«التضامن»: حملة «هنوصلك 2» تنفذ 200 قافلة ب19 محافظة    كواليس تلقي الرئيس السادات خبر استشهاد شقيقه في حرب أكتوبر    كم سجل سعر الجنيه الإسترليني أمام الجنيه اليوم في البنوك المصرية؟    نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التونسية تبلغ 27.7%    مفوض أممي: المدنيون في لبنان عالقون بين النزوح وعدم القدرة على الاحتماء    مولر: عمر مرموش استغل الفرص أمام بايرن ميونخ بدون مشاكل    عمر مرموش يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف بالبطولات الأوروبية    "سنوات من الظلم والتجميد".. أول محكمة كرة قدم نسائية في مصر تعلن اعتزالها وتكشف الأسباب    إصابة 18 شخصا في حريق داخل مطعم بالشيخ زايد    صندوق مكافحة الإدمان ينظم زيارة للمتعافين من أبناء المناطق «بديلة العشوائيات»    كيف خلدت الأفلام المصرية نصر أكتوبر؟    بعد إعلانه بيع مطعمه.. نقل صبحي كابر إلى العناية المركزة (فيديو)    رسالة نارية من نجم الزمالك السابق إلى حسام حسن بشأن إمام عاشور    تعليق مثير من محمد صديق على أزمة أحمد حجازي مع حسام حسن    جيش الاحتلال: لا صحة للإشاعات التي تتحدث عن إنقاذ بعض الأسرى في غزة    شكوك حول دخول جواسيس إسرائيليين للجزائر بجوازات مغربية    سعر بيع مطعم صبحي كابر    القبض على سائق "توك توك" تعدى على طالبة فى عين شمس    العبور الثالث إلى سيناء.. بعد 50 عاما من التوقف انطلاق أول قطار إلى سيناء من الفردان إلى محطة بئر العبد غدا الاثنين.. (صور)    بالتزامن مع بدء تركبيها.. ما أهمية مصيدة قلب المفاعل النووي؟    محافظ الإسماعيلية يستقبل رؤساء الوفود المُشاركة بمهرجان الفنون الشعبية    توقعات الأبراج حظك اليوم برج الجدي على جميع الأصعدة.. فرص جديدة    بخفة دمه المعهودة.. علاء مرسي يحتفل بزفاف ابنته بالعزف على الدرامز    أمين الفتوى: 6 أكتوبر من أيام الله الواجب الفرح بها    إحالة فريق"المبادرات" بالإدارة الصحية بطوخ للتحقيق    ديتر هالر: خريجو الجامعة الألمانية سفراء لعالم أكثر سلامة واستدامة    في الذكرى ال140 لتأسيسها.. البابا تواضروس يدشن كنيسة "العذراء" بالفجالة    أرخص 5 سيارات SUV في السوق المصري    اللواء مجدى علام: 6 أكتوبر كان اليوم المناسب لشن الحرب    أكرم القصاص: حرب أكتوبر خداع استراتيجي وملحمة غيرت موازين القوة    تداول 3200 طن بضائع عامة و418 شاحنة بميناء نويبع البحري    وكيل الأوقاف محذرًا من انتشار الشائعات: "كفى بالمرء إثمًا أن يحدث بكل ما سمع"    بالفيديو.. رمضان عبدالمعز: النصر دائما يكون بالتمسك بالكتاب والسنة    وزير الإسكان يتابع سير العمل بمحور عمرو بن العاص الحر    إطلاق دليل الحلول والممارسات الناجحة للاستثمار بمجال الطاقة المتجددة    فكري صالح يطالب بإلغاء الترتيب بين حراس منتخب مصر    المنيا تحتفل بذكرى نصر أكتوبر (صور)    الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال دمَّر 611 مسجدا كلّيًا بغزة واقتحم الأقصى 262 مرة خلال عام    إصابة سيدة وابنتها في انهيار حائط منزل ببني سويف    سوريا:غارة جوية إسرائيلية استهدفت 3 سيارات تحمل مواد طبية وإغاثية    جلسة تصوير للتونسى محمد علي بن حمودة أحدث صفقات غزل المحلة.. صور    أكاديمية البحث العلمي تعلن إنتاج أصناف