مع بداية الجولة الثانية من المارثون الانتخابى لمجلس الشعب كشفت المؤشرات الاولية عن سيطرة الحزب الوطنى على مقاليد الامور وإحكام قبضته على الدوائر التى يتنافس فيها أعضائه، بمنع المندوبين وأنصار المرشحين المعارضة والمستقلين من ممارسة حقوقهم فى عملية الاقتراع، ففى دائرة المناخ والزهور فى بورسعيد خلت اللجان من أى مندوبين للمرشح محمد مصطفى شردى، الذى ينافسه طارق عمار "وطنى"، سواء داخل اللجان الفرعية أو خارج المقرات الانتخابية، ولم يتواجد أى من أنصار المرشح خارج اللجان للتصويت، والذى تؤكد المؤشرات التزامه بقرار اللجنة العليا لحزب الوفد.. وفى دائرة قسم شبرا أول، منع المراقبون المستقلين من دخول اللجان الانتخابية، بالرغم من حصولهم على كارنيهات من اللجنة العليا للانتخابات، أما الواقعة الثالثة - والتى أتصفت بالغرابة – فهي تهديد مرشح الحزب الوطنى عبد الفتاح دياب "فئات" بدائرة "أجا" بمحافظة الدقهلية بالانسحاب من جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشعب، معللا ذلك بتدخل الأمن لصالح رأفت سيف مرشح حزب التجمع والذى ينافسه على المقعد ذاته.. ووقعت اشتباكات بين أنصار المرشحين في الساعات الاولى للاقتراع. (حجة عدم ختم التوكيلات من مأمورالقسم).. هذا ما حدث بدائرة النزهة بمختلف لجانها، بجانب الاقبال الضعيف من الناخبين، وذلك بعد فتح اللجان فى تمام الثامنة صباحاً، حيث تم منع مندوبي المرشح عيد هيكل المرشح المستقل على مقعد الفئات، من دخول اللجان لمتابعة سير العملية الانتخابية، والذى يخوض جولة الإعادة ضد نقيب الأطباء حمدى السيد، كما تم منع مسئولى اللجان من الدخول بحجة عدم ختم التوكيلات من مأمور قسم النزهة، رغم أن التوكيلات التى حصلوا عليها من الشهر العقارى لا يشوبها أى أخطاء. "الوضع مريب".. بهذه العبارة وصف أحد مراقبى الانتخابات الوضع داخل لجنة مدرسة الشيخ غريب بمنطقة البركة، وذلك بسبب عدم وجود أى من مندوبى المرشح المستقل عيد هيكل، فى حين لم يدخل سوى عدد قليل جداً من مندوبى مرشح الحزب الوطنى حمدى السيد، بينما يكثر مندوبو مرشح الحزب الوطنى على مقعد العمال عمر عبد الله الرفاعى. "الهدوء التام"، و"حجة التوكيلات".. كانت السمة السائدة على لجان شبرا ومهمشة، خاصة بمدرستى محمد فريد الثانوية بنين، ومدرسة رمسيس الإعدادية بنين؛ حيث تجرى الإعادة بالدائرة بين رجل الأعمال رامى لكح، واللواء فادى الحبشى "وطنى" على مقعد فئات.. ومنع من مندوبين رامى لكح من دخول اللجان بحجة أن التوكيلات ليس عليها ختم قسم شبرا. وعلى سياق الاحداث، حذر المراقبون من احتمالات تكرار وقائع تسويد البطاقات الانتخابية فى جولة الإعادة فى حالة عدم السماح للمراقبين بدخول اللجان وممارسة عمله، يأتى ذلك فى وقت سيطر فيه الارتباك على الناخبين بعد دعوة النائب الإخوانى المنسحب محمد البلتاجى، لهم لمقاطعة الانتخابات. أما بالنسبة للنائب مجدى عاشور مرشح الإخوان المسلمين على مقعد العمال، فلا يزال الموقف غامضاً بعد الحديث عن اختفائه واتهامات الجماعة المحظورة بخطفه لإصراره على خوض جولة الاعادة؛ حيث قام ما يقرب من ألفى شخص من أنصاره بتنظيم مسيرة بمنطقة البركة لمطالبته بخوض الانتخابات.