عززت السلطات الأمنية تواجدها حول الكنائس في جميع أنحاء مصر بشكل غير ملحوظ من خلال دوريات راكبة متنقلة ؛ ومن خلال رجال شرطة يرتدون الزي المدني، كما صدرت تعليمات للمسؤولين عن الأمن في كافة المحافظات ب"اليقظة". ويعيش الأقباط حالة من القلق ؛ بعد انتهاء مدة التهديدات التي حددها تنظيم القاعدة في العراق للكنيسة القبطية (48 ساعة) لتحرير مصريتين مسيحيتين زعم أنهما "أسيرتان" لدى الكنيسة بعد اعتناقهما الإسلام. وقد أعطت الجهات الامنية تعليمات إلى المدارس باليقظة واتخاذ الحيطة والحذر في التعامل مع الغرباء، كما حظرت انتظار السيارات حول مدارس الراهبات التي يتجاوز عدد التلاميذ المسيحيين بها أكثر من 90% والأقلية للتلاميذ المسلمين. وتقول إحدى العاملات في مدرسة راهبات ملحقة بكنيسة "أن المدرسة تحولت لثكنة عسكرية، خاصة من رجال الأمن بالزي المدني الذين يراقبون كل شيء، ويتعاملون بسرعة مع من يرتابون في شخصه، كما عززت المدرسة بحراسة الشرطة". وأرجعت رعب التلاميذ والعاملين بالمدرسة إلى سهولة استهداف المدرسة بسبب تجمع التلاميذ في وقت محدد خلال اليوم الدراسي الواحد سواء في طابور الصباح أو الفسحة أو وقت الانصراف، كما أن المباني التعليمية تفتقر لأي تامين أو حماية أمنية. وتقول أم لتلاميذ داخل المدرسة، الجميع يتعامل مع التهديد بمبدأ "الرب يرعانا"، ولا خلاف على ذلك، لكن أين الضمانات الحقيقية لحماية أطفالنا؟، أنتوقف عن إرسال أولادنا للمدرسة حتى نجنبهم المخاطر؟، أيجبروننا على الاختيار ما بين حق أولادنا في التعليم والحق في الحياة. وقالت أن كلمات البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية "طمأنتني وخففت من روعتي" كأم تخشى على أولادها من أن يدفعوا ثمن المفاهيم المغلوطة، والاستهداف الأعمى، حيث قلل البابا من تهديدات القاعدة للكنيسة القبطية، مؤكداَ أنها لن تخيفنا، وأن كل الأمور في هذا الكون تعمل لخير الذين يحبون الله، وربنا إما يمنع الشر أو يحوله إلى خير. وقال البابا شنودة أن تلك التهديدات كشفت القاعدة على حقيقتها بأنها "تخالف كل الأديان السماوية". وأشار البابا إلى أنه لا يهتم بهذه التهديدات ولا يخاف منها، فالله يحفظ أولاده من كل شر، وأن الدين الإسلامي يرفض مثل هذه الأمور التي تتبناها القاعدة، داعيا الله بأن يحفظ أرض مصر بالخير والسلام والأمان وأن يحفظ الجميع.