جديدة من بعض الخضراوات    خبير استراتيجي: الحق لا يرجع بالتفاوض فقط.. يجب وجود القوة    أستاذ بالأزهر: يوضح حكم الصلاة بدون قراءة سورة الفاتحة    أحد أبطال حرب أكتوبر: القوات المسلحة انتهجت أسلوبا علميا في الإعداد لحرب أكتوبر المجيدة    استشاري تغذية: الأسس الغذائية للاعبي كرة القدم مفتاح الأداء الرياضي    الوادي الجديد.. تنظيم قافلة طبية لمدة يومين في قرية بولاق بمركز الخارجة    وزير الصحة: حملة 100 يوم صحة قدمت أكثر من 105 ملايين خدمة مجانية خلال 66 يوما    اتحاد الكرة يحيي ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة ويهنئ الرئيس السيسي    غرق طالبين وإنقاذ ثالث بأحد الشواطئ بالبرلس فى كفر الشيخ    الداخلية تقدم تسهيلات للحالات الإنسانية بالجوازات    دعاء الذنب المتكرر.. «اللهم عاملنا بما أنت أهله»    إدارة الموسيقات العسكرية تشارك فى إقامة حفل لأطفال مؤسسة مستشفى سرطان 57357    ضبط 3 عصابات و167 سلاحا وتنفيذ 84 ألف حكم خلال يوم    تشاهدون اليوم.. مواجهات قوية للمحترفين في الدوريات الأوروبية    رسميًا.. سعر الريال السعودي مقابل الجنيه اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024 بالتزامن مع إجازة البنوك    نص كلمة الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة    الحياة المأساوية للنازحين من ذوي الإعاقة والأطفال في مخيم خان يونس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رواية " قيد الدرس " الهوية و تقاطعات السرد والحكي
نشر في صوت البلد يوم 20 - 05 - 2017

أقام أتيلية الاسكندرية "جماعة الفنانين والكتاب " ندوة أدبية لمناقشة رواية " قيد الدرس " للروائية لنا عبد الرحمن ، قدم للندوة الشاعر جابر بسيوني وشارك في النقاش الناقد شوقي بدر يوسف والناقد محمد عطية محمود ، وذلك بحضور الكاتبة لنا عبد الرحمن في البداية تحدث جابر بسيوني عن " الرواية والروائية " قائلا: رواية " قيد الدرس" واحدة من مشروع لنا عبد الرحمن الروائي ، حيث تتناول دائما في رواياتها موضوعات شائكة تهم بالمقام الأول الانسان في أي مكان ، مثل بحثه عن ذاته أو هويته أو جذوره ، ومن يتتبع مسيرة الكاتبة السردية يلاحظ هذه الأفكار والمفردات ، والرواية التي بين أيدينا تناقش موضوع الهوية والانسان وان كانت احداثها وشخوصها وأماكنها تدور في لبنان ، إلا أنها تعني الانسان في أي مكان ، لأن غياب الهوية تجعل الانسان مهمشاوغريبا في وطنه الذي ولد وعاش فيه ، والكاتبة لنا عبد الرحمن ولدت في بيروت وتعيش في القاهرة منذ سنوات ، ومعروف عنها مشاركتها وكتاباتها النقدية الجادة سواء في الصحف والمجلات أو في الكتب التي أصدرتها وتعنى بالنقد السردي التطبيقي .
الهوية المفقودة
الناقد شوقي بدر يوسف أعد دراسة عن رواية " قيد الدرس " وأزمة الهوية ، وقال أنه سيختار مقتطفات من الدراسة ، تخص فكرة عالم الكاتبة والروائي ، حتى لا يطيل على الجمهور فقال : تعتبر تجربة الكاتبة لنا عبد الرحمن فى روايتها "قيد الدرس" تجربة مهمة لإعادة ترتيب الذاكرة الجمعية بما حدث فى تاريخ الحرب الأهلية فى لبنان وبما يحدث الآن على الأرض العربية فى سوريا والعراق واليمن وليبيا من حروب وأهوال بزعم الارتباط بالربيع العربى، وهى بعيدة كل البعد عن هذه التسمية الربيعية المزعومة.
