قالت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية أن الضغوط التي يمارسها الرئيس الأمريكي باراك أوباما على نظيره المصري حسني مبارك هذه الأيام أحدثت شرخا في علاقات الولاياتالمتحدة مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسيين قولهم إن السعودية والإمارات اللتين عدتهما حليفتين رئيسيتين لواشنطن، تتباريان للتأثير على تطورات الأحداث في مصر، حيث بعثت الدولتان برسائل تضامن علنية وسرية إلى مبارك ونائبه مدير المخابرات عمر سليمان. وأضافت الصحيفة أن الرسالتين تنطويان على دعم البلدين للرئيس ونائبه في الإشراف على الفترة الانتقالية حتى لا يتمكن الإسلاميون من ملء أي فراغ محتمل في السلطة. وقد منح هذا الدعم من الدول العربية نوعا من العزاء لمبارك، وهو ما قد يفسر في جانب من الجوانب لماذا رفض الرئيس المصري مطالبة أوباما بضرورة البدء على الفور في مرحلة انتقالية تضم المعارضة. كما أن رد فعل الدول العربية الحليفة يظهر إلى أي مدى تصوغ اضطرابات مصر السياسة الأمريكية في المنطقة. وتضيف وول ستريت جورنال أن الولاياتالمتحدة، بوضع نفسها في موقف المعارض لمبارك الذي ظل لعقود حليفا لها، تواجه حاليا تململا من جانب حكومات عربية أخرى "صديقة" لطالما قدمت الدعم لأهداف السياسة الأميركية. وقالت الصحيفة الامريكية أشخاص ملمون بالأوضاع إن إسرائيل –وهي أقرب حلفاء الولاياتالمتحدة- كررت سرا نفس الهواجس التي تستبد بتلك الدول العربية بشأن الحملة الأميركية لتنحية مبارك.. كما تبدي إسرائيل قلقها من أن واشنطن تقلل من قدر التأييد المحلي الذي تحظى به جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية الأخرى في مصر. على أنه من غير الواضح مدى النفوذ الذي يتمتع به السعوديون على نظام مبارك في مصر، نظرا لمقدار الدعم المالي الذي يقدمونه له ولا تعرف قيمته. وتمنح الولاياتالمتحدة مصر كل عام نحو ملياري دولار. وتعد مصر والسعودية شريكتين تجاريتين رئيسيتين، بينما يقول خبراء إن أجهزة المخابرات السعودية والمصرية تربط بينهما علاقات خاصة حميمة.