ارتفعت أغلب الأسواق العالمية اليوم الأربعاء متأثرة بالآمال المعقودة بأن التعافي الاقتصادي الأمريكي قد بدأ في لم شعثه واستجماع قواه، مدعومًا في ذلك بأرباح الشركات، ومخففًا من بعض الضغوط التي أحدثتها أزمة الدين الأوربية. تجدر الإشارة إلى أن الأسهم الأمريكية ارتفعت منذ صدور بيانات العمل الأمريكية الأسبوع الماضي التي أوضحت بدورها ارتفاعًا معدل التوظيف، وهو ما يشير إلى أن إنفاق المستهلك الأمريكي- أحد محركات النمو الاقتصادي العالمي- قد بتعافى بأسرع من توقعات السوق. من ناحية أخرى على الصعيد الأوربي، يتراءى لنا أن المشهد العام يتسم بالقتامة. فرغم تسجيل الاقتصاد الألماني نسبة ارتفاع قدرها 3% خلال عام 2011، إلا أن البيانات الجديدة الصادرة اليوم الأربعاء حملت بين طياتها حدوث انكماش طفيف بها للربع الرابع على التوالي. وفي وقت سابق، أوضحت البيانات الاقتصادية هبوط الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة خلال الشهور الأخيرة، في إشارة إلى أن حتى أكبر الاقتصادات الأوربية تتجرع مرارة أزمة الدين الكامنة بالمنطقة. إلا أن الآمال النابعة اليوم الأربعاء بأن الاقتصاد الأمريكي سيطل علينا بأرباح قوية خلال الربع الأخير من العام عملت على موازنة تلك المخاوف إلى حد كبير، إذ من المفترض أن تعلن عن أرباحها خلال تلك الفترة في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وقد ظهرت أولى الإشارات الإيجابية من عملاقة صناعة الألومونيوم في العالم شركة "ألكوا"- التي تعتبر من أكبر الشركات نظرًا لاستخدام الكثير من الشركات لمنتجاتها- إذ أعلنت الشركة يوم الاثنين أن عائداتها خلال الربع الأخير من العام قد فاقت توقعات السوق. وبحلول منتصف الصباح، ارتفع مؤشر DAX الألماني بواقع 0.1%، ليصل إلى المستوى 6,167.64، كما ارتفع مؤشر CAC-40 الفرنسي بنسبة 0.6%، ليصل إلى المستوى 3,230.51. في حين اتسم مؤشر FTSE 100 البريطاني بالثبات عند المستوى 5,695.42. وبات واضحًا أن وول ستريت على استعداد لتسجيل مكاسب صغيرة عند افتتاحه، إذ ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر Dow Jones الصناعي بواقع 0.1%، ليصل إلى المستوى 12,406. كما ارتفع العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.1%، ليصل إلى 1,286.90.