وربما كانت رواية الكاتبة "ثلج القاهرة" اهتمت بموتيفة البحث عن الجسد فى الموت، والتقمص والتوحد فى الصوره التى اهتم بها الفلاسفة، وبعض المتصوفة، كانت هذه المردات لها حضور أيضا بصورة أو بأخرى فى رواية "قيد الدرس" من خلال البحث عن الهوية المفقودة بدلا من البحث عن جسد ومدن جديدة كما جاء فى "ثلج القاهرة" .
وأضاف شوقي بدر: الكاتبة مولعة فى سردياتها بالانتقال عبر الزمان والمكان، وهو ما احتفت بها فى معظم سردياتها، "حدائق السراب" "تلامس" "أغنية لمارغريت"، "ثلج القاهرة"، "قيد الدرس" وقد تميز عالمها الروائى بهذه السمات الخصبة فى التعبير عن روح المقاومة وروح الحرب "بخلخلة زمن السرد، وتقديم عالم متخيل بوحى من التفكيك فى قوامه الروائى، وشخصيات ملتبسة تعانى تمزقها وغربتها، وتعكس هوية اجتماعية مسكونة بهواجس الموت والدمار، لذا كانت المرأة فى سرديات الكاتبة هى المحور الرئيسى، كما كان الإهداء التى صدرت به الكاتبة روايتها ينسحب على تلك التيمة والشخصيات العربية من خلال أسرة الفدائى باسم عبدالله كى تعطيهم القوة والإرادة لمواجهة الصعاب مهما كانت الأحداث والمحكات والصدمات الذين تعرضوا لها فى وقائع أحداث هذا النص الفاتن من سرديات الكاتبة.
ونجد أن الأستهلال الأولى فى الفصل الأول بعنوان بيروت- 2012 وهو فصل قصير للغاية يعتبر مقدمة أولية للنص بأكمله يغطى شخصيتان رئيسيتان هما حسان عبد الله وشقيقته ليلى، فى هذه المقدمة الاستهلالية تقول الكاتبة مخاطبة حسان فنان الكاريكاتير وأحد الشخصيات المهمة ": من جديد، ها أنت تقف على حافة تحوّل آخر من تحولات حياتك الكثيرة، لكّن هذا التحّول يشبه انعطافا قسريا، عليك أن تحافظ فيه على كامل توازنك". بهذه الكلمات المعبرة عن حياة هذه الشخصية تبرز الكاتبة بداية التعامل مع هذه الشخصيات وبقية الشخصيات المصاحبة لها فى عائلة عبد الله وكأننا هنا نستحضر روح فنان الكاريكاتير الفلسطينى ناجى العلى الذى كانت أعماله الفنية تعتبر سلاحا قويا من أسلحة المقاومة ضد العدو الأسرائيلى.
أما بقية استهلال الفصل الأول فكان يخص الأخت الشقيقة ليلى عبد الله والذى على جاء هيئة مونولوج داخلى على لسان الشخصية، استهلت به الكاتبة هذه المقدمة القصيرة تقول فيه ليلى ": جسدى متعب، أنام لساعات طويلة، قدماى ثقيلتان كأنى أجّر خلفى أكياسا من الرمل، أستيقظ مقيدة بإحساس من ظل لساعات يحصد منفردا حقلا من القمح، ينبغى علىّ ممارسة الحياة حتى آخر رمق، لن أستسلم، أريد العيش من أجل أشياء كثيرة حلوة لم أعرف قيمتها إلا فى وقت متأخر".
وبدأت ليلى فى مخاطبة مرآتها التى نجت من الحرب والتى ترى فيها نفسها وكأنها قد بدأت تشبه أمها نجوى، وكانت هذه المناجاة الخاصة بشخصية ليلى تقول فيها ": أجلس على الصوفا الصغيرة فى سكون وعتمة، يخيل لى أن الأشباح غافية فى الزوايا، البيت هادئ؛ سكانه ما زالوا نياما؛ أفتح باب غرفة سامى، غافيا كملاك ذهبى بشعره الطويل الأشقر، استرق النظر فى وجهه البرئ، لا يبدو لى أنه أنهى سنواته الثلاثة عشر.. أسئلته عن الحياة تحزننى، لأنه مثلى بحث عن أب ولم يجده، وسيظل طوال حياته يتوق لمن يمنحه تلك العاطفة المنقوصة."
