شهد الاقتصاد الأمريكي أسبوعاً هادئاً نسبياً من حيث إصدار البيانات والأخبار الاقتصادية، وذلك بالمقارنة مع الأسابيع الماضية، حيث تركزت بيانات الأسبوع الماضي على بيانات قطاع المنازل والناتج المحلي الإجمالي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لتلعب تلك البيانات إلى جانب خطاب برنانكي المحرك الرئيس للأسواق المالية . وقد أكدت لنا بيانات الأسبوع الماضي أشارت إلى ارتفاع طلبات البضائع المعمرة خلال تموز/يوليو الماضي وبأعلى من التوقعات، كما وقد أظهرت تلك الطلبات والمستثنى منها المواصلات ارتفاعاً هي الأخرى خلال الفترة ذاتها وبأفضل من التوقعات، الأمر الذي يؤكد على أن طلبات البضائع المعمرة تشهد تحسناً ملحوظاً، في حين أظهر المؤشر أن الطلبات على المنتجات التي تعكس قابلية إنفاق المستهلكين لا تزال ضعيفة بعض الشيء، بسبب ضعف مستويات الإنفاق بشكل عام، علماً بأن الإنفاق يشكل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي تقريباً. وبالعودة إلى البيانات المتعلقة بأداء قطاع المنازل الأمريكي -ذلك القطاع الذي بدأ الأزمة المالية الأسوأ في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية- خلال شهر تموز/يوليو، حيث شهدنا انخفاض مؤشر مبيعات المنازل الجديدة وبأسوأ من التوقعات، الأمر الذي يؤكد على أن القطاع لا يزال يبحث عن استقراره المفقود، وسط ارتفاع معدلات البطالة في البلاد، تشديد شروط الائتمان، ناهيك عن ارتفاع قيم حبس الرهونات العقارية، لتواصل تلك العوامل إثقال كاهل قطاع المنازل الأمريكي، علماً بأن الفدرالي الأمريكي أكد مؤخراً وفي العديد من المناسبات استمرار الضعف في قطاع المنازل الأمريكي، وقبوع أنشطته ضمن مستويات مخيبة للآمال. أما وزارة التجارة الأمريكية فقد كانت على موعد مع إصدار بيانات الناتج المحلي الإجمالي أو الناتج المحلي القومي والخاصة بالربع الثاني من العام الجاري 2011 وفي القراءة الثانية، حيث أظهر التقرير بأن الاقتصاد الأمريكي نما بنسبة 1.0% خلال الربع الثاني، وبأدنى من التوقعات التي أشارت إلى أن الاقتصاد الأمريكي نما بنسبة 1.1% خلال الربع الثاني، أما مستويات الإنفاق الشخصي فقد ارتفعت بنسبة 0.4 بالمئة وبأعلى من التوقعات، مع الإشارة إلى أن تلك القراءات تؤكد على أن الاقتصاد الأمريكي يشهد تباطؤً ملحوظاً في الآونة الأخيرة. وعلى الرغم من كون الاقتصاد الأمريكي لا زال يواجه الكثير من التحديات في الوقت الحالي، إلا أن رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي لم يأت على ذكر إقرار المزيد من خطط التحفيز لدعم الاقتصاد الأمريكي في الوقت المقبل، وذلك خلال خطاب له أمام رؤساء البنوك المركزية حول العالم في ولاية وايومنغ الأمريكية. ولا بد لنا من الإشارة إلى أن ذلك الخطاب تضمن أيضاً تأكيد برنانكي على أن الفدرالي الأمريكي يمتلك الكثير من الأدوات لدعم الاقتصاد، إلا أنه لا يرى حاجة لاستخدامها، في حين احتفظ برنانكي بنظرة "متفائلة" حيال مستقبل النمو في الاقتصاد الأمريكي. وقد ارتفعت أسعار النفط الذهب خلال الأسبوع الماضي لتسجل مستوى قياسي تاريخي جديد عند 1912.02 دولار أمريكي للأونصة (الأوقية)، وذلك بسبب إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة، في ظل استمرار حالة التخوف والقلق حيال مستقبل الاقتصاد العالمي. وبالحديث عن أداء الأسواق في الأسبوع الماضي، فسنجد بأن أسواق الأسهم الأمريكية تأرجحت خلال الأسبوع الماضي، إلا أن الاتجاه العام لوول ستريت بقي هابطاً، بسبب البيانات السيئة التي صدرت عن الولاياتالمتحدة، أما الدولار الأمريكي فقد تأرجح هو الآخر في تداولات الأسبوع الماضي، فتارة كان توجه المستثمرين نحو العملات ذات العائد المتدني، وتارة توجهوا نحو العملات ذات العائد المرتفع، حيث كان هذا التوجه منوطاً بتفاؤلهم أو تشاؤمهم، في ضوء البيانات الاقتصادية والسياسية والتي صدرت عن كافة الاقتصاديات الرئيسية حول العالم...