهو الأمر الذي من شأنه خفض الطلب على الفرنك. على الجانب الآخر، واصل الدولار الأسترالي ارتفاعه من الجمعة الماضية بفضل عمليات الشراء التي شهدها من قبل كبار المستثمرين اليابانيين، وهو ما أدى إلى استقرار أسعار العرض قبل أوامر وقف عمليات التداول عند المستوى 1.0600. هذا وساعدت عمليات البيع الكبيرة لزوج (الأسترالي/ ين) من قبل المتداولين اليابانيين بنظام الهامش في ارتفاع الدولار الأسترالي. وبالرغم من تراجع مبيعات المنازل الجديدة للشهر الثاني على التوالي، كان لذلك دورًا في دعم الدولار الأسترالي، حيث جعلت هذه البيانات الضعيفة في الإسكان وسوق المنازل الجديدة، البنك الاحتياطي الأسترالي غير مضطرًا لخفض أسعار الفائدة.