أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي، أنه لم يتعرض للوم رئاسي عقب الإعلان عن رغبته بالترشح لرئاسة الجمهورية في العام القادم، قبل أن يتراجع عن تلك الفكرة لاحقا، وقال: إنه لم يتعرض لأي توبيخ رئاسي بعدما أعلن رغبته في الترشح، وأضاف: لم يحدث أبدًا أن تعرضت لتوبيخ ولا للوم في هذا الموضوع لا من بعيد ولا من قريب وما يتردد بشأن ذلك غير صحيح بالمرة، بالعكس فالرئيس حسني مبارك هو صاحب مبادرة تعديل الدستور والترشح لمنصب الرئاسة. ولم يخف الدبلوماسي المخضرم من العمل في هذا المضمار بعد أكثر من خمسة عقود علي انخراطه في السلك الدبلوماسي تقلد خلالها العديد من المناصب، وقال: أحيانًا أشعر وكأني أحرث في بحر وأقول لنفسي كفاية عشر سنوات سفير ثم عشر سنوات وزير ثم عشر سنوات أمين عام، فعلي أن أعود مواطن عادي. ويقول موسي إنه من بيت سياسي وعائلته لها باع طويل في السياسة منذ أيام الملكية في مجلس النواب والشيوخ ثم البرلمان، وحينما قامت ثورة يوليو في عام 1952، قال" كان عمري 14 سنة وكنت أشعر بالاضطرابات التي تحدث في مصر كل 24 ساعة وزارة جديدة إلي أن قامت الثورة، وكنا معها بسبب الفساد والاضطرابات الكثيرة التي كانت في مصر، لكن للأسف كان هناك مسئولون وقادة من رجال الثورة أساءوا لإدارتها وهذا أدي إلي تكسير كثير من جدران الثورة. وأبدي موسي إعجابه بشخصية الرئيس جمال عبد الناصر، الذي كان الشخصية الملهمة للكثير من الشباب في حقبتي الخمسينات، وقال: "لا جدال أنه زعيم حقيقي ويكفي أنه وضع لمصر شخصية مستقلة بعد أن كانت محتلة، فعبد الناصر طرح مصر عالميا إلا أن هزيمة 67 كانت مخزية وحتي الآن أتألم كلما مر ذكراها، لأنها جعلتنا ننظر للأمور بشكل مختلف وأصابت الأمة العربية كلها بالإحباط". أما عن الرئيس أنور السادات، فقد وصفه موسي بأنه "رجل ذو مواصفات خاصة وطني بلا شك ومغامر من الطراز الأول، ولن ننسي له أنه مسح عنا عار 67، والسادات كان يترجم الشعور المصري حينها بأنه لابد من عودة سيناء، ورأي أنه لإتمام هذه الخطوة لابد من زيارة إسرائيل، وهو ما فعله، وحينها تعارض موقفه مع موقف وزير الخارجية آنذاك إسماعيل فهمي ورفض مبادرته، لأنه رأي أن الأمر سيكون له عواقب سلبية في المنطقة العربية فاستقال"وعلي الرغم من أن الكثيرين كانوا يقولون عنه إنه كان طموحًا منذ كان لا يزال طالبًا بكلية الحقوق، إلا أن موسي قال: "لم أكن أطمح في أن أكون وزيرًا كنت أحب المحاماة وفي يوم كنت أتدرب وفي المحكمة أخذني القاضي وتحدث إلي منفردًا، وقال لي مشوار المحاماة صعب وطويل، ولكن أري أن لديك إمكانيات قد تجعلك خلال عشر سنوات في مصاف المحامين الكبار بل قد تصل لرتبة وزير العدل". موسي انتقد بشكل كبير التعليم في مصر، وقال إنه لا يقدم خريجا لا علي مستوي محلي ولا عربي ولا عالمي، وطالب بضرورة إعادة النظر في التعليم ورصد ميزانية كبيرة له مع ضرورة وجود خبراء يضعون خطة شاملة لتغيير أسلوب التعليم في مصر. ولم يخف إعجابه بفكر د. حسام بدراوي رئيس لجنة التعليم في الحزب "الوطني"، وقال" لابد أن وزير التعليم يجلس معه ويأخذ بأفكاره فيما يخص التعليم خاصة التعليم المدرسي لأنه الأساس، مؤكدا أكد أن الوضع الآن في مصر أصبح غير مريح وانتقد الحكومة المصرية وقال أنها غير متمكنة في نواح كثيرة.