قطاع الصناعة يظهر تباطؤ أنشطته الاقتصادية وقطاع المنازل يبقى ضمن حالة تباين

عقب الأنباء التي ظهرت اليوم بخصوص قطاع العمالة الأمريكي متمثلة في تقرير ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص، صدرت بيانات قطاعي المنازل والصناعة، هذا مع العلم أن الأسواق دخلت ضمن هالة من التشاؤم بخصوص الوضع الاقتصاد عقب صدور تلك البيانات.
حيث أشار التقرير الخاص بقطاع العمالة بأن القطاع الخاص أضافة خلال أيار/ مايو ما يصل إلى 38 ألف وظيفة فقط مقارنة بالتوقعات التي بلغت 175 ألف وظيفة مضافة، ليأتي مؤشر معهد التزويد الصناعي مكملا لحالة التشاؤم مظهرا تراجع الأنشطة الاقتصادية في القطاع خلال الشهر نفسه، ليهبط المؤشر بأسوأ من التوقعات.
حيث صدر مؤشر معهد التزويد الصناعي منخفضا خلال شهر أيار/ مايو إلى 53.5، مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 60.4 و بأسوأ من التوقعات التي بلغت 57.1، في حين هبطت الأسعار المدفوعة لمعهد التزويد الصناعي خلال الشهر نفسه إلى 76.5 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 85.5 و بأدنى من التوقعات التي بلغت 81.5.
مشيرين إلى أن قطاع الصناعة الأمريكي كان الداعم الأكبر لنمو الاقتصاد الأمريكي خلال نهاية العام 2009 ومع بداية العام 2010 ليواصل توسعه، حيث حافظ قطاع الصناعة على حالة التوسع التي بدأها مسبقا، واضعين بعين الاعتبار أن قطاع الصناعة يعد من أسرع القطاعات التي خلّفت المرحلة الأسوأ من الركود، إلا أن الضغوطات أثرت على نشاطات الاقتصاد الأمريكي لتنعكس على الأداء الاقتصادي بالإجمالي.
مشيرين بأن معدلات البطالة لا تزال ضمن المستويات العليا، هذا بالإضافة إلى الأوضاع الائتمانية الصعبة، ناهيك عن مسألة ارتفاع أسعار النفط الخام خلال الأشهر الأولى من العام الجاري مشيرا الفدرالي الأمريكي في آخر اجتماعاته بأن هذه المسألة قد تكون سببا في ارتفاع الأسعار بالإجمالي لتؤثر على مستويات الإنفاق لدى المستهلكين وبالتالي تنعكس على النشاطات الاقتصادية للقطاعات المختلفة.
في حين أظهرت المؤشرات الفرعية في التقرير الصادر إلى انخفاض الإنتاج إلى 54.0 مقابل 63.8، في حين انخفضت الطلبات الجديدة إلى 51.0 مقابل 61.7، بينما انخفضت المخزونات لتصل إلى 48.7 مقابل 53.6، وبما يخص معدل التوظيف فقد هبط إلى 58.2 مقابل 62.7، في حين انخفضت طلبات الواردات خلال أيار إلى 54.5 مقابل 55.5، أما طلبات الصادرات الجديدة فقد ارتفعت إلى 55.0 مقابل 62.0.
أما بالنسبة لقطاع المنازل الأمريكي فإن النشاطات الاقتصادية فيه لا تزال ضعيفة وسط العقبات التي تقف أمامه مثل أوضاع التشديد الائتماني بالإضافة إلى ارتفاع قيم حبس الرهن العقاري، إلا أن القطاع يبقى ضمن حالة تباين واضحة، حيث صدر اليوم مؤشر الإنفاق على البناء مظهرا ارتفاع المؤشر خلال الشهر نفسه بنسبة 0.4% مقارنة بالقراءة السابقة التي تم تعديلها إلى 0.1% وبأفضل من التوقعات التي بلغت 0.3%.
كما وأشار التقرير إلى أن مستويات الإنفاق الخاصة بالعقارات السكنية والغير سكنية لا تزال ضعيفة، إلا أن الإنفاق الحكومي على البناء واصل نشاطاته ضمن وتيرة معتدلة، خاصة على العقارات السكنية منها، مشيرين إلى أن قطاع المنازل الأمريكي قد يبقى ضمن مرحلة التباين خلال الفترة الراهنة.
مشيرين بأن هذه البيانات أثرت على تداولات المستثمرين، حيث وسعّت مؤشرات الأسهم الأمريكية من خسائرها منذ بداية الجلسة وحتى صدور تقرير معهد التزويد الصناعي، حيث هبط مؤشر داو جونز الصناعي في تمام الساعة 10:17 بتوقيت نيويورك بمقدار 107.81 نقطة أو 0.86% ليصل إلى مستويات 12461.98 نقطة، بينما انخفض مؤشر S&P 500 في نفس الوقت ليصل إلى مستويات 1333.36 نقطة اي مرتفعا بمقدار 11.84 نقطة أو 0.88%، وأخيرا هبط مؤشر النازداك بمقدار 17.02 نقطة أو 0.60% ليصل إلى مستويات 2818.28 نقطة...