بهذا الاستهلال الأولى للفصل الأول للرواية تبدأ الأحداث بالعودة إلى الاجتياح الذى قامت به إسرائيل للبنان عام 1982 وعانت منه جموع غفيرة من الفلسطينييين واللبنانيين فى الجنوب، وقد اختارت الكاتبة هذه العائلة لتبرز من خلالها أحداث كثيرة حدثت لكثير من العائلات التى عانت من هذا الاجتياح وكان لكل منهم حكايته الخاصة وروايته التى تحتاج إلى كاتب ليبرز مأساتها.
تقاطعات السرد والحكي
وتحدث الناقد محمد عطية محمود عن " تقاطعات السرد والحكي " قائلا : تعبر رواية "قيد الدرس" للروائية العربية " لنا عبد الرحمن" برؤية سردية وخبرة كتابة عبرت بالكاتبة من خلال أربعة أعمال سردية سابقة أعطتها مصداقية وخبرة الكتابة الروائية واعتمادها حساسية متميزة في التقاط السردية التي تتناسب إلى حد بعيد مع الفكرة/ الموضوع الخارج من رحم الواقع إلى رحابة المتخيل وبالتضافر معه، إذ فيه دائما من جيناته المكونة..
وأضاف محمد عطية: في قيد الدرس ثمة تقاطع بين العناصر المكونة للحدث القصصي والتيمات الملازمة لها، من جهة، وتقنيات الكتابة السردية المتنوعة من جهة أخرى فنجد الكاتبة تتوجه بالسرد بضمير المتكلم الحميمي ثم تنتقل لتتكلم بلسان الحالة السردية بضمير المخاطب الموجه إلى الذات أو إلى الآخر، ثم تأتي بضمير الغائب لتعقد شبكة من العلاقات التي لا تنفصل عن الجو العام ولكنها تخلق مناخات نفسسية قادرة على بللورة الذات البشرية في أوج حالات ضعفها وقوتها والتحلمها مع سمات المكان الذي يأخذ هو الآخر سمات جمالية مغايرة قد تضعه كي يكون مركزا فاعلا في فضاء النص في موازاة نفسية ومادية مع مركزية الشخوص الفاعلة التي لها براءة التعامل مع كل عناصر المكان وتقاطعاتها مع الزمان بفرضياته التي تؤطر الحدث الروائي..
وأكد عطية أن تقاطع السرد والحكي، سلسلة مترابطة محكمة حرصت الكاتبة على عدم التخلي عن أي جزء منها لتعطينا متعة الرواية من خلال هذه التقاطعات في روايتها قيد الدرس، التي هي بالأساس رواية قضية إنسانية تلاحق الإنسان في كل بقعة من بقاع العالم وفي كل حضارة من الحضارات، ولا تلتزم السمة اللصيقة بالمكان المحدد فهي فقد تعدته إلى رحابة المفهوم، بتحويل اللغة الجميلة التي انتظمت العمل الروائي بمستوياتها إلى لغة حسية يتشارك فيه الهم الإنساني ويتعمق من أجل هوية الإنسان ذاته في المطلق بعيدا عن التقسيمات الجغرافية .
أقام أتيلية الاسكندرية "جماعة الفنانين والكتاب " ندوة أدبية لمناقشة رواية " قيد الدرس " للروائية لنا عبد الرحمن ، قدم للندوة الشاعر جابر بسيوني وشارك في النقاش الناقد شوقي بدر يوسف والناقد محمد عطية محمود ، وذلك بحضور الكاتبة لنا عبد الرحمن في البداية تحدث جابر بسيوني عن " الرواية والروائية " قائلا: رواية " قيد الدرس" واحدة من مشروع لنا عبد الرحمن الروائي ، حيث تتناول دائما في رواياتها موضوعات شائكة تهم بالمقام الأول الانسان في أي مكان ، مثل بحثه عن ذاته أو هويته أو جذوره ، ومن يتتبع مسيرة الكاتبة السردية يلاحظ هذه الأفكار والمفردات ، والرواية التي بين أيدينا تناقش موضوع الهوية والانسان وان كانت احداثها وشخوصها وأماكنها تدور في لبنان ، إلا أنها تعني الانسان في أي مكان ، لأن غياب الهوية تجعل الانسان مهمشاوغريبا في وطنه الذي ولد وعاش فيه ، والكاتبة لنا عبد الرحمن ولدت في بيروت وتعيش في القاهرة منذ سنوات ، ومعروف عنها مشاركتها وكتاباتها النقدية الجادة سواء في الصحف والمجلات أو في الكتب التي أصدرتها وتعنى بالنقد السردي التطبيقي .
