قرية الحبيل بمحافظة الأقصر، تعد نموذجًا لإسقاط الريف من دائرة اهتمام الحكومة، فرغم تصريحات المسئولين الوردية عن الاهتمام بالريف، خاصة قري الجنوب، وإعلان مشروع الألف قرية، مازالت الحبيل التي لا تبعد عن الأقصر سوي 10 كيلو مترات، تعاني نقصًا شديدًا في الخدمات الأساسية، صرف صحي، مياه الشرب، مدارس .. إلخ . محمد زكي عفيفي احد ابناء القرية قال: ان الحبيل من كبري قري مركز الاقصر حيث تضم ما يقرب من 14 نجعا ويبلغ تعدادها اكثر من 18 الف نسمة حسب آخر تعداد سكاني، الا ان حظها قليل جدا من الخدمات فهي في حاجة ماسة لمشروع الصرف الصحي بعد تزايد مشكلة ارتفاع المياه الجوفية وزيادة نسبة التلوث البيئي من طفح في البيارات الخاصة بالمنازل. مؤكدا ان الاهالي كان يراودهم امل كبير في تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالقرية خاصة بعدما سمعوا ان هناك ميزانية تم رصدها لهذا المشروع وتم عقد اجتماعات وتوصيات واجراء الدراسات لكن اكتشفوا في النهاية ان كلام الحكومة ما هو الا استهلاك ودعاية انتخابية فقط لا غير. اما زين العابدين محمود عضو مجلس محلي القرية فأكد ان ابناء القرية فوجئوا بان الارض المخصصة لانشاء مدرسة الحبيل الابتدائية منذ عام 2002 تم ادراجها ضمن ممتلكات شركة القابضة مياه الشرب. لافتا الي ان هناك قطعة ارض مساحتها 1146.3 متر مربع بحوض الحبيل البحري نمرة 7 ضمن القطعة 55 والتي كانت تملكها مديرية الاسكان والمرافق بالاقصر في ذلك الوقت، ولعدم صلاحية الآبار الاتوازية التي كانت موجودة في هذه القطعة وبعد اقرار جميع جهات الاختصاص بعد تحليل المياه تأكد عدم صلاحيتها للشرب، فتم وقفها عن العمل، بل واغلاقها ورفع المواتير والماكينة التي كانت تغذي القرية، الي ان تم توصيل مياه الشرب نقية للقرية من محطة مياه الاقصر في 1997/7/23 ولان القرية تحتاج لقطعة الارض هذه من اجل انشاء مدرسة ابتدائية عليها، بعد اغلاق مدرسة الحبيل الابتدائية والحاق تلاميذها بمدرسة اخري بعيدة جدا. تم عرض الامر علي اللواء الدسوقي البنا رئيس مجلس مدينة الاقصر الاسبق الذي اصدر بدوره قراره رقم 1887 لسنة 2002 بتخصيص هذه المساحة لانشاء المدرسة بعد استغناء مديرية الاسكان والمرافق عنها، وبعد ذلك فوجئنا بحسب زين العابدين ان هذه المساحة ضمن الاصول الثابتة للشركة القابضة. وطالب العضو بضرورة تدخل د. سمير فرج الفوري لدي وزير الاسكان لصرف النظر عن هذه المساحة خاصة انها مخصصة منذ عام 2002 اي قبل انشاء الشركة القابضة باربع سنوات ولحاجة القرية اليها كمدرسة. زين العابدين اشار ايضا الي ان الترعة الموجودة بجوار نجوع ابو عربي والحمزية ونجع عبد النبي اصبحت مصدر رعب للاهالي حيث تنبعث منها روائح كريهة بجانب انها مصدر للحشرات الضارة والسامة. واضاف:وقد تقدمنا بطلبات نناشد فيها المسئولين الا ان كل نداءاتنا ذهبت ادراج الريح .. مشيرا الي ان هناك خطرا قادما من كوبري النشاشقي الذي يربط جنوب الحبيل بشمالها بعدما اصبح يشكل خطرا جسيما علي الاهالي ونحن نسمع ان هناك ميزانيات من هيئة الطرق والكباري لاصلاحه. اما الطامة الكبري فتتمثل في الكهرباء وهي بحسب زين العابدين : تعتبر من اقدم المشاكل ولم يتم حلها لقيام المسئولين باجراء عمليات احلال وتجديد منذ بداية دخول الكهرباء في اوائل السبعينيات ومناطق اخري تم الاحلال بها اكثر من مرة. واضاف ان مشكلة الكهرباء من اهم المشاكل داخل القرية حيث تتساقط الاسلاك القديمة وتحدث كوارث جراء سقوطها علي الارض. وحصل رئيس الوحدة المحلية علي موافقة الجهات المعنية بتحويل مبلغ تم رصده من مشروعات مختلفة خاصة برصف الطرق والمداخل بقرية الحبيل ولاهمية الاحلال والتجديد تم تحويل المبلغ لهذا الغرض ولكن هناك نجوعا باكملها لم تحظ باي منها. المنطقة الصناعية بالقرية تعاني العديد من المشاكل حيث أقام بعض المستثمرين عددا من الدعاوي القضائية بمحكمة القضاء الاداري بمحافظة قنا ضد محافظة الاقصر بسبب رفع سعر توصيل متر الكهرباء من 12 جنيها الي 21 جنيها في الوقت الذي حصل فيه المستثمرون علي متر الارض بجنيه واحد وكان د. سمير فرج محافظ الاقصر قد اصدر القرار الاداري رقم 1505 لسنة 2008 والخاص بتعديل القرار رقم 716 لسنة 2007 والخاص بضرورة رفع قيمة توصيل مرافق الكهرباء من 12 الي 21 جنيها لمنطقة ال 80 فدانا بالمنطقة الاستثمارية بالحبيل، وارسلت ادارة الاستثمار انذارات باسماء اصحاب 49 مشروعا استثماريا بقرية الحبيل تطالبهم فيها بضرورة مراجعة الادارة الهندسية لتسديد فروق مقايسة الكهرباء لترتفع بذلك من 3 ملايين و 711 الفًا و 575 جنيها ل 49 مشروعا الي 6 ملايين و 381 الفا و 854 جنيها. وقد أكد أهالي القرية ضرورة وسرعة إدخالها ضمن مشروع الألف قرية، مناشدين د. سمير فرج حسم الخلاف بين المحافظة والمستثمرين، حيث إن المنطقة الصناعية ستعمل علي خفض نسبة البطالة بين أبناء القرية.