ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات على البطالة ومستويات المعيشة المتدنية في تونس خلال اليومين الماضيين إلى 19 قتيلاً، فيما وصف الرئيس التونسي زين العابدين بن علي - أمس، الإثنين - أعمال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد وأدت إلى سقوط قتلى بأنها عمل إرهابي، وقالت الحكومة التونسية إن الاحتجاجات في مدينتين تونسيتين بالقرب من الحدود التونسية الجزائرية أدت إلى تدخل قوات الأمن التونسية. وقال وزير اتصال الإعلام التونسي سمير العبيدي، إن الاحتجاجات على تدني مستوى المعيشة وقعت في مدينتي تالة والقصرين، وذكرت مصادر إعلامية أن الاحتجاجات شملت كذلك مدينة الرقاب بولاية سيدي بوزيد، وأن جميع القتلى من المتظاهرين، مشيرًا إلى إصابة 30 شرطياً في هذه الاحتجاجات، غير أن منظمة العفو الدولية "أمنستي" قالت إن عدد القتلى خلال أسبوع من الاحتجاجات بلغ 23 قتيلاً على الأقل، لافتة إلى أنها تلقت أنباء عن وقوع مزيد من القتلى. في الوقت ذاته، أصدرت الحكومة التونسية قراراً بتعطيل الدراسة في المدارس والجامعات حتى إشعار آخر، وقال البلاغ على إثر ما جد من أعمال شغب بعدد من المؤسسات التربوية والجامعية وفي انتظار نتائج التحقيق لتحديد مسؤوليات المتسببين فيها ومن قام بدفع التلاميذ الأبرياء والطلبة إلى أعمال التشويش والعنف وبث الفوضى بالشارع في بعض المناطق، تقرر تعليق الدروس بكافة المؤسسات التربوية والجامعية بداية من اليوم - الثلاثاء - حيث كان زين العابدين بن على قد وصف في كلمة بثها التلفزيون الحكومي الاحتجاجات بأنها عمل إرهابي، وأضاف أن هذه الأيادي استغلت بدون أخلاق بعض الأحداث لإثارة الشغب، وأن من يقف وراء الاحتجاجات هم مأجورون، تسيّرهم أطراف من الخارج لا تكن الخير لتونس. يشار إلى أن الأسبوع الماضي، بن علي تعديلاً وزاريًا تضمن أربعة وزراء، في أعقاب الاحتجاجات وأعمال الشغب التي اجتاحت مناطق واسعة من البلاد، على مدار الأسبوعين الماضيين، احتجاجًا على أوضاع الفقر والبطالة، وكان بن علي قد دعا الشعب التونسي في وقت سابق إلى الهدوء، وتوعد بتطبيق القانون على المشاغبين بكل حزم، واصفًا إياهم بالمتطرفين المأجورين، كما وعد بالتمسك بالبعد الاجتماعي والعمل لتوفير فرص وظيفية. وتجدر الإشارة إلى أن أحداث الشغب خلال الأيام الماضية قد تصاعدت ووصلت إلى حد قيام العشرات من الشبان الغاضبين بمهاجمة مراكز للشرطة التي ردت بإطلاق النار؛ مما أسفر عن مقتل أحد المحتجين وجرح أربعة بينهم اثنان من عناصر الأمن.