الهوية المفقودة
الناقد شوقي بدر يوسف أعد دراسة عن رواية " قيد الدرس " وأزمة الهوية ، وقال أنه سيختار مقتطفات من الدراسة ، تخص فكرة عالم الكاتبة والروائي ، حتى لا يطيل على الجمهور فقال : تعتبر تجربة الكاتبة لنا عبد الرحمن فى روايتها "قيد الدرس" تجربة مهمة لإعادة ترتيب الذاكرة الجمعية بما حدث فى تاريخ الحرب الأهلية فى لبنان وبما يحدث الآن على الأرض العربية فى سوريا والعراق واليمن وليبيا من حروب وأهوال بزعم الارتباط بالربيع العربى، وهى بعيدة كل البعد عن هذه التسمية الربيعية المزعومة.
وربما كانت رواية الكاتبة "ثلج القاهرة" اهتمت بموتيفة البحث عن الجسد فى الموت، والتقمص والتوحد فى الصوره التى اهتم بها الفلاسفة، وبعض المتصوفة، كانت هذه المردات لها حضور أيضا بصورة أو بأخرى فى رواية "قيد الدرس" من خلال البحث عن الهوية المفقودة بدلا من البحث عن جسد ومدن جديدة كما جاء فى "ثلج القاهرة" .
وأضاف شوقي بدر: الكاتبة مولعة فى سردياتها بالانتقال عبر الزمان والمكان، وهو ما احتفت بها فى معظم سردياتها، "حدائق السراب" "تلامس" "أغنية لمارغريت"، "ثلج القاهرة"، "قيد الدرس" وقد تميز عالمها الروائى بهذه السمات الخصبة فى التعبير عن روح المقاومة وروح الحرب "بخلخلة زمن السرد، وتقديم عالم متخيل بوحى من التفكيك فى قوامه الروائى، وشخصيات ملتبسة تعانى تمزقها وغربتها، وتعكس هوية اجتماعية مسكونة بهواجس الموت والدمار، لذا كانت المرأة فى سرديات الكاتبة هى المحور الرئيسى، كما كان الإهداء التى صدرت به الكاتبة روايتها ينسحب على تلك التيمة والشخصيات العربية من خلال أسرة الفدائى باسم عبدالله كى تعطيهم القوة والإرادة لمواجهة الصعاب مهما كانت الأحداث والمحكات والصدمات الذين تعرضوا لها فى وقائع أحداث هذا النص الفاتن من سرديات الكاتبة.
ونجد أن الأستهلال الأولى فى الفصل الأول بعنوان بيروت- 2012 وهو فصل قصير للغاية يعتبر مقدمة أولية للنص بأكمله يغطى شخصيتان رئيسيتان هما حسان عبد الله وشقيقته ليلى، فى هذه المقدمة الاستهلالية تقول الكاتبة مخاطبة حسان فنان الكاريكاتير وأحد الشخصيات المهمة ": من جديد، ها أنت تقف على حافة تحوّل آخر من تحولات حياتك الكثيرة، لكّن هذا التحّول يشبه انعطافا قسريا، عليك أن تحافظ فيه على كامل توازنك". بهذه الكلمات المعبرة عن حياة هذه الشخصية تبرز الكاتبة بداية التعامل مع هذه الشخصيات وبقية الشخصيات المصاحبة لها فى عائلة عبد الله وكأننا هنا نستحضر روح فنان الكاريكاتير الفلسطينى ناجى العلى الذى كانت أعماله الفنية تعتبر سلاحا قويا من أسلحة المقاومة ضد العدو الأسرائيلى.
أما بقية استهلال الفصل الأول فكان يخص الأخت الشقيقة ليلى عبد الله والذى على جاء هيئة مونولوج داخلى على لسان الشخصية، استهلت به الكاتبة هذه المقدمة القصيرة تقول فيه ليلى ": جسدى متعب، أنام لساعات طويلة، قدماى ثقيلتان كأنى أجّر خلفى أكياسا من الرمل، أستيقظ مقيدة بإحساس من ظل لساعات يحصد منفردا حقلا من القمح، ينبغى علىّ ممارسة الحياة حتى آخر رمق، لن أستسلم، أريد العيش من أجل أشياء كثيرة حلوة لم أعرف قيمتها إلا فى وقت متأخر".
