رغم قلة الاعمال الأدبية التي قدمتها، الا انها استطاعت ان تحصد العديد من الجوائز الإبداعية، إذ حصلت روايتها التي صدرت مؤخرًا "بروكلين هايتس" علي جائزة نجيب محفوظ، كما تم اختيار روايتها الاولي "الخباء" كأحسن رواية للعام 1996 في مصر، وفي العام 2000 حصلت كأول كاتبة مصرية علي جائزة الدولة التشجيعية للأدب عن رواية "الباذنجانة الزرقاء"، كما حصلت رواية "نقرات الظباء" علي جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب، كما رشحت روايتها الأخيرة "بروكلين هايتس" لجائزة البوكر العربية علي القائمة القصيرة للعام 2011 .. الروائية ميرال الطحاوي التقيناها في هذا الحوار. - ماذا عن فوزك بجائزة نجيب محفوظ، خاصة بعد غيابك عن الوسط الثقافي لأعوام؟ لم أكن اتوقع كل هذا الاحتفاء والكتابات النقدية حول الرواية، وكانت بالنسبة لي مفاجأة مبهجة. - وماذا عن ترشحك للحصول علي جائزة البوكر العربية؟ وجودي ضمن القائمة القصيرة للبوكر مفاجأة أخري لم أكن اتوقعها علي الاطلاق، خاصة بعد ما ذكره النقاد عن ان الكتاب يستحق ذلك بالفعل. - عند كتابتك للرواية.. هل كان يخطر ببالك أنها ستحصد جوائز؟ اثناء كتابتي للرواية لم اكن افكر في نشرها خاصة انها تجربة جديدة بالنسبة لي ولأسباب متعلقة بالقارئ؛ خاصة بعد تغيبي عن الوسط لعدة سنوات، كما ان الحياة الادبية جعلتني متخوفة من العودة، وكانت تراودني مخاوف من رفض الرواية من قبل المثقفين. - وكيف ترين الجدل الذي يثار عقب الحصول علي الجوائز، والاتهامات التي توجه الي لجان التحكيم؟ كل الجوائز تثير حولها الجدل؛ لأنها تختار فائزًا واحدا، واعتقد ان هذا الجدل ايجابي لان القراءة بها ذوق، ومع اختلاف لجان التحكيم سوف يختلف المرشحون للجائزة، ولكني اتحفظ علي ردود افعال المختلفين مع الجائزة، وينبغي ان نقبل المنافسة ونتعامل مع الابداع علي انه حالة من حالات التسامح، دون النظر الي الاقليم الذي ينتمي له النص فكلها نصوص عربية وتدخل في نطاق تاريخ الادب العربي. - وإلي اي مدي يمكن اعتبار الكتابة وسيلة للتطهر وعقد صلات جديدة مع العالم، خاصة وملامح "هند" بطلة رواية "بروكلين هايتس" تتماس بدرجة ما مع ملامحك؟ لم اكن مهتمة عند كتابة الرواية بإبراز ملامحي، ولكن أعتقد أن شخصية "هند" تقترب من روحي، وتحتوي علي جزء من ملامحي النفسية، واتمني ان يتعامل النقاد مع النص علي انه عمل فني مستقل بذاته. - وهل يمكن ادراج الرواية تحت مسمي "ادب الاعتراف" او "السيرة الذاتية"؟ لا يمكن تصنيف رواية "بروكلين هايتس" تحت هذين النوعين، ولو كانت سيرة ذاتية فكنت سأذكر ذلك خاصة ان هذا النوع يحتاج الي التوثيق وذكر اشخاص حقيقيين ومواقف واماكن محددة سلفًا؛ لكن يمكن ادراجها تحت مسمي "رواية ذاتية"، وفيها يتناول الكاتب ذاتًا معينة، وهذه الذات بها تشابهات مع تجربته وعادة ما تسرد مسيرة ثلاثة اجيال هي الجدة والام والابنة، واعتقد انني فعلت ذلك في "بروكلين هايتس". - روايتك احتفت بالموروث الشعبي النسوي مثل أغاني الجدات البدويات.. فهل يمكن اعتبار ذلك نوعا من الانتصار للنساء المهمشات؟ تطرقت للكتابة عن المجتمع البدوي؛ لأنه يمثل جزءًا من تاريخي وعلاقتي بهذه المنطقة، واعتمد في الكتابة علي ما اعرفه من خلال تراكم الخبرات لدي عن هذا العالم. - علي خلفية توتر العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، تناولت الرواية تلك العلاقة بشكل صريح.. فما الدافع وراء خوض تلك المنطقة الشائكة؟ الرواية قائمة علي اختلاف الديانات، وهي قيمة من القيم التي تحاول الرواية توضيحها، وفكرة الهجرة من الشرق للغرب عادة ما تطرح عدة تساؤلات حول الدين، خاصة ان الناس يذهبون للغرب وهم يحملون اختلافاتهم. فهذا المهجر يخلق فوارق دينية وإقليمية، والطفل عندما يسافر الي امريكا يصبح مختلف الديانة ويعيش التجربة، ولم ادافع عن المسيحيين في الرواية، ولكني دافعت عن حرية الانسان، وكيف يكون مقبولًا ومنسجمًا علي الرغم من اختلافه مع هذا المجتمع الجديد. - بوصفك كاتبة تعيش في المجتمع الأمريكي.. كيف ترين العلاقة بين الشرق والغرب بعد أحداث 11 سبتمبر؟ اعتقد انه بعد احداث سبتمبر حدث تحطم كبير في الجسر الفكري بين الشرق والغرب، واصبحت العلاقة منقسمة؛ جزء منها محاولة لفهم ثقافتنا من خلال الاهتمام بالادب العربي والجاليات العربية، والجزء الآخر مرتبط بالصدام بين الثقافتين وهذا الصدام يزداد توترا مع الايام خاصة مع عدم الفهم وتدخل امريكا في شئون الشرق الاوسط ومع كل عمل ارهابي، فالعلاقة بين الشرق والغرب شائكة وقد تستمر علي هذا الوضع لقرن قادم، وذلك بسبب الصورة النمطية التي يرسمها كل منهما للآخر. - وهل للترجمة تأثير في إيصال صورة معتدلة لنا أمام العالم؟ اري ان الترجمة هي الشيء الوحيد الذي يزيل اللبس؛ إذ تسمح بإقامة جسر بين الدول، يستطيع الاخر من خلالها ان يعبر عني ويراني ويتعرف علي ثقافتي وحضارتي، والترجمة هي الحل الوحيد ليس فقط لتحسين صورة الشرق الأوسط والمرأة المسلمة، وإنما لعبور كثير من المناطق الوعرة بين الثقافات، وتغيير النظرة النمطية السائدة في الغرب عن العرب والمسلمين. - وهل ستخوضين فن الكتابة للاطفال ضمن سلسلة هاري بوتر؟ لقد عرض علي ناشر سلسلة هاري بوتر الكتابة عن مغامرات الطفل العربي في الصحراء؛ واعتقد انها فكرة جيدة وان الكتابة لهذه السن متعة لكني اعتذرت عن ذلك لاني اري انني كاتبة تقليدية كما انني لم احاول الكتابة للاطفال من قبل.. ولكن انا احتفي بالطفولة في كل كتاباتي. - في رأيك.. ما هو أبرز تحدٍ يواجه كتاب الرواية؟ هناك الكثير من التحديات التي تواجه الكتاب؛ منها: فوضي في دور النشر، ومشكلات في وصول الكتاب لقارئ حقيقي، كما ان اسعار الكتب غالية، ويقع الان علي الكاتب عبء المنافسة فالسوق اصبح كبيرًا ويضم العديد من الاسماء الكبيرة، كما توجد تحديات مالية طوال الوقت. - وما رأيك في مستوي الإبداع النسائي في مصر؟ الساحة الثقافية غنية بالابداع في كل المجالات، ونسبة الكتابة النسائية في زيادة مستمرة، لذا يتميز هذا العصر بالتوهج النسائي؛ سواء بالنسبة للعدد او بقيمة الابداع فهن يصلن الي اعلي الجوائز، فجيلنا حافل من حيث الكم والنوع، واصبح هناك نضج في التعامل مع نص المرأة، والعمل الادبي الان يقيم علي الاساس الابداع دون النظر الي النوع او العرق او الدين او الاقليم. - وهل لديك رغبة في تحويل روايتك "بروكلين هايتس" الي فيلم؟ كل كاتب يتمني ان يتعامل مع السينما، والنص الروائي مكتوب ليتعامل مع السينما، لكن احيانا النصوص التي نكتبها لا تتوافق مع مناخ السينما او مع متطلبات الانتاج، والكاتب طوال الوقت عينه علي السينما، لكن السينما تنظر الي السيناريست؛ فالسيناريست يقف بين النص والسينما، فالسينما عصية علي الكاتب، واتمني ان يكون هناك اهتمام بالنصوص الادبية.