حالة من الهوس العلمي والطبي تجتاح العالم في الأعوام الأخيرة خاصة في مجال زراعة الأعضاء البشربة وستنساخها بهدف القضاء نهائياً علي معضلات زراعة الأعضاء. وفي هذا الصدد توصل فريق طبي في اليابان إلي تخليق عين صناعية من الأجنة وقاموا بزراعتها لفاقدي البصر وحققت العملية نجاحاً باهراً زاد من وتيرة الأمل في البصر في نجاح هذه التقنيات عند تعميم الجراحة والسماح بتنفيذها خارج القطر المبتكر لتقنيتها.. وفي شأن متصل يجري فريق من العلماء يضم أطباء من جنسيات مختلفة عدة تجارب بحثية مكثفة لتخليق قلب بشري مكتمل من الألياف المخلوطة بالخلايا البشرية. وقال د. مجدي ثابت أستاذ أمراض العيون: مسألة تصنيع عيون آدمية شغلت بال الكثير من العلماء في مختلف الدول وأجريت العديد من الأبحاث حول هذا الموضوع غير أنها واجهت صعوبات كبيرة فالعين لها خصائص معينة تنفرد بها عن باقي أجزاء الجسم فهي تتنفس ذاتيا أي تحصل علي الأكسجين اللازم لها من الهواء مباشرة ولها ضغط مختلف عن ضغط الجسم ولكن هذه الخصائص وغيرها تجعل من مسألة تصنيع العين مكتملة بالحجم المناسب والتركيب الداخلي من أعضاء وشرايين وأوردة وقرنية وحدقة مسألة غاية في الصعوبة والتعقيد علي الأقل في الوقت الراهن ولكن المستقبل قد يحمل بشائر الأمل للملايين من فاقدي البصر حول العالم. ويشير د. ثابت إلي أن نجاح العالم الياباني "أساشيما" في تكوين عيون من خلايا البشر الصغيرة بمثابة إنجاز علمي كبير يجب أن تحرص علي نشر أبحاثه الدوريات العلمية المتخصصة في العالم. من جانبها أوضحت د. ريم زويل المحاضرة بمعهد بحوث العيون أن التقينة الحديثة تعتمد علي فصل خلايا المنشأ من الأجنة ووضعها في محلول الأكتيفين مع خلطه بالحمص البريتوني بعد ذلك يتم إرسال إشارات و تعليمات وراثية مختلفة داخل هذه الخلايا ويتم تحفيزها للنمو وتكوين أعضاء مكتملة وقد نجحت هذ التجارب في إنتاج 70 عيناً وقد تمكن العلماء من زرعها لفاقدي البصر وتمكنوا من الرؤية وهذه التقنية يمكن أن تستخدم في تخليق الأعضاء البشرية الأخري عن طريق التحكم في تركيز الأكتيفين ولا يقتصر الأمر علي تكوين عين فقط بل امتد إلي باقي أعضاء الجسم حيث تعكف حالياً مجموعة من العلماء الأمريكان والإنجيلز والكنديين والسويسريين علي إجراء تجارب وأبحاث تهدف إلي تكوين قلب آدمي ينبض من الألياف والعجائن الصناعية المخلوطة بالخلايا البشرية. وأكد د. محمود صلاح الدين أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية بطب القاهرة أن هذه الأبحاث إذا كتب لها أن تنجح فستحدث ثورة علمية هائلة بإمكانها أن تقلب نظريات زرع الأعضاء وتتفوق نتائجها علي جميع عمليات زراعة القلب الحالية التي عاده ما تخلف مضاعفات خطيرة نتيجة تناول المريض أدوية منشطة للمناعة للحيلولة دون رفض الجسم للعضو المزروع.