وبدأت ليلى فى مخاطبة مرآتها التى نجت من الحرب والتى ترى فيها نفسها وكأنها قد بدأت تشبه أمها نجوى، وكانت هذه المناجاة الخاصة بشخصية ليلى تقول فيها ": أجلس على الصوفا الصغيرة فى سكون وعتمة، يخيل لى أن الأشباح غافية فى الزوايا، البيت هادئ؛ سكانه ما زالوا نياما؛ أفتح باب غرفة سامى، غافيا كملاك ذهبى بشعره الطويل الأشقر، استرق النظر فى وجهه البرئ، لا يبدو لى أنه أنهى سنواته الثلاثة عشر.. أسئلته عن الحياة تحزننى، لأنه مثلى بحث عن أب ولم يجده، وسيظل طوال حياته يتوق لمن يمنحه تلك العاطفة المنقوصة."
بهذا الاستهلال الأولى للفصل الأول للرواية تبدأ الأحداث بالعودة إلى الاجتياح الذى قامت به إسرائيل للبنان عام 1982 وعانت منه جموع غفيرة من الفلسطينييين واللبنانيين فى الجنوب، وقد اختارت الكاتبة هذه العائلة لتبرز من خلالها أحداث كثيرة حدثت لكثير من العائلات التى عانت من هذا الاجتياح وكان لكل منهم حكايته الخاصة وروايته التى تحتاج إلى كاتب ليبرز مأساتها.
تقاطعات السرد والحكي
وتحدث الناقد محمد عطية محمود عن " تقاطعات السرد والحكي " قائلا : تعبر رواية "قيد الدرس" للروائية العربية " لنا عبد الرحمن" برؤية سردية وخبرة كتابة عبرت بالكاتبة من خلال أربعة أعمال سردية سابقة أعطتها مصداقية وخبرة الكتابة الروائية واعتمادها حساسية متميزة في التقاط السردية التي تتناسب إلى حد بعيد مع الفكرة/ الموضوع الخارج من رحم الواقع إلى رحابة المتخيل وبالتضافر معه، إذ فيه دائما من جيناته المكونة..
وأضاف محمد عطية: في قيد الدرس ثمة تقاطع بين العناصر المكونة للحدث القصصي والتيمات الملازمة لها، من جهة، وتقنيات الكتابة السردية المتنوعة من جهة أخرى فنجد الكاتبة تتوجه بالسرد بضمير المتكلم الحميمي ثم تنتقل لتتكلم بلسان الحالة السردية بضمير المخاطب الموجه إلى الذات أو إلى الآخر، ثم تأتي بضمير الغائب لتعقد شبكة من العلاقات التي لا تنفصل عن الجو العام ولكنها تخلق مناخات نفسسية قادرة على بللورة الذات البشرية في أوج حالات ضعفها وقوتها والتحلمها مع سمات المكان الذي يأخذ هو الآخر سمات جمالية مغايرة قد تضعه كي يكون مركزا فاعلا في فضاء النص في موازاة نفسية ومادية مع مركزية الشخوص الفاعلة التي لها براءة التعامل مع كل عناصر المكان وتقاطعاتها مع الزمان بفرضياته التي تؤطر الحدث الروائي..
وأكد عطية أن تقاطع السرد والحكي، سلسلة مترابطة محكمة حرصت الكاتبة على عدم التخلي عن أي جزء منها لتعطينا متعة الرواية من خلال هذه التقاطعات في روايتها قيد الدرس، التي هي بالأساس رواية قضية إنسانية تلاحق الإنسان في كل بقعة من بقاع العالم وفي كل حضارة من الحضارات، ولا تلتزم السمة اللصيقة بالمكان المحدد فهي فقد تعدته إلى رحابة المفهوم، بتحويل اللغة الجميلة التي انتظمت العمل الروائي بمستوياتها إلى لغة حسية يتشارك فيه الهم الإنساني ويتعمق من أجل هوية الإنسان ذاته في المطلق بعيدا عن التقسيمات الجغرافية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.