استبعدت مصادر دبلوماسية عربية بالقاهرة، أن يطرأ أي تحسن في العلاقات المصرية - السورية خلال الفترة المقبلة، بعد أن اتسعت هوة الأزمة بينهما إثر تصريحات للرئيس السوري بشار الأسد تضمنت انتقادات مبطنة لمصر، ردت عليها وسائل إعلام مصرية باتهام سوريا بالتقاعس عن تحرير الجولان، ووقوفها وراء تنامي النفوذ الإيراني في الأراضي الفلسطينية وتهديدها لاستقرار دول الخليج. ولعبت العلاقات السورية - الإيرانية في تأجيج الخلافات، إذ إنه وبحسب المصادر فقد وجهت القاهرة رسائل إلي دمشق من أجل إعادة النظر في علاقاتها مع طهران، والكف عن القيام بدور سلبي في الساحة اللبنانية وتعطيل المصالحة الفلسطينية قد أسهم في تباعد الشقة بين القاهرةودمشق وحال دون استعادة العلاقات عافيتهما منذ الحرب الإسرائيلية علي لبنان في صيف 2006، خاصة مع تحفظ القاهرة علي توجيه دعوة للرئيس السوري بشار الأسد لزيارته رغم إعرابه أكثر من مرة عن رغبته في زيارة مصر. وكان الرئيس السوري قد أكد في تصريحات صحفية، أن تنقية العلاقات بين بلاده ومصر من أجواء التوتر التي تشهدها منذ أكثر من أربع سنوات، بحاجة إلي "مبادرات مصرية"، تمهيدًا لتطبيع العلاقات بين الجانبين، وقال إنه لا توجد لديه اشتراطات لإخراج العلاقة من نفق الجمود الراهن. ورجحت المصادر أن تتدخل دول عربية علي خطي الأزمة بين القاهرةودمشق، لتسوية الخلافات بين الجانبين، وحتي لا يؤدي استمرار التوتر إلي عواقب وخيمة علي عديد من الملفات، وفي مقدمتها المصالحة الفلسطينية، والأزمة علي الساحة اللبنانية، مع تصاعد الخلافات بين الفرقاء اللبنانيين حول محكمة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. ومن جهته، يري السفير سعد عزام مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن التباين الشديد بين القاهرةودمشق حول العديد من الملفات هو السبب في وصول العلاقات بينهما إلي هذا المستوي من التوتر.. منوهًا علي أهمية توصل البلدين لتوافق حول الملفين الفلسطيني واللبناني، خاصة أن سوريا لن تقبل بالمساس بعلاقاتها الاستراتيجية مع إيران، في حين لن تقبل القاهرة بتنامي النفوذ الإيراني في الساحة الفلسطينية، مطالباً بضرورة الاستفادة من التطور الذي شهدته العلاقات بين دمشق والرياض، بعد أن نجحا في التوصل لتسويات مهدت لإنهاء الجمود في العلاقات بينهما والذي خيم علي الأجواء لمدة طويلة، منوهًا إلي أهمية طي البلدين صفحة الخلافات وبدء صفحة جديدة. وكانت العلاقات المصرية - السورية قد شهدت قطيعة علي مستوي قيادتي البلدين منذ صيف 2006، علي خلفية انتقادات وجهها الرئيس السوري لبعض الحكام العرب لموقفهم من حرب لبنان آنذاك ووصفهم ب"أنصاف الرجال"، ومنذ ذلك الوقت مرت العلاقات بأجواء توتر لم يبددها التفاؤل الذي ساد خلال الشهور الماضية بإمكانية عقد لقاء تذويب الخلافات.